وزراء الداخلية العرب صحبة الرئيس التونسي
أقر مجلس وزراء الداخلية العرب خطة جديدة لتنفيذ الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، كما قرر باقتراح من المملكة العربية السعودية تفعيل آلياته لمكافحة المخدرات للحد من تداعياتها الوخيمة على الوطن العربي.
وفي ختام اجتماعه اليوم الأربعاء، بتونس، دعا المجلس إلى إنشاء فريق عمل للتبادل الفوري للمعلومات حول المخدرات والمؤثرات العقلية، وقرر المجلس أيضاً تعزيز جهوده في مواجهة الجريمة الإلكترونية، وتدعيم احترام حقوق الإنسان في العمل الأمني، وتدعيم التعاون في هذا الشأن بين أجهزة الأمن ومنظمات المجتمع المدني المعني.
وأجرى المجلس بعض التعديلات على أنظمته والهياكل التابعة له بما يتناسب مع التطورات في مجال العمل، وثمن المجلس التعاون القائم بين الأمانة العامة للمجلس وعدد من مؤسسات العمل العربي المشترك والمنظمات الإقليمية والدولية، وأكد أهمية تعزيزه لما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة.
وكان مجلس وزراء الداخلية العرب قد اجتمع اليوم بتونس في دورته الأربعين في أجواء مفعمة بالمحبة والود والإخاء، تسودها روح العزم على مواصلة تحقيق المكاسب الأمنية، والذود عن حِمى الوطن العربي، وضمان حقوق المواطنين والتصدي للمخاطر التي تهدد أمنهم وسلامتهم، والوقوف مع القضايا العادلة.
وعقد اجتماع اليوم تحت رعاية الرئيس التونسي قيس سعيد وافتتحه وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، بحضور الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الداخلية السعودي، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وقد شارك في الدورة وزراء الداخلية العرب، وممثلون عن عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى وفود أمنية عربية رفيعة المستوى.
وألقى عدد من الوزراء كلمات تطرقوا فيها إلى التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، وفي مقدمتها الإرهاب والمخدرات وجرائم تقنية المعلومات، والهجرة غير الشرعية وسائر أنماط الجريمة المنظمة عبر الوطنية، مؤكدين الحرص على مواصلة العمل على تعزيز وتطوير مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، وتحقيق المزيد من الإنجازات لما فيه توفير الأمن والاستقرار لشعوبنا العربية كافة.
واطلع المجلس على النجاح الباهر الذي حققته دولة قطر في تنظيم أكبر حدث رياضي عالمي، بطولة كأس العالم لكرة القدم (فيفا قطر 2022م) وهو النجاح الذي جاء نتيجة للإعداد المناسب والتحضير المبكر لهذه الفعالية العالمية الكبرى، وخاصة في الشق الأمني.
وهنأ أصحاب السمو والمعالي الوزراء دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا وأجهزة أمن على هذا النجاح المنقطع النظير المشرف لكل العرب، داعين الدول العربية وخاصة وزارات الداخلية وأجهزتها المعنية للاستفادة من هذه التجربة الفريدة التي تفوقت على التجارب العالمية السابقة وأصبحت مثالا يحتذى في تنظيم الفعاليات الكبرى.
وقرر المجلس منح وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة ـ أرفع وسام أمني عربي ـ للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر تقديرا لسياسته الحكيمة في تحقيق الأمن والاستقرار بما يعزز مسار التنمية والازدهار، ولدعمه للعمل الأمني العربي المشترك وتثميناً للنجاح الكبير الذي حققته دولة قطر في تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022م، واستثمارها للتعريف بالقيم الحضارية العربية والإسلامية.
وناقش المجلس عددا من القضايا والمواضيع الهامة واتخذ القرارات المناسبة بشأنها، كما اعتمد التقرير الخاص بأعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بين دورتي المجلس التاسعة والثلاثين والأربعين، معربا عن تقديره للدعم البناء الذي تلقاه الجامعة من الحكومة السعودية، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.