في ذكري رحيله ال33 .. مواقف وأسرار في حياة صوت السماء عبد الباسط عبد الصمد

أتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغ سن العاشرة .. وكان يمشى مسافات طويلة جدا تصل إلى 5 كيلومترات للاستماع إلي الشيخ محمد رفعت .. واستقبله رئيس باكستان في المطار .. واستمع اليه ربع مليون شخص وقوفا علي أقدامهم حتي الفجر بإندونيسيا

 

 

 في  30 نوفمبر من العام 1988 – أي قبل 33 عاما – رحل عن عالمنا ، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، أحد  أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالمين العربي و الإسلامي، وأول نقيب لنقابة «قراء مصر»، وصاحب العشرات من الألقاب في دولة التلاوة ، وبينها «صوت السماء »، و«صوت مكة »، و«صاحب الحنجرة الذهبية »، و«الصوت الملائكى » .

 

  حضر جنازة الراحل الآلاف من محبيه ، فضلا عن العشرات من سفراء    دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدورهِ  العظيم في مجال الدعوة بأشكالها كافة.

 

 ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، في الأول من يناير عام 1927 في مدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا في ذلك الوقت ، قبل أن يضم مركز أرمنت إلى محافظة الأقصر  ، وألحقه والده بكتاب القرية مع أخوته في سن صغير، حيث أتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغ سن العاشرة، ثم التحق بالمعهد الديني في مدينة أرمنت، وتعلم القراءات وعلوم القرآن.

 

 

  وكان لشيخه العالم الأزهري محمد سليم حمادة دور كبير في حياته ، حيث اكتشف نبوغه و إمكانيات صوته ، كما  لاحظ الشيخ على تلميذه الموهوب أنه يتميز بسرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه  ، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت  ، ولذلك بدأ الشيخ يحرص علي اصطحاب تلميذه الصغير  معه في السهرات والحفلات بمختلف مناطق الصعيد، ثم بدأت دعوات الحفلات والسهرات تتوالى عليه وهو في لم يتعد الخامسة عشر من عمره، وكان أول حفل قرأ فيه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو في سن 14 عامًا وتقاضى أجرًا عن الحفل 3 جنيهات.

 

 

يحكي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أنه تأثر كثيرا بالشيخ محمد رفعت، ويقول : « كنت أمشى مسافات طويلة جدا تصل إلى 5 كيلومترات ،  لأستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة»  .

 

 

  وفي العام  1952 التحق الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بالإذاعة المصرية، وسافر بعدها إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وهناك طلب منه السعوديون تسجيل عدة تلاوات للمملكة تذاع عبر موجات الإذاعة، وسجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عدة تلاوات أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف،  ليلقبه أبناء المملكة ب«صوت مكة» ، وفي العام   1984 اختير الشيخ عبد الباسط   أول نقيب لنقابة قراء القرآن الكريم، التي كان أحد المنادين بتأسيسها .

 

 

وقيل أنه بسبب  قراءاته  بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها في ذلك الوقت وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبد الباسط، وكان الذي يمتلك  راديو  في منطقة أو قرية من القرى  ،  يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبد الباسط وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً.

 

 

 

نال الشيخ عبد الباسط العديد من التكريمات والأوسمة من الدول العربية، وكرمته سوريا عام 1956 بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب ، كما افتتح   مناسبات رسمية عديدة بتلاوة القرآن الكريم، من بينها افتتاح السد العالي بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبحضور ملك المغرب محمد الخامس .

 

 

  عين الراحل قارئا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا  ، و ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.  .

 

 

 

 مواقف خارجية

ذاع صيت الشيخ عبد الباسط وكان يتم استقباله رسميا في العديد من دول العالم ، و استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة ،  وفي جاكرتا بدولة اندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها ، فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس  خارجه  لمساحة كيلو متر مربع تقريباً  ، فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليهِ وقوفاً على الأقدام حتى مطلع الفجر.

 

 

 

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة