رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية بعض المُعوقات أمام عودة قطاع السياحة في أوروبا إلى سابق عهده ومكافحته لتلبية رغبات السفر لآلاف السائحين الذين سئموا من قيود الجائحة ويتشوقون إلى الاستمتاع بالعطلات الصيفية .
وقالت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن، في عددها الصادر اليوم الأحد إن الرغبة المكبوتة للسفر دفعت أعداد السائحين في جنوب أوروبا للعودة إلى مستويات ما قبل الوباء، لكن المنتجعات التي تعاني من قلة عدد الموظفين والمطارات المزدحمة في القارة أحبطت رغبة العديد من المصطافين في استراحة خالية من الإجهاد تحت أشعة الشمس.
وأضافت: أن نقص العمالة الحاد في قطاع السياحة خلال موسم الذروة بسبب نزوح العمال خلال فترات الإغلاق الافتراضي للصناعة في عام 2020، والانتعاش الجزئي والقليل للغاية في العام الماضي، أجبر مشغلي السياحة في إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال على زيادة الأسعار وقطع بعض الخدمات .
وبدورها، دعت تقديرات المنظمات المحلية والنقابات العمالية في أوروبا إلى ضرورة توفير أكثر من 400 ألف وظيفة في صناعة السياحة في جميع أنحاء دول منطقة اليورو الجنوبية، مؤكدة أن النقص في الموظفين أدى إلى إجهاد العديد من الفنادق والمطاعم إلى أقصى حد وأجبر آخرين على الإغلاق، مع تحمل السياح الذين يسافرون إلى منتجعات جنوب أوروبا العبء الأكبر من تكاليف وقود الطائرات المتصاعدة والاضطراب الشديد في العديد من المطارات.
ومن جانبها، قالت مارينا لالي، رئيسة الاتحاد الوطني الإيطالي للسفر والسياحة -في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز- إن نقص العمالة أصبح "المشكلة الأولى" التي تواجه القطاع بعد أن قرر العديد من العمال الذين تم منحهم إجازة أو فقدوا وظائفهم خلال الوباء مغادرة القطاع، موضحة أن وظائف السياحة في أوروبا انخفضت بنسبة 9.3 % في عام 2020، وفقًا لمجلس السفر والسياحة العالمي، ومع تفشي متغير أوميكرون من كورونا في أواخر عام 2021 فقد تقلص الطلب على الموظفين الجدد بشكل كبير، حيث انتقل العديد من الموظفين إلى وظائف تسليم الطلبات والنقل والبناء والتخزين وغيرها من الوظائف الأقل تأثرًا بالموسمية أو خطر حدوث موجة أخرى من كوفيد-19.
ومن جهتها، قالت كيت بريستون، التي اضطرت لإغلاق ثلاثة من ثمانية مطاعم كانت تديرها في إقليم كاتالونيا بإسبانيا، إن الوباء كان "ضربة قاصمة" لقطاع السياحة في برشلونة، لكنها تمكنت، بعد تقليص عدد موظفيها من حوالي 150 إلى 110 يعملون لمدة خمسة أيام في الأسبوع، من تجنب النقص الخطير في الموظفين. وأضافت أن العديد من عمال السياحة السابقين وجدوا "طرقًا أخرى لكسب العيش".