تفاصيل اللحظات الأخيرة في حكم آبي أحمد لأديس أبابا

قوات جبهة تحرير  تيجراي وحلفائها تواصل التقدم نحو السيطرة علي العاصمة ..  وآبي أحمد يبحث عن مبررات لهزائمه  ..  والولايات المتحدة ترسل  3 سفن حربية  لإجلاء رعاياها

 

توالت خلال الساعات الأخيرة دعوات سفارات الدول بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لرعاياها لمغادرة أثيوبيا ،وسط تصاعد  التحذيرات الدولية من تفاقم المواجهات داخل البلاد.

 

وفي وقت سابق اليوم ، قالت قناة العربية الإخبارية، إن  قوات جبهة تحرير شعب  تيجراي تقترب  من السيطرة على مدينة دبر برهان على بعد 130  كيلو مترا  من عاصمة إثيوبيا ، في وقت دعت فيه  السفارة الفرنسية لدي أثيوبيا جميع رعاياها لمغادرة  البلاد  بشكل عاجل   .

 

يأتي ذلك بعد ساعات من إطلاق  رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد،  تغريدة علي موقع «تويتر » قال فيها إن«إثيوبيا تشهد لحظاتها الأخيرة وندعو لإنقاذها من الانهيار » ، داعيا  دول إفريقيا للوقوف إلى جانب حكومته في مواجهة مسلحى تيجراى،  وتابع :«لدينا تاريخ من المحافظة على اسم إثيوبيا».

 

 رئيس الوزراء الإثيوبى، الذي يبدو أنه يعيش لحظاته الأخيرة في حكم البلاد ، أعلن أنه«سيقود قواته  على جبهة القتال»، وقال آبى أحمد، في بيان على «تويتر»:«سأكون على الجبهة لقيادة قوات الدفاع» ، وأضاف:«أولئك الذين يريدون أن يكونوا من بين أبناء إثيوبيا الذين سيشيد بهم التاريخ، انتفضوا من أجل بلدكم اليوم.. الحقوا بنا على الجبهة».

 

وفي محاولة لتبرير هزائمه زعم آبي أحمد  أن الغرب يحاول هزيمة الإثيوبيين،  مجددا رفضه لما وصفه  بتدخل المجتمع الدولى ، ومعولا علي«وقوف  الدول الإفريقية للوقوف إلى جانب حكومته في حربه ضد مسلحى تيجراى».

 

بيان آبي أحمد «المأزوم»جاء بعد ساعات من اجتماع عقدته اللجنة التنفيذية لحزب «الازدهار» الحاكم   لبحث  الوضع العسكري الراهن  ، وهو الاجتماع الذي أعلن وزير الدفاع أبراهام بيلاى في نهايته أن «قواته  ستنخرط  فى عمل مختلف»، دون ذكر  مزيد من التفاصيل.

 

 في المقابل تواصلت تأكيدات  الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيجراي، وحلفائها  عن مواصلة تقدم قواتهم   باتجاه العاصمة  أديس أبابا،  وقالت الجبهة إن مدينة دبربرهان  القريبة من العاصمة «أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على 4 محاور ».

 وتابعت: وفى الجبهة الخامسة المتجهة غربا سوف تلتقى قوات تيجراى قريبا بأكبر جبهة لقوات جبهة «تحرير أورومو» المتمركزة في غرب العاصمة أديس أبابا.

 

جماعات متحالفة

9 جماعات هم أعضاء التحالف  ضد رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ، وجميعهم اتفقوا علي إسقاط نظامه ، ما جعل المواجهات جارية على عدة جبهات  ، منذ  اندلاع الصراع بين الجبهة والجيش الأثيوبي والقوات الموالية له في الإقليم الشمالي تيجراي قبل عام  ، حيث اندلع القتال في  نوفمبر 2020 بين قوات من حكومة إقليم تيجراى المسيطرة على الإقليم والحكومة الفيدرالية (الجيش الإثيوبى)، واستولت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية الحكومية بسرعة على العديد من المدن الرئيسية فى تيجراى، بما فى ذلك ميكيلى العاصمة.

 

وسرعان ما  نجحت جبهة تحرير تيجراى في هزيمة  قوات الجيش الإثيوبى ودخول عاصمة الإقليم، وأسرت آلاف الجنود من الجيش.

 

وفى أغسطس الماضي  استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيجراى على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال، إذ انسحبت قوات الأمن قبل تقدمهم.

 

وفى نوفمبر  الجاري ، تحالفت جبهة تحرير شعب تيجراي مع جيش أورومو وقوى أخرى معارضة للحكومة الإثيوبية فى الخارج ،  وتواصل زحف القوات المتحالفة  نحو العاصمة أديس أبابا  .

 

 تحذيرات متواصلة

في الأثناء ، حذر الاتحاد الإفريقي من  استخدام القوة فى الصراع الدائر النزاع في  إثيوبيا  ،كما  أكد  رئيس الوزراء الكندي، جستن ترودو  ، مجددا علي  أهمية عمل جميع الأطراف في إثيوبيا نحو حل سياسي وحوار وطني شامل لإيصال النزاع إلى حل سلمي.

 

وأكد   ترودو مجددا على التزام كندا القوي والمستمر بدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للصراع، ودفع المفاوضات التي تقودها إفريقيا إلى الأمام  ، مشددا على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية من قبل جميع الأطراف وضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإيصالها إلى المتضررين من النزاع، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان.

 

كذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن   أن  بلاده تواصل الضغط لوقف فوري للأعمال القتالية في إثيوبيا دون شروط، مضيفا  أنه على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحمل مسؤوليته وإنهاء العنف في البلاد.

 

 ودعا  بلينكين رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد  إلي العمل علي  الجمع بين الأطراف المتحاربة  وإنهاء العنف ،  وتابع: «لا يوجد حل عسكري للتحديات في إثيوبيا هذا طريق إلى الدمار للبلاد، والبؤس لشعب إثيوبيا الذي يستحق أفضل بكثير» ، معربا عن قلق بلاده من «احتمال أن تنهار إثيوبيا من الداخل».

 

كما دعا جيفرى فيلتمان المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي الحكومة الإثيوبية لوقف الهجمات وتسهيل الأعمال الإنسانية ، وقال إن التطورات المقلقة على الأرض في إثيوبيا تهدد استقرار ووحدة البلاد  كما حث الرعايا الأمريكيين في إثيوبيا على مغادرة البلاد  ، في وقت تم الإعلان فيه عن أن  الجيش الأمريكي نشر قوات عمليات خاصة في جيبوتي لتقديم المساعدة لسفارة البلاد في إثيوبيا، إذا تدهور الوضع هناك.

 

وقالت تقارير إعلامية إن واشنطن أرسلت 3 سفن حربية بالقرب من إثيوبيا لمساعدة السفارة الأمريكية إذا تدهور الوضع هناك  .

 

 و أعلنت الأمم المتحدة  في وقت سابق استعدادها لإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين المباشرين في إثيوبيا  إثر  تفاقم   الصراع  وبلوغه  مرحلة حرجة .

 

وذكرت وكالة«فرانس برس » إنه صدر أمر أمنى داخلي للأمم المتحدة ببدء  تنسيق عملية الإجلاء والتأكد من أن جميع أفراد عائلات الموظفين المعينين دوليا المؤهلين يغادرون إثيوبيا فى موعد أقصاه 25 نوفمبر2021  ، فيما دعت حكومات  كل من   لبنان والكويت والسعودية وبريطانيا رعاياهم إلي مغادرة الأراضي الإثيوبية .

 

وبحسب رصد لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ، فإن   الحرب  الدائرة في أثيوبيا تسببت فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة  ،  وهناك  5.2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.

 

الشاهد أنه من الواضح أن أيام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في حكم البلاد باتت معدودة وأنه يدفع الآن ثمن التجاوزات الهائلة بحق شعبه ، وخاصة في إقليم تيجراي ، فضلا عن تعنته في رفض كافة الحلول السلمية للأزمة ، ورغبته في أن يظهر في صورة المقاتل الذي يدافع عن حكمه ، في وقت ترجح فيه تقارير أن ينتهي به الأمر إلي الهرب من البلاد ، خوفا من الوقوع في أيدي القوات المهاجمة لأديس أبابا ، ومساءلته عن كل تجاوزاته السابقة .