
"مش قادرة أعيش بذنبها" بتلك الكلمات بدأت فتاة بمنطقة المعصرة في حلوان كلماتها، حيث روت تفاصيل قتلها لأختها.
قالت الفتاة العشرينية، إنها كانت تجلس هي وأختها في صالة شقتهم بمنطقة المعصرة في حلوان، وكنا وحدنا وأبي وأمي غير موجودين، وكنا نلعب سويًا فتشاجرنا، لأنها لا تسمع كلامي.
وأضافت، أثناء المشاجرة قمت بتهديدها "هموتك"، فرفضت سماع الكلام، فلم أحس إلا وأنا أقوم بخنقها، وكان وجهها يزداد احمرارًا وأنا ازداد إصرارًا على أن أعاقبها، ولم أكن أعلم أني أقوم بقتلها.
وأكملت، ازداد الوضع سوءًا بعدما رأيتها تسقط على الأرض واعتقدتها أغمى عليها، ولكني علم أنها فارقت الحياة.
تفاصيل تلك الواقعة الغريبة كشفها بلاغ تلقاه العميد مجدي خلف، مأمور قسم شرطة المعصرة، من سيدة تدعى فريدة 27 سنة مقيمة بحدائق حلوان، تفيد فيه أنها خنقت شقيقتها منذ 11 عامًا، وأخبرت أسرتها أنها توفيت وفاة طبيعية، وتم دفن الطفلة بدون شبهة جنائية.
وأضافت المتهمة أنه منذ 11 عامًا، كان تجلس بصحبة شقيقتها التي كانت تبلغ من العمر في ذلك الوقت 8 سنوات، داخل المنزل بمفردهما، ونشبت بينهما مشادة كلامية بسبب عدم سماع الصغيرة لكلامها، فتطورت إلى مشاجرة قامت خلالها بخنقها حتى فارقت الحياة.
وتابعت المتهمة، أنه عندما وصل والديها أخبرتهما أن شقيقتها ماتت بطريقة طبيعية ليتم دفنها دون شبهة جنائية، لكنها ظلت طول الـ11 عامًا في حالة تأنيب للضمير وندم حتى توجهت اليوم للاعتراف بقتلها، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.
ومن الناحية القانونية، قال المستشار القانوني علاء مصطفى: ليس هناك جريمة، لأن الجريمة تتمثل أولًا في وجود جاني ومجني عليه، وحاليًا الجثة بعد 11 عامًا تحولت إلى رماد، ولا يمكن استخراجها لمعرفة إن كان هناك شبهة جنائية أم لا.
ثانيًا: ستطلب النيابة العامة إرسال الفتاة المعترفة إلى مصحة الطب النفسي للفحص عن قواها العقلية.
ثالثًا: لا يوجد نية مسبقة للقتل العمد من الفتاة ففي النهاية هو لعب أطفال أسفر عن موت أحدهم.
أما من الناحية النفسية والعقلية؛ فأكد الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، أن في سن الطفولة هناك مجموعة من العوامل قد تودي لارتكاب الجريمة دون أن يدري الطفل أنها جريمة.
وأضاف أستاذ علم النفس، أن هناك بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل قد تجعله يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة
كما أن هناك بعض اضطرابات كمياء المخ أو أمراض عقلية قد تودي لارتكاب مثل هذه الجرائم.
وهناك بعض الأطفال تحاكى أو تقلد ما تراه على شاشات التلفزيون وبعض الأفلام أو فى نشرات الأخبار وتقوم بتمثيل هذه السلوكيات على أرض مسرح الجريمة
لأن مرحله الطفولة مرحلة هامة يتكون فيها الخيال وأحيانا الخيال المتسع يكون به جزء من العدوان والعنف الذى يمارس على الطفل فيقوم الطفل بممارسته على طفل آخر كنوع من التفريغ الانفعالي وممارسه استعراض القوى والانتقام لذاته.
ووجه أستاذ علم النفس وتعديل السلوك، نصيحة بتولى المتخصصين النفسين إعادة تقييم حالة الطفله وتقديم الرعاية النفسية المناسبه لها.