سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، الضوء على "تعثر" المحادثات النووية مع إيران، بعد رفض الولايات المتحدة مقترحا لتخفيف العقوبات على روسيا، في مقابل دعم الأخيرة محاولات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات خاصة لـ"فاينانشيال تايمز"، إن العقوبات الاقتصادية الجديدة المفروضة على روسيا رداً على عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا "غير مرتبطة" بالاتفاق الإيراني، "ولا ينبغي أن يكون لها أي تأثير على تنفيذه".
وأضاف المتحدث، رافضًا ذكر اسمه، أن الولايات المتحدة ليس لديها أي نية لتقديم أي شيء جديد أو محدد لروسيا فيما يتعلق بهذه العقوبات، ولا يوجد أي شيء جديد مطلوب للتوصل بنجاح إلى اتفاق بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي مع إيران.
وتقترب طهران والقوى العالمية من الموافقة على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي من شأنه أن يؤدي بإيران إلى التراجع جذريًا عن برنامجها النووي مقابل عودة الولايات المتحدة إلى بنود الاتفاق ورفع العديد من العقوبات المفروضة على طهران، لكن المرحلة الأخيرة من المفاوضات تزامنت مع هجوم روسيا على أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية والمالية الهائلة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب الحرب، مما دفع موسكو، الموقّعة على الاتفاق وتعد لاعبا مهما في محادثات إيران التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي في فيينا، إلى المطالبة في الأسبوع الماضي بضمانات بأن تكون تجارتها مع طهران محمية من العقوبات كجزء من أي اتفاق، حسب الصحيفة.
وأبرزت الصحيفة أن رفض الولايات المتحدة هذا الطلب سيؤدي حتماً إلى طريق مسدود، وفي حين أكد مسئولون إيرانيون وغربيون أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق، قاما بإلقاء المسئولية على بعضهما البعض في اتخاذ القرارات اللازمة لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق.
ففي يوم الجمعة الماضي، دعا جوزيب بوريل، الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، إلى "توقف" المحادثات ليلقي باللوم على "العوامل الخارجية" في الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة على الرغم من أن "النص النهائي جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة"، وأشار مفاوضون من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، في بيان مشترك، أيضًا إلى أن مطالب روسيا الأخيرة في هذا الشأن تمثل تعقيدًا خطيرًا.
أما في واشنطن، قال مسئولون بارزون إنهم ما زالوا ملتزمين بالاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من النكسات المتعلقة بموقف روسيا، فقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات صحفية: إن المفاوضين المنخرطين في المحادثات عادوا إلى بلادهم وسيتعين علينا أن نرى ما سيحدث في الأيام المقبلة فيما يتعلق بالدبلوماسية الخاصة بالاتفاق النووي".
واختتم سوليفان حديثة بقوله: "إن الشيء الوحيد الأكثر خطورة من إيران المسلحة بالصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية المتقدمة هو أن تمتلك إيران كل هذه الأشياء وسلاحًا نوويًا، ولا يزال الرئيس جو بايدن مصممًا على منع إيران من الحصول على سلاح نووي"، وتعرضت المحادثات لمزيد من المخاطر بعد شن هجمات صاروخية تبين أنها انطلقت من إيران ضد مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، إذ أعلن الحرس الثوري الإيراني مسئوليته عن الهجمات، قائلا إنه استهدف مركزا للمخابرات الإسرائيلية.