أكد المشاركون في ورشة العمل الخامسة لمنتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، Egypt ICF، الذي تنظمه وزارة التعاون الدولي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واختتم أعماله أمس، على أهمية الإبداع والتكنولوجيا في تحقيق النمو الاقتصادي في قارة أفريقيا وسلطوا الضوء على دور الإبداع والابتكار في تحقيق النمو الاقتصادي في إفريقيا.
وناقش المشاركون في الورشة، التي أدرها خالد إسماعيل، المدير العام لصندوق Grow in Africa، الأدوات والسياسات التي تزيد مشاركة الشباب في إنجاز أجندة التنمية في أفريقيا، ودعوا إلى ضرورة استكشاف الفرص والدور الذي يمكن أن يقوم به رواد الأعمال والشباب في قارة أفريقيا للإسراع من وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك خلال ورشة العمل للمنتدى والتي دارت حول «الابتكار وريادة الأعمال: الشباب قاطرة التنمية في أفريقيا والشرق الأوسط».
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي إن تواجد جميع الأطراف المحلية والإقليمية والعالمية في المنتدى، يعطي أهمية كبيرة للقضية التي نناقشها وهي ريادة الأعمال وأهمية الابدع والابتكار لا سيما في ظل ما يتردد عن الفجوة الرقمية سواء بين البلدان وبعضها أو الفجوة الرقمية بين الجنسين، وقالت الوزيرة: "مصر خطت خطوات مهمة في مجال التكنولوجيا والابداع وثورة الانترنت والتحول الرقمي
وأشارت إلى أن مصر لديها منظومة مرنة في مجال ريادة الأعمال والتحول الرقمي، وأن الحكومة لم تتوان عن تقديم الاستثمارات وتنفيذ المشروعات اللازمة لهذا الشأن، وقالت: "مصر تستهدف حل كافة المشكلات التي تتعلق برواد الأعمال خصوصا في ظل ارتفاع نسبة الشباب في مصر.
وسلط المشاركون خلال ورشة العمل الضوء على دور الابتكار وريادة الأعمال في دعم تحقيق أجندة التنمية المستدامة، في ظل الدور المحوري المتزايد للرقمنة لدعم الاقتصاد العالمي، وسط إحصائيات تشير إلى أن قيمة الاقتصاد الرقمي عالميًا تبلغ حوالي 11.5 تريليون دولار، بما يعادل 15،5? من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ومن المتوقع أن ترتفع مساهمته في الناتج المحلي إلى 25% خلال أقل من عشر سنوات.
وقال فينت سيرف، مؤسس الانترنت ونائب رئيس شركة جوجل، إن هذا وقت تحد غير مسبوق وجائحة عالمية وفي ظل التحديات ثمة فرص، في إفريقيا شاهدنا البلدان المساعدة على التحول الرقمي، وأسست بنية لتحتية لتحويل التكنولوجيا الرقميىة إلى فرصة رقمية، وقال إنه بالنظر للناتج القومي سنجد ضرورة لاستغلال مزايا التكنولوجيا والتحول الرقمي.
وأشار إلى أن سكان العالم أصبحوا أكثر اتصالا كما أن زيادة السكان تسهم في ذلك ويتفاقم الأمر مع انتشار الإنترنت وتكنولوجيا الجيل الخامس، لافتا إلى أن التكنولوجيا لن تحقق أي قيمة دون تدريب الناس ووصف منتدى مصر الدولي بأنه مرحلة مهمة لكيفية استثمار التكنولوجيا.
وقال إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل بالقاهرة، إن البطالة تتزايد بين الشباب والبالغين بعد جائحة كورونا وأن ما شهدناه في إفريقيا أن التكنولوجيا في مقدمة الاهتمامات في الوقت الحالي، وأضاف: "نحن في حاجة لدعم وخلق بيئة عمل لتشجيع الراغبين في عمل شركات، كما نحتاج المزيد من الدعم للشباب وتقديم حوافز للشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ونحتاج أيضا لدعم خدمات الانترنت والتوسع في التكنولوجيا في إفريقيا، رغم وجود معوقات وعقبات تتعلق بالبنية التحتية مثل الكهرباء واللغة والبيئة
ولفت إلى أنه يعمل مع وزارات مصرية لتوفير الكثير من التدريب الذي يستهدف تكنولوجيا المعلومات نظرا لزيادة الشباب الذين يدخلون سوق العمل.
ودعات فريدريكا مير ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالقاهرة إلى ضرورة التعامل وقالت: "لابد أن نتعامل بجدية مع التزايد السكاني الذي يقلل الموارد المتاحة للإنفاق على التعليم وغيره، وقالت: "60% من أبناء إفريقيا من الشباب وعلينا الاستفادة منهم مع ضرورة الاستثمار في الشباب وأن تكون المرأة جاهزة كما أن هناك انقسام رقمي
وقال ممثل اليونسكو في كلمته الافتراضية إن اليونسكو لديها برامج لعلاج الانقسام الديموغرافي والرقمي ولابد من انخراط الشباب الشباب في التحول الرقمي وأيضا الاهتمام برواد الأعمال وكذلك الإقبال على الشركات الناشئة.
وأضاف: "نؤمن أن لدينا فرصا رائعة للاستفادة من الثورة التكنولوجية وتوفير التكنولوجيا بتكلفة زهيدة وهذا يتضمن الأدوات الرقمية التي كشفتها جائحة كورونا ونتصدي للأمية لافتا إلى أن إفريقيا لديها فرصة مختلفة عن كل قارات العالم من خلال مميزاتها في رأس المال البشري والتدفق المالي في إفريقيا ولابد من حسن استغلاله والفرص التي توفرها الثورة المعرفية التي اتاحت الوصول للمعلومات وأيضا المعرفة ونضيف لرأس المال البشري
وأشار عبد العزيز سي مؤسس شركت إمباكت هاب دكار إلى أنه يجب أن نحدد الاختلاف والتنوع من إقليم لآخر، وقد تختلف في بلد وأحد ولابد من اختيار أفضل العناصر المطلوبة لتطوير رائد الأعمال ليصبح مستثمرا وأضاف: "يمكن أن نساعد الناس على تحسين المستوى وقد تتجه مساعداتنا للطلاب حتى قبل التخرج ولابد أن يكونوا على علم تشهده هذه القطاعات" لافتا إلى وجود تعاون مع مصر من خلال وفود للتدريب وصقل المهارات.
وذكرت آنا إكليليدو المدير التنفيذي لمنظمة أفريلايزر أنه لابد من العمل على وقف هروب رواد الاعمال والمستثمرين من إفريقيا من خلال التكاتف والتكامل والتعاون عبر الحدود لتوفير ما يريده رواد الأعمال كما أنه لابد من أدوار للحكومة والجامعات والمجتمع المدني والمؤسسات المختلفة
وقالت السيدة كلوديا ماكادريستو: "نحن نستثمر في القارة منذ 7 سنوات وكانت الصعوبة الأولى في العثور على الشركات التي تبحث عن الحاضنات من رواد العمل وما لم نكن جاهزين لصعب علينا أن نساعدهم وقد حدثت الكثير من التطورات فأصبح لدينا آلاف من رواد الأعمال والشركات الناشئة، كما أنه ليس لدينا النظام البيئي المناسب أوتضامن وتشارك رواد الأعمال ولابد من تحديد الفئات الأولى للإنفاق والتدريب ومدهم بالحاضنات وتلبية احتياجاتهم من المواهب المطلوبة والابتكارات والابداع.
وقالت السيدة أميناتا نائب وزير التعليم في الكونغو الديمقراطية: "لدينا نفس المشكلات التي تتعلق بالتعليم ومن خلال المناقشات مع وزير التعليم أدركنا أن التعليم الرقمي هو الأساس ولذلك نطبق ذلك في 50 ألف مدرسة.
وأضافت أنه في خضم الجائحة حاولنا الاستفادة من التعليم عن بعد، ودعت للتقدم والتوسع في التعليم عن بعد في إفريقيا عبر الطرق والوسائل المتاحة بما يتمشى مع طموحات إفريقيا الغد وأضافت : "سنطلب من وزير التعليم تقوية العلاقات والاستفادة من التجربة المصرية لتحقيق الاستفادة القصوى مما تم تنفيذه في مصر".
وقال تاكوندا تاتشيبا مدير الابتكار والتكنولوجيا في شركة بوتسوانا.انو فيشان هاب: "من وجهة نظري أن فترة ما بعد كوفيد ازادت أهمية وجود نظام بيئي لخلق رواد الأعمال وتطوير أعمالهم وهي فرصة ذهبية فرضتها ظروف كوفيد ولابد من هياكل للتدريب والدعم والمساعدة لتحول رائد الأعمال في أسرع وقت إلى مستثمر ودعم الخدمات المتخصصة وتوفير التمويل اللازم من المجتمع المحلي أو من المنظمات العالمية وأن تتحول إلى أشياء ذات قيمة.
وأشار إلى أن هناك فرصة عظيمة للدول في الإقليم لتدريب رواد الأعمال بوسائل مبدعة وأفكار مبتكرة وجديدة وأن يكون لدينا روابط ومنصات للانترنت للربط بين الربط والتواصل من خلال نظم مهيكلة بصورة جيدة، وأيضا لدينا حاجة للتقنيات العالية والحديثة ومن خلال الخبرات نجد أنها لا تكفي وحدها ولابد منصقلها ليصبح حاضنة مناسبة للمستثمرين.
وأشار محمد فريد صالح رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية إلى أهمية تطبيق التحول الرقمي والتكنولوجيا في البورصة المصرية في مختلف مراحلها وقال: "ننظر لسوق المال من جانب القيمة ووضع الشركة على قائمة البورصة ووجود وسيط ولدينا جانب من الطلب، مشيرا إلى أن الشركات الكبرى تقوم بالاستحواذ على شركات صغيرة وهنا يكون الدور على تطوير وتحديث الشركات الصغيرة والناشئة لتطويرها وتحديثها وزيادة قدرتها مع الربحية المناسبة وزيادة دخلها وشدد على أهمية استخدام التكنولوجيا في جذب المتعاملين والاهتمام بالجانب البشري وتدريبهم وتوعية الشباب ماليا،
وقالت الدكتورة مها عفيفي مدير العلاقات الحكومية والسياسات العامة بشركة جوجل إنه لابد أن نناقش نقطتين هما الأوضاع قبل وبعد كوفيد 19 لافتة إلى أن كوفيد شد الانتباه إذ لم تعد التكنولوجيا ترفيهية وإنما ضرورية ولابد من توفير البيئة المناسبة، وأنه بسب كوفيد لن يستطيع القطاع الخاص تحقيق النجاح إلا بتقديم المنتجات المطلوبة وأضافت: ركزنا على 19 سوقا للنجاح وخاصة في الأسواق الجاهزة للتحول الرقمي وأن النسب المئوية للنجاح لن تنعكس على تلك الأسواق
وقالت: " من خلال التحول الرقمي يمكن أن نحول الأصول إلى الأفضل مع زيادة الاستفادة من الانترنت ودعت إلى ضرورة استخدام الحوسبة وزيادة الإنتاج. واختتم منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، أعماله أمس، وشارك في الجلسة الختامية وزراء التعاون الدولي، والتنمية المحلية والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي، بينما ألقت الكلمات الختامية الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والسفير كولن فيكسن رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.