أصدر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، تعليمات للمسئولين بالتأهب للطوارئ وبذل قصارى جهدهم لتوفير المعلومات اللازمة بسرعة للشعب وضمان سلامة الطائرات والسفن، عقب إطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وقالت الحكومتان اليابانية والكورية الجنوبية- حسبما نقلته وكالة أنباء (كيودو) اليابانية- إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد يوم من إدانتها لمناورة عسكرية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية شاركت فيها حاملة طائرات أمريكية لإثارة التوترات الإقليمية.
وقال مسئولون يابانيون إن الصاروخين اللذين أطلقتهما كوريا الشمالية حوالي الساعة 1:47 صباحًا والساعة 1:53 صباحًا (بالتوقيت المحلي لليابان) سقطا خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان بعد قطع مسافة تقدر بنحو 350 كيلومترًا على ارتفاع بلغ أقصاه 100 كيلومتر.
من جهة أخرى، أجرى فوناكوشي تاكيهيرو رئيس مكتب الشئون الآسيوية بوزارة الخارجية اليابانية محادثات هاتفية منفصلة مع الممثل الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية سونج كيم مع الممثل الخاص لكوريا الجنوبية لشئون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية كيم جان، تداعيات إطلاق كوريا الشمالية المتكرر للصواريخ الباليستية، بما في ذلك إطلاق صاروخي اليوم.
واتفق الثلاثة على أن الإطلاق المتكرر للصواريخ الباليستية من قبل كوريا الشمالية منذ أواخر الشهر الماضي يشكل تهديدا ملحا للأمن الإقليمي وتحديا خطيرا للمجتمع الدولي، وأكدوا أن الدول الثلاث ستواصل العمل بشكل وثيق معا لتعزيز الردع في المنطقة وتحقيق نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بشكل كامل.
من جانبها، أكدت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أن عملية إطلاق كوريا الشمالية الأخيرة لصاروخين باليستيين لم تشكل أي تهديد مباشر لأفراد الولايات المتحدة أو أراضيها أو لحلفائها.
وذكرت القيادة - في بيان لها - أن عمليات إطلاق الصواريخ تسلط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لأسلحة الدمار الشامل غير القانونية لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية، مؤكدة أن التزامات الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان لا تزال صارمة /على حد وصفها/.
ويأتي الإطلاق الأخير لكوريا الشمالية صباح اليوم لصاروخين باليستيين والذي يعد السابع خلال إسبوعين، بعد ساعات من اختتام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات بحرية على مدى يومين قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية، وجاء أحدث اختبار، وهو الـ 25 هذا العام، بعد أيام من إطلاق الدولة المسلحة نوويا صاروخا باليستيا فوق الأرخبيل الياباني لأول مرة منذ خمس سنوات.
من جانبه، أفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى من منطقة قريبة من منطقة مونشون على ساحلها الشرقي، مع سرعة قصوى تصل إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت.
وعقد المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية اجتماعًا لمجلس الأمن القومي وحذر كوريا الشمالية من أن سلسلة تجارب الأسلحة التي تجريها قد تزيد من عزلها عن المجتمع الدولي وتؤدي في النهاية إلى زعزعة استقرار النظام.
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الشمالية انتقد أمس وجود حاملة الطائرات الأمريكية، قائلا "إن له تأثيرا سلبيا كبيرا على الوضع الإقليمي".
جدير بالذكر أنه لا توجد مؤشرات تشير إلى استعداد كوريا الشمالية لوقف تطوير أسلحة محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف حيال قيام كوريا الشمالية بمزيد من الأعمال استفزازية، بما في ذلك احتمالية تجربتها النووية السابعة والتي ستكون الأولى منذ سبتمبر 2017.
وكان رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون أكد في تصريح خلال شهر أغسطس الماضي أن بيونج يانج لن تخضع للعقوبات الاقتصادية الدولية وتعهد بأنه لن يتخلى عن الأسلحة النووية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من التهديدات العسكرية الأمريكية.