???? ???????
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الفوضى التي حدثت في أوروبا عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون لاجئ إلى الاتحاد الأوروبي خلال عام واحد تسببت في شقوق دائمة داخل الاتحاد وبين الدول الأعضاء فيه.
وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - إلى أنه لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كانت أزمة اللاجئين الجديدة ستتحول لأزمة مشابهة لتلك التي وقعت عام 2015، إلا أنه يتضح أن ما يحدث الآن في ملف اللاجئين بأوروبا هو رد فعل سلبي على إخفاق الاتحاد الأوروبي التام في إصلاح نظامه للهجرة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو إخفاق يفتح المجال أمام الحكام المستبدين أمثال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لابتزاز أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا أصبحت تشكل تهديدًا جغرافيًا سياسيًا للغرب بصورة متزايدة، رغم أنها حليفة اسميًا لحلف الشمال الأطلسي (ناتو) وتطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن الرئيس التركي يشن حربًا في سوريا يريد فيها دعمًا أوروبيًا.
وأوضحت الصحيفة أنه من أجل ممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي، يعمل أردوغان على طرد أكبر عدد من اللاجئين في تركيا نحو أوروبا والذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين لاجئ، مما يخالف اتفاقًا عقد بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016 عندما تعهد أردوغان بمنع المهاجرين من العبور إلى اليونان سعيًا للحصول على الكثير من الأموال الأوروبية في المقابل.
ونتيجة لذلك يتجه اللاجئون في قوارب إلى جزر يونانية ويتكدسون في مخيمات مكتظة وقذرة، كما يسيرون برًا إلى حدود تراقيا التركية مع اليونان وبلغاريا، حيث تم منعهم حتى الآن على الأقل باستخدام الغاز المسيل للدموع والأسلاك الشائكة، ويصعب تحديد عددهم مما ينذر بكارثة محتملة أخرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وبحسب الصحيفة، إذا ظلت اليونان صامدة ستعاني حشودا من اللاجئين بين الحدود وسيعاني عدد كبير من المرض أو ينتهي بهم المطاف إلى الموت. والاتحاد الأوروبي لن يتحمل السماح لحدوث مثل هذه الكارثة الإنسانية على عكس قادة مثل أرودغان ممن يفهمون فقط القواعد القاسية للسياسة الواقعية.
وبحسب الصحيفة، إذا سمح الاتحاد الأوروبي للمهاجرين بالدخول، سيتسبب ذلك في خلق مشاكل أكبر، فبمجرد فتح الحدود سيتجه المزيد من الأشخاص نحو أوروبا ليس فقط من سوريا بل أيضًا من إفريقيا وأفغانستان ومناطق أخرى، وسيكون تدفق المهاجرين بمثابة هدية للشعبويين الذين يميلون إلى أن يكونوا كارهين للأجانب أو متشككيين في أوروبا.
وحذرت واشنطن بوست من أن حدوث أزمة لاجئين جديدة ستعني تواجد مزيد من الشعبويين في عدد أكبر من الدول وسيحاولون بتبجح أكثر أن يقوضوا الاتحاد الأوروبي من الداخل.