??? ??? ???????
تحدثت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، عن الأزمات التي تواجهها تركيا خلال الأيام القليلة الماضية بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، وطريقة تعامل النظام معها.
وتحت عنوان "أزمة أردوغان الداخلية" قالت "الخليج إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحسن التعامل مع القضايا السياسية والأمنية الداخلية، لهذا بدأت الخلافات تنخر جسد الدولة التي يديرها بقبضة حديدية منذ تسلمه السلطة، وتجسدت تلك الخلافات في الاستقالة التي قدمها واحد من أهم أركان حكمه، وهو وزير الداخلية سليمان صويلو، وأحدثت تصدعاً في مؤسسة الحكم، وأثبتت فشلاً في إدارة الأزمة الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في تركيا، بعدما تجاوز عدد المصابين به عشرات الآلاف، فيما بلغ عدد الوفيات ما يقرب من 1200 شخص.
وأضافت أن استقالة صويلو جاءت في ضوء البلبلة التي خلفها قراره بمنع حظر التجول في البلاد على مدى يومين في 31 ولاية، من دون دراسة ولا تشاور مع الأجهزة المختصة، على الرغم من أنه أكد أن ذلك يأتي «بناء على توجيهات رئيسنا»، وهو ما انتقده العديد من حكام الولايات الذين أكدوا أنهم لم يبلغوا بالقرار إلا قبل ساعات من تطبيقه، ما أثار موجة من الغضب الشعبي، خاصة بعد أن شهدت مدن عدة أعمال شغب في شوارعها سعياً للحصول على رغيف الخبز، وبقية الاحتياجات الضرورية.
ولفتت إلى أن أردوغان حاول إنقاذ الوزير الذي يعد القبضة الحديدية التي يحكم بها البلاد، فأعلن رفضه الاستقالة التي قدمها، أملاً في تدارك أزمة لا شك في أنها ستترك آثارها مستقبلاً على مصداقية أردوغان وإدارته، بعدما انشغل طوال السنوات القليلة الماضية في الحرب ضد سوريا، في محاولة منه لتغيير ديموغرافية هذا البلد والتأثير في سيادته على أرضه، ومحاولة أن يكون صاحب قرار في ترتيب مرحلة ما بعد انتهاء الحرب التي تشهدها سوريا منذ ما يزيد على تسع سنوات.
وذكرت الصحيفة أن استقالة الوزير صويلو دليل على شرخ عميق يزداد يومياً في إدارة أردوغان، فالرجل لعب دوراً كبيراً وبارزاً في قمع المعارضة عام 2016، وهو ما انعكس في البيان الذي أصدرته الرئاسة التركية رفضاً للاستقالة، بالقول إن ذلك يأتي «نظراً للإنجازات التي حققها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة حتى يومنا هذا»، لكن الصور التي بثتها القنوات التلفزيونية التركية لحالات الفوضى التي سادت مختلف الولايات، أظهرت عجزاً واضحاً في إدارة التعامل مع فيروس «كورونا»، وقد اعترف الوزير نفسه بالتقصير، عندما أشار إلى أن «كل الخبرات والمسؤوليات التي كنت أمتلكها يجب ألا تؤدي إلى مثل هذه الحوادث التي جرت».
واختتمت بالقول إن الوزير كان يشير إلى حالة الهلع التي سادت البلاد، ورافقتها عمليات فوضى وإطلاق نار في بعض الشوارع، إضافة إلى مشاجرات أمام محلات البقالة وأفران الخبز، بسبب نقص الغذاء، ما أظهر إدارة سيئة للأوضاع في الداخل، وتخبطاً بدا واضحاً على أجهزة ومؤسسات الدولة، التي يحكمها أردوغان بالحديد والنار.