جلال الشرقاوي
يعد الفنان والمخرج القدير جلال الشرقاوي، ابن حي السيدة زينب، الذي رحل عن عالمنا اليوم، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، واحدا من أهم رواد المسرح المصري والعربي، فهو يحمل مشوارا فنيا وتاريخا حافلا بالأعمال، على يده تعلم وتخرج أجيال من الفنانين، عشق الفن منذ نعومة أظافره وبالأخص المسرح الذي وقع في سحره، فقرر احترافه وقضى عمره بين جدرانه مخرجا وفنانا ومنتجا.
كان مشوار الراحل جلال الشرقاوي صاحب "مسرح الفن"، زاخرا بالأعمال الجريئة في محتوها الفني؛ حيث كان من رواد المسرح السياسي، فقدم الكثير من الأعمال في المسرح والسينما والتليفزيون، وكان له أيضا عدة كتب في مجال المسرح والسينما؛ منها "مدخل إلى دراسة الجمهور في المسرح المصري" و"حياتي في المسرح" و"السينما في الوطن العربي"، وكانت أول أعماله الإخراجية "أرملة وثلاث بنات"عام 1965.
وأخرج الشرقاوي خلال حياته عددا كبيرا من المسرحيات الناجحة، استمر عرضها لفترات طويلة على المسرح المصري؛ وكان منها المسرحية الأشهر في تاريخ المسرح "مدرسة المشاغبين"، التي أحدثت جدلا واسعا وقتها، ومسرحية "أه ياليل ياقمر" و"إنت اللي قتلت الوحش" و"دستور يا أسيادنا" و"عطية الإرهابية" و"شباب روش طحن" و"أمسك حكومة" و"برهومة وأكلاه البارومة" و"لعبة أسمها الحب" و"كباريه"، وعن حرب أكتوبر قدم مسرحيتي "شهر زاد" و"عيون بهيه".
كما كان له أعمالا بارزة أيضا في السينما، فشارك في عدد من الأفلام منها "موعد مع القدر" و"خلي بالك من عقلك" و"أمهات في المنفى"، وفي التليفزيون قدم" عودة الماضي "سهرة درامية، و"حنظلة" و"عشاق لا يعرفون الحب" و"لعبة كل بيت" و"ملحمة الحب والرحيل" وفي الإذاعة قدم أعمالا كثيرة منها "كلاب الحراسة" و"قانون ساكسونيا" و"الهروب للجحيم" و"أحلام السوالم".
وقال الكاتب المسرحي الكبير الدكتور عمرو دوارة عن الراحل جلال الشرقاوي - عندما أصدر له المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ11، كتابا بعنوان "جلال الشرقاوي.. والمسرح السحري" - "لا يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية عن خريطة الإبداع المسرحي، خلال ستينيات القرن الماضي أو تتناول تطور فن الإخراج المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينيات، وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، دون تناول أعمال وإسهامات الفنان القدير جلال الشرقاوي"، مؤكدا أنه رجل عشق المسرح، وبذل من نفسه وجهده الكثير والكثير، وهو رائد مسرحي قدير وفارس ماهر من فرسان المسرح العربي.