مصير مجهول كان في انتظار طفل رضيع، عرضه والديه للبيع على موقع فيسبوك ثم أنقذته دار أيتام من التشرد، فمنذ عدة أشهر أحبطت الجهات الأمنية محاولة بيع طفل بمبلغ 20 ألف جنيه، وتم القبض على البائع الذي ادعى أنه والده ثم ثبت كذبه، وتم ايداع الطفل إلى دار أيتام قضى فيها عدة أشهر وحاليا ينعم بكل سبل الرعاية التي تكفل له أن ينشأ بطريقة سليمة ليصبح شخص سوي.
تحكي هبة حسين، مدير دار بيت العيلة لرعاية المشردين، أنها تسلمت الطفل واحتضنته داخل الدار وسط عشرات الأطفال الذين تتولى رعايتهم على أكمل وجه، مؤكدة أن هذا الطفل له ظروف خاصة لكونه تحول إلى صفقة بيع على أحد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تحبطها الشرطة وتلقي القبض على الرجل الذي ادعى أنه والده.
تفاصيل الواقعة
منذ عدة أشهر، وبينما كانت الدار هادئة إلا من أصوات الأطفال، تم إبلاغ «هبة» بوجود طفل صغير عرضه والده ووالدته للبيع علي الفيس بوك، وتم القبض علي مرتكب الواقعة وتحرير محضر بذلك أثناء لقائه بالمشتري في أحد مناطق محافظة الجيزة، وأن الطفل يحتاج إلى دار رعاية نظرا لصغر سنه، تقول «هبة» في تصريح صحفي: «أبوه عرضه للبيع علي الفيس وبعدها واحد تواصل معاه علشان يشتريه، وفعلا تم اللقاء بينهما، لكن الشرطة كانت مراقبة تحركات الأب المزعوم وقبضوا عليه ولما والدته الطفل عرفت باللي حصل اختفت».
بعد أيام من كشف الواقعة والقبض علي الأب، أنكر ذلك الشاب صلته بالطفل وأخبرهم أنه ليس والده وإنما هو فقط يعيش مع والدته التي فرت هاربه فور إلقاء القبض عليه: «طلع مش أبوه، أم الطفل كانت متجوزة عرفي من واحد وبعدها اختفي وراحت عاشت مع شخص تاني، واتفقوا أنهم يبيعوا الطفل علي الفيس بوك، لكن الحمد لله فشلوا ودلوقتي الطفل عندنا، كان عمره وقتها 9 شهور بس».
تفاصيل إقامة الطفل في الدار
استقبلت «هبة» الطفل وأعدت له سرير خاص به وسيدة تقوم بإرضاعه، وكافة سبل الراحة التي يحتاج إليها الطفل، وذلك بعد تجهيز كافة الأوراق الخاصة باستقبال الطفل كي يصبح الأمر قانوني: «عملنا محضر إيداع للطفل وسنناه لأنه مكنش له شهادة ميلاد وهو دلوقتي معانا بعد ما أنقذناه من التشرد، إحنا استلمناه من مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر».
وتشير «هبة» إلي أن الطفل عندما جاء إلي المؤسسة كان يسمي «حازم» ولكن لم تكن له أية أوراق ثبوتية، مؤكدة أنه يعيش الآن داخل المؤسسة رفقة عدد من الأطفال، وبرعاية كاملة من إدارة الدار القائمة علي التبرعات، حيث يتم توفير الملابس والمأكولات له من خلال التبرعات التي تأتي إلي المؤسسة: «ملوش حد ولا حتي حد سأل عنه، ولا له أسرة ترعاه».