أزمة جائحة فيروس كورونا في الهند تخرج عن السيطرة

 

حذرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية من اتساع نطاق أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد /كوفيد – 19/ في الهند، مؤكدة أن هذه الأزمة خرجت عن نطاق السيطرة هناك.

 

وأوضحت المجلة البريطانية، في تقرير لها بهذا الشأن، أن "حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد في الهند سجلت ارتفاعا غير مسبوق خلال فترة تفشي وباء كورونا".

 

وأضافت أن "العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة التي تم تسجيلها في الهند يوم الثلاثين من شهر أبريل الماضي تجاوز 400 ألف حالة، مما يجعل هذا العدد أكبر رقم من نوعه لعدد الإصابات عالميا، وكان ثاني أكبر رقم لحالات الإصابة بفيروس كورونا، والذي بلغ 300 ألف حالة، سُجل في أمريكا يوم الثاني من شهر يناير الماضي".

 

 ونبهت المجلة البريطانية إلي أنه: "علي الرغم من أن هذا الرقم للإصابات اليومية (400 ألف حالة) يوصف بأنه رهيب، إلا أنه من المؤكد أنه أقل من عدد الإصابات الحقيقي، نظرا لأن نسبة الفحوص لكشف الإصابة بفيروس كورونا المستجد بين الهنود تبلغ حاليا 23.5%، وإذا جري فحص نسبة أكبر من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، فإنه سيتم اكتشاف ملايين الإصابات الجديدة".

 

وقالت "الإيكونوميست" في تقريرها: "بالمقارنة بحجم الإصابات خلال الموجة الأولي لتفشي وباء كورونا في منطقة جنوب آسيا والتي بلغت ذروتها خلال شهر سبتمبر الماضي، فإن الموجة الثانية تعتبر صادمة".

 

ومن ناحية أخري، ذكرت المجلة البريطانية أن منطقة أمريكا الجنوبية هي المنطقة الأخري التي شهدت زيادة في معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد، حيث سجلت زيادة نسبتها 60% عما كانت عليه في ذروة الموجة الأولي .

 

وفيما يتعلق بمنطقة جنوب آسيا، قالت "الإيكونوميست" إنها تسجل زيادة تصل إلي أربعة أضعاف ما كان عليه الحال خلال ذروة الموجة الأولي لتفشي فيروس كورونا.

 

وأشارت إلي أنه نادرا ما يكون هناك مؤشر علي حدوث تباطؤ في عدد الإصابات بمنطقة جنوب آسيا، خاصة وأن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس يتزايد بسرعة الآن، مضيفة أن هذه المنطقة سجلت حوالي 3700 حالة وفاة في الأول من شهر مايو الجاري، وهو عدد يماثل تقريبا ما تم تسجيله في دول الاتحاد الأوروبي خلال ذروة تفشي وباء كورونا في شهري أبريل ونوفمبر عام 2020، حيث كان يوصف الوضع بأنه كارثي.

 

ومع ذلك، تقول المجلة البريطانية: "يكاد يكون من المؤكد أن أعداد الإصابات هذه في الهند أقل من العدد الحقيقي"، مشيرة إلي أن بيانات الهند يتم جمعها وفقا لمعايير مختلفة في أماكن مختلفة، ويبدو أن الهدف في بعض الأحيان هو التقليل من شأن هذه الأزمة .

 

ولفتت "الإيكونوميست" إلي أن بعض الولايات الهندية المكتظة بالسكان مثل ولاية "جوجارات"، التي يبلغ عدد سكانها 64 مليون نسمة، أو ولاية "أوتار براديش"، التي يبلغ عدد سكانها 238 مليون نسمة، تُقلل عدد الوفيات الرسمية المعلنة لوفيات سكانها بفيروس كورونا المستجد.

 

لكن الملاحظة البسيطة، علي حد قول المجلة البريطانية، تشير إلي أن العدد الحقيقي لحالات الوفاة أعلي من الأرقام الرسمية المعلنة، فعلي سبيل المثال جري الإعلان عن تسجيل 78 حالة وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا في سبع مدن بولاية جوجارات منذ قرابة أسبوعين، بينما شُيعت في اليوم نفسه 689 جنازة في المدن السبع وفقا للإجراءات المتبعة المخصصة لتشييع ضحايا فيروس كورونا .

 

واختتمت الايكونوميست، تقريرها، قائلة: "هناك بصيص خافت من الأمل وسط هذه الحالة من الكآبة، حيث انخفض معدل حالات الإصابة بالفيروس في مدينة مومباي /العاصمة التجارية للهند/ ليصل إلي خانة الأرقام الأحادية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك قبل أن يقفز إلي نسبة 13%"، مشيرة إلي أنه يجب الأخذ في الاعتبار بأن هذه المدينة كانت تتسم بالتنظيم الجيد غير العادي في جهودها لاحتواء فيروس كورونا وتوفير الرعاية اللازمة للمصابين .