تصاعدت الاحتجاجات ضد الأوضاع المعيشية في مدينة طرابلس اللبنانية، حيث وصلت إلى منحى عنيف مساء السبت.
وأقدم محتجون غاضبون على محاصرة مبنى مصرف لبنان في المدينة حيث رشقوه بالحجارة والعبوات الزجاجية، وعملوا على خلع البوابة الحديدية الخارجية والدخول إلى باحته.
وافادت وسائل اعلام محلية في المدينة عن قيام مجهول بإلقاء قنبلة مولوتوف باتجاه المصرف، في وقت سارع فيه الجيش اللبناني إلى إتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لحماية المبنى.
وشهد محيط مصرف لبنان توترا كبيرا تمثلت بمواجهات بين الجيش والمحتجين الذين أصروا على إقتحام المصرف فيما يعمل الجيش على حمايته.
من جهة ثانية عمد المحتجون إلى رمي الحجارة باتجاه سراي طرابلس وإحراق بابها الحديدي الخارجي في محاولة لتحطيمه.
كما أشعلوا الإطارات والنفايات أمام السراي وقطعوا الطريق، وذلك وسط انتشار أمني كثيف للجيش الللبناني الذي يحاول منع تطور وتفاقم الأمور والتصدي للمحتجين.
وجالت مسيرات شوارع المدينة الشمالية احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعر صرف الدولار.
ونفذ المحتجون وقفات أمام منازل عدد من السياسيين في المدينة في ظل انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني، مرددين هتافات تندد بالمسؤولين، مطالبين باستقالتهم ومحاكمتهم.
ووقعت مواجهات أمام منازل النواب في البرلمان فيصل كرامي ومحمد كبارة حيث سقط عددا من الجرحى بعدما أطلق حراس كبارة النار على المحتجّين.
وأفادت غرفة العمليات التابعة لجهاز الطوارئ والإغاثة في طرابلس أنه مساء اليوم السبت وقعت 4 إصابات، وتمت معالجتها ميدانياً والفرق ترفع جهوزيتها.
وحضرت قوة كبيرة من الجيش إلى محيط منزل النائب فيصل كرامي بعد محاولة عدد من المحتجّين اقتحام البوابة الخارجية للمنزل وتعاملت معهم واستطاعت إبعادهم قليلاً عن المنزل.
وتسود حالة من الهرج والمرج وتكسير لإشارات السير وواجهات المصارف من قبل بعض الشبّان في الشوارع الداخلية، ويسمع بين الحين والآخر دوي إطلاق نار.
يذكر أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي وتلفت سعر صرف الدولار بطريقة غير مسبوقة.
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 100% من قيمتها وسط انسداد أفق الحلول السياسية واستمرار الخلاف بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل حكومة جديدة تفتح باب المساعدات الخارجية.