الحبيب بورقيبة: ذكري باقية في أفئدة التونسيين رغم مرور 22 عاما علي الرحيل

"الزعيم" و"المجاهد الأكبر" و"صانع الأمة" كلها وغيرها ألقاب أطلقت علي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والذي تحل اليوم الذكري الـ22 لرحيله، ورغم مرور هذه السنوات إلا أن ذكراه تبقي خالدة في أذهان وأفئدة التونسيين، وتبقي مواقفه الوطنية حاضرة ويتم استدعائها لدعم وتعزيز المشهد الوطني لتونس المستقبل.

 

أكد الرئيس التونسي قيس سعيد - في كلمة خلال زيارة ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في الذكري الـ22 لوفاته  الأربعاء - أن من أهم ما قام به "بورقيبة" سعيه إلي تغيير الواقع والاهتمام بالدولة التونسية؛ خاصة في مجالات الصحة والتعليم والمرأة، وأن الكل يعلم موقف الرئيس الراحل "بورقيبة" بشأن التدخل الخارجي في شئون البلاد، رغم ما تم تقديمه من مغريات، ولكنه لم يسلم أية ذرة من ذرات الوطن.

 

وقال سعيد، إن زيارته لضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة تأتي تقديرًا لما قدمه لدولة تونس قبل الاستقلال وبعده، وأن دوره تاريخي في حياة الدولة التونسية.

 

ولد "بورقيبة" في منزل أمام ساحة 3 أغسطس بمدينة المنستير الساحلية، من عائلة من الطبقة المتوسطة، وكان أصغر 8 إخوة وأخوات، وتلقّي تعليمه الثانوي بالمعهد الصادقي فمعهد كارنو بتونس، ثم توجه إلي باريس سنة 1924 بعد حصوله علي شهادة الباكالوريا وانخرط في كلية الحقوق والعلوم السياسية وتخرج منها في عام 1927، وعاد إلي تونس ليعمل بالمحاماة.

 

وبدأت حياته السياسية بالانضمام إلي الحزب الحر الدستوري سنة 1933 واستقال منه في نفس السنة ليؤسس في 2 مارس 1934 بقصر هلال الحزب الحر الدستوري الجديد، رافقه محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة، وتم اعتقاله في 3 سبتمبر 1934 لنشاطه النضالي وأبعد إلي أقصي الجنوب التونسي ولم يفرج عنه إلا في مايو 1936.

 

سافر بورقيبة إلي فرنسا وبعد سُقوط حكومة الجبهة الشعبية فيها اعتقل في 10 أبريل من العام 1938 إثر تظاهرة شعبية قمعتها الشرطة الفرنسية بوحشية في 8 و9 أبريل 1938، ونقل بورقيبة إلي مرسيليا وبقي فيها حتي 10 ديسمبر 1942 عندما نقل إلي سجن في ليون ثم إلي حصن "سان نيكولا" حيث اكتشفته القوات الألمانية التي غزت فرنسا، فنقلته إلي نيس ثم إلي روما، ومن هناك أعيد إلي تونس حراً طليقاً في 7 أبريل 1943.

 

وعندما اندلعت الثورة التونسية في 18 يناير 1952، اعتقل الزعيم الحبيب بورقيبة وزملاؤه في الحزب وتنقل بين السجون في تونس وفرنسا ثم شرعت فرنسا في التفاوض معه فعاد إلي تونس في 1 يونيو 1955 ليستقبله الشعب استقبال الأبطال، وتمكن من تحريك الجماهير، لتوقع فرنسا في 3 يونيو 1955 المعاهدة التي تمنح تونس استقلالها الداخلي.

 

وفي 20 مارس 1956، تم توقيع وثيقة الاستقلال التام وألف بورقيبة أول حكومة بعد الاستقلال، وفي 25 يوليو 1957 أعلنت الجمهورية بخلع الملك محمد الأمين باي واختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية، فيما رحل آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية في أكتوبر 1963، وتم جلاء المستعمرين عن الأراضي الزراعية، وشرع بورقيبة في اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتحديث البلاد كإقرار مجانية التعليم وإجباريته وتوحيد القضاء.

 

وشهد يوم 7 من نوفمبر 1987 إزاحة بورقيبة من الحكم علي يد الوزير الأول وقتها زين العابدين بن علي الذي أعلن نفسه رئيساً جديدًا للجمهورية.

 

الحبيب بورقيبة رحل عن عالمنا في السادس من أبريل عام 2000، ودفن جثمانه في مسقط رأسه بمدينة المنستير، لتبقي مواقفه وسيرته حاضرة علي مدة التاريخ في أذهان التونسيين، ولما لا وهو كما يصفه أبناء الشعب التونسي بالمجاهد الأكبر وأبو النهضة التونسية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة