22 مايو.. دول العالم تحيي اليوم العالمي للتنوع البيولوجي

????? ??????? ?????? ?????????

????? ??????? ?????? ?????????

يحيي العالم يوم 22 مايو من كل عام اليوم الدولي للتنوع البيولوجي وذلك لزيادة الفهم والتوعية حول المسائل المتعلقة بالتنوع البيولوجي. ويأتي احتفال هذا العام 2019 تحت شعار " تنوعنا البيولوجي هو تنوع في غذائنا وتنوع في صحتنا"، حيث يركز الاحتفال على التنوع البيولوجي بوصفه الأساس لنظامنا الغذائي ولصحتنا وحافزا رئيسيا لتحويل النظم الغذائية وتحسين الصحة الإنسانية.

ويراد من شعار احتفالية هذا العام زيادة المعرفة ونشر الوعي بالنظم الغذائية والصحة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية السليمة. كما أن موضوع العام يحتفي بالتنوع الذي تتيحه الأنظمة الطبيعية بما يغني الوجود الإنساني ورفاهه في الأرض، وفي الوقت نفسه الإسهام في أهداف أخرى من أهداف التنمية المستدامة، ومنها الحد من تغير المناخ والتكيف معه، واستعادة النظم الإيكولوجية، وإتاحة المياه النظيفة، والقضاء على الجوع، وكثير غيرها.

وخلال الـ 100عام الماضية، اختفى ما يزيد عن 90 % من أنواع المحاصيل من حقول المزارعين. واختفت كذلك نصف سلالات الحيوانات الأليفة، وغدت مناطق الصيد الرئيسية الـ 17 في العالم تتجاوز حدود الاستدامة. وتتعرض أنظمة الإنتاج الغذائي المتنوعة محليا للتهديد، بما في ذلك المعارف الأصلية و التقليدية والمحلية ذات الصلة. ومع هذا الانخفاض، يختفى التنوع البيولوجي الزراعي، وكذلك المعرفة الأساسية بالطب التقليدي والأطعمة المحلية. ويرتبط فقدان النظم الغذائية المتنوعة ارتباطا مباشرا بأمراض أو عوامل صحية من مثل مرض السكري والسمنة وسوء التغذية، كما أن له تأثيرا مباشرا على إتاحة الأدوية التقليدية.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 201/55 في ديسمبر 2000، يوم 22 مايو يوماً دولياً للتنوع البيولوجي لزيادة الفهم والوعي بقضايا التنوع البيولوجي. وخصص هذا التاريخ تحديدا لإحياء ذكرى اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو 1992 بحسب الوثيقة الختامية لمؤتمر نيروبي لإقرار النص المتفق عليه لاتفاقية التنوع البيولوجي.

وترجع أهمية التنوع البيولوجي التي تعتمد السلع والخدمات الأساسية التي ينعم بها كوكبنا على تنوع وتباين الجينات والأنواع والتجمعات الحية والنظم الايكولوجية. فالموارد البيولوجية هي التي تمدنا بالمأكل والملبس، وبالمسكن والدواء والغذاء الروحي.

ومعظم التنوع البيولوجي في كوكب الأرض موجود في النظم الايكولوجية الطبيعية للأحراج ومناطق السفانا والمراعي بأنواعها والصحارى ومناطق التندرا والأنهار والبحيرات والبحار. كما أن حقوق الزارعة وحدائقها لها أهمية كبيرة بوصفها مستودعات، في حين أن مصارف الجينات وحدائق النباتات وحدائق الحيوان وغيرها من مستودعات الجبلات الوراثية تسهم في ذلك مساهمة قليلة ولكنها هامة. والتناقص الحالي في التنوع البيولوجي ناجم في معظمه عن النشاط الإنساني ويمثل تهديدا خطيرا للتنمية البشرية. ونمتلك في وقتا الحاضر تنوعا كبيراً في الغذاء أكبر بكثير مما كان متاحا أمام أسلافنا. إلا أن تنوع المعروض الغذائي لا يعني تنوع النظام الغذائي، بمعنى الطعام الذي يتناوله الناس بل أن ذلك النظام أصبح أكثر تجانسا، وهذا أمر خطير.

وأشار أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة له بهذه المناسبة ، إلى أن التنوع البيولوجي عنصر حيوي لصحة البشر ورفاههم سواء تعلق الأمر بفرادى الأنواع أم بالنظم الإيكولوجية بأكملها. فجودة الماء التي نشربه والطعام الذي نأكله والهواء الذي نستنشقه ترتهن بالحفاظ على سلامة العالم الطبيعي. ونحن نحتاج إلى نظم إيكولوجية سليمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ. إذ بوسع تلك النظم أن توفر 37 % من عوامل التخفيف الضرورية للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

وأضاف غوتيريش ، غير أن النظم الإيكولوجية في العالم تواجه تهديدات غير مسبوقة. فالتقرير الجديد المقلق والموثوق الصادر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، قد كشف أن الطبيعة تتدهور بمعدلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية برمته. فمنذ عام 1990، فقدت الأرض 28.7 مليون هكتار من الغابات التي تساعد على امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة من الغلاف الجوي.

وثمة مليون من أنواع النباتات والحيوانات المعرضة للانقراض، وأكثر من 90 % من الأرصدة السمكية البحرية إما يتناقص وإما يتعرض للصيد المفرط. وستكون آثار ذلك وبالاً على الناس في جميع أنحاء العالم. ويتوقع أن تؤدي الاتجاهات السلبية الحالية في التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية إلى تقويض التقدم المحرز صوب بلوغ 80% من الغايات المندرجة تحت أهداف التنمية المستدامة. ونحن، ببساطة، لا يمكننا أن نسمح بوقوع ذلك.

وذكر غوتيريش ، أن اليوم الدولي لهذا العام يبرز أثر إهمال البيئة على الأمن الغذائي والصحة العامة. فالنظام الغذائي الراهن في العالم يعاني من اختلال متزايد. فالبلايين من الناس لا سبيل لهم إلى الحصول على التغذية السليمة وما يقرب من ثلث الإنتاج مآله الضياع أو الهدر. والطرق التي ننتهجها في زراعة الأغذية وتجهيزها ونقلها واستهلاكها هي من الأسباب الرئيسية المفضية إلى فقدان التنوع البيولوجي وهي أيضا من العوامل المساهمة في تغير المناخ. إن من الواجب علينا أن نتحرك بسرعة لقلب هذه الاتجاهات وتشجيع التغيير الذي يحقق التحول المنشود. ولا تنقصنا الحلول. فإن نحن أوقفنا الممارسات الضارة بيئيا وقمنا بتنويع نظمنا الغذائية وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك الأكثر استدامة، يمكننا أن نحسن الصحة العالمية، ونعزز الأمن الغذائي، ونقوي القدرة على التكيف مع تغير المناخ. وحث غوتيريش ، بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي حكومات ومؤسسات تجارية ومجتمع مدني، على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شبكة الحياة الهشة والحيوية على كوكبنا الوحيد وإدارتها على نحو مستدام.

إن تعريف التنوع البيولوجي ، هو المصطلح الذي يطلق على تنوع الحياة على الأرض والأنماط الطبيعية التي تشكلها. وإن التنوع البيولوجي الذي نراه في يومنا هذا ما هو إلا ثمرة مليارات السنين من التطور، والذي تشكل نتيجة للعمليات الطبيعية، والتأثير الحادث بفعل البشر. إنه يشكل شبكة من الحياة التي نشكل نحن جزءاً لا يتجزأ منها و نعتمد عليها بصورة كاملة .

كما أن مصطلح التنوع غالباً ما يفهم من منطلق التنوع العريض للنباتات، والحيوانات والكائنات الدقيقة (المكروبات). وحتى وقتنا هذا، تم التعرف على حوالي 1,75 مليون نوع أغلبهم من المخلوقات صغيرة الحجم مثل الحشرات. ويقدر العلماء أن هناك حالياً ما يقرب من 13 مليون نوع، وذلك على الرغم من أن التقديرات تتراوح من 3 إلى 100 مليون.

ويتضمن التنوع البيولوجي أيضاً الاختلافات الجينية داخل كل نوع - على سبيل المثال، بين مجموعات متنوعة من المحاصيل وسلالات الماشية. الكروموسومات، والجينات، والحمض النووي منزوع الأوكسجين (د.ن.أ.) - اللبنات الأساسية للحياة- تحدد تفرد كل شخص وكل نوع. ويبقى مظهر آخر من مظاهر التنوع البيولوجي ألا وهو تنوع الأنظمة الإيكولوجية مثل تلك الأنظمة الموجودة في الصحارى والغابات والأراضي الرطبة والجبال والبحيرات والأنهار و المسطحات الزراعية. وفي كل نظام إيكولوجي، تكون المخلوقات الحية، بما فيهم البشر، مجتمعاً يخصها، حيث يتفاعلون فيما بينهم كما يتفاعلون مع ما يحيط بهم من الهواء والماء والتربة. إنها مجموعة من صور الحياة وتفاعلاتها فيما بينها ومع البيئة التي جعلت من الأرض مكان صالح لسكنى البشر على نحو منقطع النظير. حيث يوفر التنوع البيولوجي عدداً كبيراً من السلع والخدمات التي تمدنا بأسباب المعيشة في حياتنا.

ويشير تقرير التقييم العالمي لعام 2019 بشأن "التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية"، وهو أول تقرير من هذا النوع منذ عام 2005 لدراسة وإدراج المعارف والقضايا والأولويات الأصلية والمحلية. وتتركز مهمته في تعزيز عملية صنع السياسات للاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي ورفاهية الإنسان على المدى الطويل والتنمية المستدامة.

وأوضح التقرير أن تأثير البشر على الطبيعة يهدد ما يقرب من مليون نوع من الكائنات بالانقراض خلال عقود، في حين أن الجهود الحالية للحفاظ على موارد الأرض ستفشل على الأرجح إن لم يتم القيام بعمل جذري. والتقرير الذي قدم إلى أكثر من 130 وفدا حكوميا للموافقة عليه في مقر اليونسكو، هو خلاصة عمل 400 خبير من 50 دولة على الأقل، بتنسيق من المنتدى الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES) والذي يتخذ من بون في ألمانيا مقرا له.

وقد أشارت "أودري أزولاي" المديرة العامة لليونسكو ، التي تحدثت خلال إطلاق دراسة "التقييم العالمي" إلي إن نتائج هذا التقرير التاريخي لفتت انتباه العالم. وبعد اعتماده لن يتمكن أحد من الادعاء بأنه لم يعرف. لم يعد بإمكاننا الاستمرار في تدمير تنوع الحياة، وهذه مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة. وشددت أزولاي، على أن حمايتها حيوية تماما مثل مكافحة تغير المناخ.

وفي هذا السياق شدد السير "روبرت واتسون" رئيس المنتدى الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES)، على أن فقدان الأنواع والنظم الإيكولوجية والتنوع الجيني هو بالفعل تهديد عالمي لرفاه الإنسان. وأضاف واتسون ، أن حماية المساهمات القيمة التي توفرها الطبيعة للناس ستكون التحدي الرئيسي لعقود قادمة. ولن تنجح السياسات والجهود والإجراءات - على كل مستوى - إلا عندما تستند إلى أفضل المعارف والأدلة.

وكشف التقرير، إلى أن الطبيعة تواجه الآن مشكلة أكثر من أي وقت مضي في تاريخ البشرية، حيث يهدد خطر الانقراض أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات. وحذر العلماء من مخاطر هذا الانقراض علي الأجيال المقبلة، وهي أجيال قد تعاني من المجاعة في حال نقص موارد الماء والغذاء،حيث أكد العلماء أن اختفاء التنوع الحيوي على كوكبنا راجع بالدرجة الأولي للسلوك البشري والتغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية، ما بات يهدد أمن الطبيعة.

وفيما يتعلق بالحيوانات والنباتات المعرضة للخطر، تؤكد الدراسة أن الأنشطة البشرية تهدد عددا أكبر من الأنواع الآن أكثر من أي وقت مضى، فنجد 1 من كل 4 أنواع معرض لخطر الانقراض وهو اكتشاف يستند إلى حقيقة أن حوالي 25% من الأنواع في مجموعات النباتات والحيوانات معرضة للخطر. ويدل هذا الأمر على أن حوالي مليون نوع "يواجه بالفعل الانقراض، العديد منها خلال عقود، ما لم يتم اتخاذ إجراءات لتقليل شدة دوافع فقدان التنوع البيولوجي".

وبدون هذه التدابير، سيحدث تسارع إضافي في المعدل العالمي لانقراض الأنواع. غير أن المعدل الحالي ليس بقليل، إذ إنه أعلى على الأقل بعشرات إلى مئات المرات مما كان عليه في المتوسط على مدى الـ 10 ملايين سنة الماضية. بالإضافة إلى ذلك، يشدد التقرير على أن "العديد من الأقارب البرية للمحاصيل اللازمة للأمن الغذائي على المدى الطويل تفتقر إلى الحماية الفعالة، في حين أن وضع الأقارب البرية للثدييات والطيور المستأنسة يزداد سوءا. وفي الوقت نفسه، فإن الانخفاض في تنوع المحاصيل المزروعة والأقارب البرية للمحاصيل والسلالات المستأنسة تعني أن الزراعة ستكون أقل مرونة في مواجهة تغير المناخ والآفات ومسببات الأمراض في المستقبل.

ويذكر التقرير أنه في الوقت الذي يتم فيه توفير مزيد من الغذاء والطاقة والمواد أكثر من أي وقت مضى للناس في معظم الأماكن، فإن ذلك يتم على نحو متزايد على حساب قدرة الطبيعة على تقديم مثل هذه المساهمات في المستقبل، مضيفا أن المحيط الحيوي، الذي تعتمد عليه البشرية ككل يتراجع بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ البشري. وأكد التقرير أن فقدان الأنواع يتسارع إلي معدل عشرات أو مئات المرات أسرع من الماضي. وأن أكثر من نصف مليون نوع علي الأرض ليس لديها موارد كافية للبقاء علي المدي الطويل، ومن المحتمل أن تنقرض خلال عقود.

وفيما يتعلق بمسألة التلوث، على الرغم من أن الاتجاهات العالمية مختلفة، إلا أن تلوث الهواء والماء والتربة استمر في الارتفاع في بعض المناطق. أما بخصوص المحيطات فهي ليست أفضل حالا كما يؤكد التقرير، مشيرا إلى أن التلوث البلاستيكي البحري على وجه الخصوص زاد عشرة أضعاف منذ عام 1980، مما أثر على ما لا يقل عن 267 نوعا بما في ذلك 86 % من السلاحف البحرية و44 % من الطيور البحرية و43 % من الثدييات البحرية. ولقد انقرض بالفعل ما لا يقل عن 680 نوعاً من الفقاريات منذ عام 1600. وقال التقرير إن 559 سلالة من الثدييات المستخدمة في الغذاء قد اختفت. وأكثر من 40 % من أنواع البرمائيات في العالم، وأكثر من ثلث الثدييات البحرية وحوالي ثلث أسماك القرش والسمك مهددة بالانقراض.

وفي هذا الصدد ، قال "روبرت واتسون" رئيس المنتدى الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية الذي أشرف علي التقرير، إن النتائج لا تتعلق فقط بإنقاذ النباتات والحيوانات، بل تتعلق بالحفاظ علي عالم أصبح من الصعب علي البشر أن يعيشوا فيه. وأضاف واتسون، أن هناك تهديدا بالفعل للأمن الغذائي، والأمن المائي، وصحة الإنسان والنسيج الاجتماعي للإنسانية. وأن الفقراء في الدول الأقل نمواً يتحملون العبء الأكبر.

وسلط التقرير الضوء على خمسة أسباب للحد من التنوع البيولوجي:

1- تحويل الغابات والأراضي العشبية وغيرها من المناطق إلى مزارع ومدن ومنشآت أخرى. وبذلك اصبحت النباتات والحيوانات بلا مأوى. وقال التقرير إن نحو ثلاثة أرباع اليابسة وثلثي محيطاتها و85% من الأراضي الرطبة الحيوية، قد تم تغييرها أو فقدها بشدة، مما يجعل من الصعب علي الأنواع البقاء علي قيد الحياة، وما هذا إلا مثال علي السلوك البشري المدمر للطبيعة.

2- الصيد الجائر في محيطات العالم، حيث يعاني ثلث مخزون الأسماك في العالم من الصيد المفرط.

3- السماح بتغير المناخ الناتج عن استهلاك الوقود، الذي يجعل المناخ حاراً جدًا أو رطباً أو جافاً، بطريقة تمنع بعض الأنواع من البقاء على قيد الحياة.

4- تلوث الأرض والمياه، ففي كل عام يتم إلقاء 300 إلي 400 مليون طن من المعادن الثقيلة والمذيبات والعوادم السامة في مياه العالم.

5- السماح للطفيليات والبكتيريا الغريبة بالقضاء على النباتات والحيوانات المحلية. فقد ارتفع عدد أنواع الطفيليات الغريبة في كل بلد بنسبة 70% منذ عام 1970، حيث يهدد نوع واحد من البكتيريا حوالي 400 نوع من البرمائيات.

وقال التقرير إن مكافحة تغير المناخ وإنقاذ الأنواع لهما نفس القدر من الأهمية، وأن العمل علي حل المشاكل البيئية يجب أن يسير جنبا إلى جنب. وتعد الشعاب المرجانية في العالم مثالًا مثاليًا لتغير المناخ وفقدان الأنواع. وإنه إذا ارتفعت حرارة العالم 0.5 درجة مئوية أخرى، فمن المرجح أن تتضاءل الشعاب المرجانية بنسبة تتراوح بين 70 و90 %.

ويعتمد التقرير اعتماداً كبيراً على الأبحاث التي أجراها الاتحاد العالمي للحفاظ علي الطبيعة ومواردها الذي يضم علماء الأحياء الذين يحتفظون بقائمة تضم جميع الأنواع المهددة. وحسب القائمة التي صدرت في مارس، أن 27.159 نوع مهددا بالانقراض أو منقرضاً بالفعل في البرية، من بين ما يقرب من 100ألف نوع من الأحياء التي تم فحصها بدقة. ويشمل ذلك 1.223 نوع من الثدييات، و1.492 نوع من الطيور، و2.341 نوع من الأسماك، وما يقرب من نصف الأنواع المهددة هي النباتات. وأكد "جوزيف سيتيل" عالم البيئة من مركز هيلمهولتز للبحوث البيئية في ألمانيا، والمشارك في التقرير إنه يمكن للأفراد المساعدة في إجراء تغييرات بسيطة علي طريقة تناولهم للطاقة واستخدامهم. ومن خلال تحقيق التوازن بين اللحوم والخضراوات والفواكه والمشي وركوب الدراجات أكثر.

وفي الوقت نفسه ، كشف تقرير" حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم " والصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو" ، وهو الأول من نوعه على الإطلاق، أدلة متزايدة ومثيرة للقلق على أن التنوع البيولوجي الذي يدعم نظمنا الغذائية آخذ في الاختفاء يوماً بعد يوم ، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على مستقبل غذائنا وسبل عيشنا وصحتنا وبيئتنا. ويحذر التقرير من أنه في حالة فقدان التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة، أي جميع الأنواع التي تدعم نظمنا الغذائية وتديم الناس الذين يزرعون أو يقدمون غذائنا، فلا يمكن استعادته.

ويعتبر التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة هو كل النباتات والحيوانات البرية والمستأنسة، التي توفر الغذاء والأعلاف والوقود والألياف. وهو أيضاً مجموعة الكائنات الحية التي تدعم إنتاج الغذاء من خلال خدمات النظم الإيكولوجية، والتي يطلق عليها اسم "التنوع البيولوجي المرتبط". ويشمل ذلك جميع النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة مثل الحشرات والخفافيش والطيور وأشجار المانجروف والشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وديدان الأرض والفطريات التي تعيش في التربة ، والبكتيريا التي تحافظ على خصوبة التربة وتلقح النباتات وتنقي المياه والهواء وتبقي الأسماك والأشجار صحية وتكافح آفات وأمراض المحاصيل والثروة الحيوانية.

ويتناول التقرير، الذي أعدته الفاو بتوجيه من هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعية جميع هذه العناصر. وهو يعتمد على المعلومات المقدمة خصيصاً لهذا التقرير من 91 بلداً، وتحليل أحدث البيانات العالمية.

وفي هذا الصدد ، قال "جوزيه غرازيانو دا سيلفا" المدير العام للفاو، إن التنوع البيولوجي أمر حيوي لصيانة الأمن الغذائي العالمي، حيث يدعم الأنظمة الغذائية الصحية والمغذية ويحسّن سبل المعيشة في المناطق الريفية ويعزز قدرة الناس والمجتمعات على الصمود. علينا استخدام التنوع البيولوجي بطريقة مستدامة لكي تكون لدينا قدرة أفضل على مواجهة تحديات التغير المناخي المتزايدة وإنتاج الأغذية بطريقة لا تضر ببيئتنا.

وأضاف دا سيلفا ، إن ضعف التنوع البيولوجي يعني أن النباتات والحيوانات أكثر عرضة للآفات والأمراض. ومع مشكلة اعتمادنا على عدد أقل من الأنواع لإطعام أنفسنا، فإن الخسارة المتزايدة للتنوع البيولوجي للأغذية والزراعة تضع أمننا الغذائي الهش أصلاً على شفا الانهيار.

 

ويشير التقرير إلى أن أساس نظمنا الغذائية يتعرض لتهديد خطير ، حيث انخفاض التنوع النباتي في حقول المزارعين، وارتفاع أعداد سلالات الماشية المعرضة لخطر الانقراض، وزيادات في نسبة الصيد الجائر للثروة السمكية. ومن بين حوالي 6 آلاف نوع من النباتات التي تزرع للحصول على الغذاء، فإن أقل من 200 نوع فقط يساهم بشكل كبير في إنتاج الغذاء العالمي، و9 أنواع فقط تشكل 66 % من إجمالي إنتاج المحاصيل. وبالنسبة للثروة الحيوانية، يعتمد الإنتاج العالمي على حوالي 40 نوعاً حيوانياً، يوفر عدد قليل جداً منها اللحوم والحليب والبيض. ومن بين الـ 7745 سلالة حيوانية محلية (الموجودة في البلد الواحد) المبلغ عنها على الصعيد العالمي، تواجه 26% خطر الانقراض. ويتم صيد ما يقرب من ثلث الأرصدة السمكية عن طريق الصيد الجائر، وقد وصل أكثر من نصف هذه الأرصدة إلى حدود الاستدامة.

وتكشف المعلومات الواردة من البلدان الـ 91 التي قدمت بياناتها أن الأنواع الغذائية البرية والعديد من الأنواع التي تسهم في خدمات النظام البيئي الحيوية للأغذية والزراعة، بما في ذلك الملقحات والكائنات الحية للتربة والأعداء الطبيعيين للآفات، تختفي بسرعة.

فعلى سبيل المثال، تشير البلدان إلى أن 24 % من ما يقرب من 4000 نوع من أنواع الأغذية البرية معظمها من النباتات والأسماك والثدييات تتناقص بشكل كبير. ومن المرجح أن يزداد هذا التناقص لأن حالة أكثر من نصف الأنواع الغذائية البرية المبلّغ عنها غير معروفة. ويظهر أكبر عدد من أنواع الأغذية البرية في البلدان الواقعة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تليها آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا. لكن يمكن أن يكون سبب ذلك هو قيام هذه البلدان بدراسة الأنواع الغذائية البرية أو الإبلاغ عنها أكثر من البلدان الأخرى. وأن العديد من أنواع التنوع البيولوجي المرتبطة هي أيضا تحت تهديد خطير.

وتشمل هذه الطيور والخفافيش والحشرات التي تساعد في السيطرة على الآفات والأمراض والتنوع البيولوجي للتربة والملقحات البرية - مثل النحل والفراشات والخفافيش والطيور.كما أن الغابات والمراعي وأشجار المانجروف ومروج الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية والأراضي الرطبة بشكل عام، وهي نظم إيكولوجية رئيسية تقدم العديد من الخدمات الضرورية للأغذية والزراعة وتعد موطنا لأنواع لا تعد ولا تحصى، تتناقص بسرعة أيضا.

وعن الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي، فقد كشف التقرير عن أن سبب فقدان التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة الذي أشارت إليه معظم البلدان المبلغة هو التغيرات في استخدام وإدارة الأراضي والمياه، يليه التلوث، والإفراط في الاستغلال والحصاد، وتغير المناخ، والنمو السكاني، والتحضر. وفي حالة التنوع البيولوجي المرتبط، وبينما تشير جميع المناطق إلى أن تغير الموائل وفقدانها تعتبر تهديدات رئيسية، تختلف العوامل الرئيسية الأخرى باختلاف المناطق. وهذه العوامل هي الاستغلال المفرط والصيد والصيد غير القانوني في إفريقيا، وإزالة الغابات والتغيرات في استخدام الأراضي والزراعة المكثفة في أوروبا وآسيا الوسطى، والاستغلال المفرط والآفات والأمراض والأنواع الغازية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، والاستغلال المفرط في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وإزالة الغابات في آسيا.

ويسلط التقرير الضوء على الاهتمام المتزايد بالممارسات والأساليب الصديقة للتنوع البيولوجي. فقد أشار أن 80 % من الـ 91 بلداً إلى استخدام واحد أو أكثر من الممارسات والأساليب الصديقة للتنوع البيولوجي مثل الزراعة العضوية ، والإدارة المتكاملة للآفات ، والزراعة الحافظة للموارد، والإدارة المستدامة للتربة ، والزراعة الإيكولوجية ، والإدارة المستدامة للغابات ، والحراجة الزراعية ، وممارسات التنويع في تربية الأحياء المائية ، ومنهج النظام الإيكولوجي لمصائد الأسماك واستعادة النظم الإيكولوجية.

كما أن جهود الحفظ سواء في الموقع (مثل المناطق المحمية والإدارة داخل المزرعة) أو خارج الموقع (مثل بنوك الجينات وحدائق الحيوان وجمع الزراعات والحدائق النباتية) آخذة في الزيادة عالمياً أيضاً، رغم أن مستويات التغطية والحماية غالباً ما تكون غير كافية. وتعد زيادة الممارسات الصديقة للتنوع البيولوجي أمراً مشجعاً، إلا أنه يجب فعل المزيد لإيقاف خسارة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة. وضعت معظم البلدان أطراً قانونية وسياسية ومؤسسية للاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي والحفاظ عليه، ولكن تلك الأطر غالباً ما تكون غير ملائمة أو غير كافية.

ويدعو التقرير الحكومات والمجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز الأطر التمكينية، وخلق الحوافز وإجراءات تقاسم المنافع، وتشجيع المبادرات الداعمة للتنوع البيولوجي، ومعالجة المسببات الأساسية لخسارة التنوع البيولوجي.

كما يجب بذل جهود أكبر لتعزيز المعارف بشأن التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة، إذ لا تزال هناك الكثير من الفجوات في المعلومات، خصوصاً فيما يتعلق بأنواع التنوع البيولوجي المرتبط. فالعديد من تلك الأنواع لم يتم تحديدها أو وصفها، ولا سيما اللافقاريات والكائنات الحية الدقيقة. ولا يزال أكثر من 99 % من البكتيريا والأنواع البروتينية، وآثارها على الأغذية والزراعة، غير معروفة. وأن هناك حاجة لتحسين التعاون بين صناع السياسات، ومنظمات المنتجين والمستهلكين، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، عبر مختلف قطاعات الأغذية والزراعة والبيئة.

ويسلط التقرير الضوء أيضاً على الدور الذي يمكن أن يؤديه عامة الناس في الحد من الضغوطات على التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة. فبإمكان المستهلك اختيار المنتجات التي تنمو بشكل مستدام، أو الشراء من أسواق المزارعين، أو مقاطعة الأطعمة التي تعتبر غير مستدامة. وفي العديد من البلدان، يلعب ما يسمى "علماء المواطن" دوراً مهماً في مراقبة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة.

ومن الأمثلة على تأثيرات فقدان التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة ، والممارسات الصديقة للتنوع البيولوجي : في غامبيا، أجبرت الخسائر الفادحة في الأغذية البرية المجتمعات على اللجوء إلى بدائل، غالباً ما كانت عبارة عن أغذية مصنعة، لتعويض النقص في نظامها الغذائي؛ في مصر، سوف يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة إلى تغيرات في مجموعات أنواع الأسماك في الشمال، مع تأثيرات على إنتاج مصايد الأسماك ؛ ساهم نقص العمالة، وتدفق التحويلات الخارجية، وزيادة توافر المنتجات البديلة الرخيصة في الأسواق المحلية في هجر المحاصيل المحلية في نيبال ؛ في غابات الأمازون في البيرو، من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى اتساع رقعة السهول العشبية (السافانا)، مع ما لذلك من تأثيرات سلبية على إمدادات الأغذية البرية ؛ يسمح مزارعو الأرز في كاليفورنيا لحقولهم بالفيضان في فصل الشتاء عوضاً عن حرقها بعد موسم الزراعة.

ويوفر هذا الأمر 111 ألف هكتار من الأراضي الرطبة ومساحة مفتوحة لـ230 نوعاً من الطيور، الكثير منها معرض لخطر الانقراض. ونتيجة لهذا، بدأ ظهور زيادة في عدد الكثير من الأنواع، كما تضاعف عدد البط ؛ في فرنسا، يتم إدارة حوالي300 ألف هكتار من الأراضي باستخدام مبادئ الزراعة الإيكولوجية ؛ في كيريباتي ، توفر الزراعة المتكاملة لسمك اللبن، وأسماك الرمال، وخيار البحر، والأعشاب البحرية، الغذاء والدخل المنتظمين. وعلى الرغم من تغير الظروف المناخية، فإن أحد مكونات النظام على الأقل ينتج الغذاء باستمرار ؛ ثمر النخيل في ماليزيا ، حيث أن حوالي 24% من أصل 4000 نوع من الأغذية البرية آخذة في التناقص بشكل كبير ؛ أقل من 200 نوع من أصل6000 نوع من النباتات تزرع للغذاء تساهم بشكل كبير في الإنتاج العالمي للأغذية ، وأن 26 % من السلالات المحلية للماشية معرضة لخطر الانقراض.

يمين الصفحة
شمال الصفحة