قام الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، باستقبال الدكتورة أندريا نولان رئيس جامعة أدنبرة نابيير الإسكتلندية، والوفد المُرافق لها نعومي جراهام نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، ود. إسلام شيحة رئيس قسم الهندسة والرياضيات بجامعة نابيير؛ لبحث سُبل دعم علاقات التعاون في المجالات العلمية والبحثية والتكنولوجية، بحضور د. أحمد الصباغ مستشار الوزير للتعليم الفني والتكنولوجي، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
في بداية الاجتماع أشاد د. أيمن عاشور بالتعاون المُثمر بين مصر والمملكة المتحدة على المستويين الأكاديمي والبحثي، والمُمتد عبر العقود، والذي انعكس مؤخرًا على تضاعُف عدد الجامعات البريطانية في مصر، مؤكدًا تطلع مصر لتعزيز هذا التعاون الذي ينعكس بشكل إيجابي على مختلف مجالات التعاون الثنائي.
كما أكد د. أيمن عاشور على الجهود الكبيرة للمكتب الثقافي المصري بلندن مجال التعاون الثقافي والعلمي بين مصر والمملكة المتحدة، وذلك في إطار العلاقات التاريخية والثقافية الوثيقة التي تربط بين البلدين، مثمنًا التنسيق والإعداد الجيد بين الوزارة والمكتب لهذه الزيارة عالية المستوى.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزير مجالات التعاون الناجحة بين مصر والجامعات البريطانية خلال الفترة الماضية، ومنها توقيع اتفاقية بين الوزارة والكلية الملكية للجراحين بأدنبرة، واعتمادها لخمس جامعات في مجال طب الأسنان كمراكز لاحتضان برنامج تأهيلي للزمالات المُتخصصة، فضلًا عن إنشاء مقر دائم للكلية الملكية للجراحين (RCSEd) بمصر لتكون مصر محورًا للامتحانات والزمالات في الشرق الأوسط، لافتًا إلى وجود عدد من أفرع الجامعات البريطانية في مصر، ومنها (فرع جامعة كوفنترى البريطانية، فرع جامعة هيرتفوردشاير، فرع جامعة لندن، فرع جامعة وسط لانكشاير).
وأكد الوزير اهتمام مصر بتدويل التعليم العالي، كمحور مهم للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي أطلقت في 7 مارس الماضى، وتتضمن 7 مبادئ رئيسية، وتستهدف تشجيع الاستثمار في التعليم، وفتح المجال لمزيد من الشراكات والاتفاقات مع دول العالم التي تمتلك تجربة مُتميزة في التعليم الجامعي ومن بينها الجامعات البريطانية.
وسلّط الوزير الضوء على رغبة مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا للتميز في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مع التأكيد على حرص القيادة السياسية على تعزيز دور البحث العلمي كمُحفز للنمو والتنمية، ويشمل ذلك تيسير إقامة شراكات جامعية، وإنشاء مزيد من الأفرع للجامعات البريطانية في مصر، مع أهمية أن ينعكس ذلك على تأهيل الكوادر وفقًا لاحتياجات سوق العمل، لافتًا إلى تشكيل التحالفات الوطنية في أقاليم مصر المختلفة كأحد أهداف إستراتيجية الوزارة لدعم التعاون الأكاديمي بين القطاعات المختلفة في الدولة المصرية؛ بهدف نقل التكنولوجيا وتعزيز ثقافة الاقتصاد القائم على المعرفة.
وخلال الاجتماع، أوضح د. أيمن عاشور أن إجمالي الجامعات التكنولوجية في مصر بلغ 10 جامعات تكنولوجية، وهي (القاهرة الجديدة التكنولوجية، الدلتا التكنولوجية، بنى سويف التكنولوجية، 6 أكتوبر التكنولوجية - برج العرب التكنولوجية - شرق بورسعيد التكنولوجية - طيبة التكنولوجية - أسيوط الجديدة التكنولوجية - سمنود التكنولوجية - مصر الدولية التكنولوجية)، مشيرًا إلى اهتمام الوزارة بمتابعة تطبيق الجامعات التكنولوجية لأحدث النُظم العالمية، وتجهيزها بأحدث المعامل والوسائط الرقمية والتقنية، وتقديم برامج دراسية تكنولوجية بينية مُتميزة، ومؤكدًا أن الوزارة لديها رؤية بإنشاء جامعة تكنولوجية في كل محافظة مصرية.
وأشار د. أيمن عاشور إلى أن الجامعات التكنولوجية في مصر تقوم على الشراكة بين الصناعة والمجتمع الأكاديمي، وتعتمد الدراسة في تلك الجامعات على التدريب العملي الذي تصل نسبته إلى 60% من المحتوى الدراسي، و40% للتعليم الأكاديمي، مشيرًا إلى أن البرامج التعليمية بتلك الجامعات تهدف جميعها إلى خدمة الصناعة الوطنية، لافتًا إلى نموذج الشراكة الناجح بين جامعة بني سويف التكنولوجية وجامعة كوريا للتكنولوجيا والتعليم (KOREATECH) وشركة سامسونج.
كما بحث الجانبات سُبل تقديم الدعم الفني للاعتماد لدرجتي الدبلوم والبكالوريوس بالجامعات التكنولوجية، وتقديم مناهج لبعض المسارات منها ( التكنولوجيا الحيوية، تكنولوجيا الزراعة الخضراء)، فضلًا عن تقديم تدريب لأعضاء هيئة التدريس (😭)، والعديد من البرامج البينية التى تعتمد على العلوم التطبيقية والربط بالصناعه، وفي هذا الصدد، شدد الوزير على اهتمام الوزارة بتأهيل الطلاب لسوق العمل وإمدادهم بالمهارات والجدارات التي يحتاجونها، وتحقيق الربط بين الجامعة والصناعة.
ومن جانبها، أشادت د. أندريا نولان بالطفرة التي حققتها مصر في منظومة التعليم العالي خلال السنوات الأخيرة، مشيرًة إلى أنها ستعود بتأثير إيجابي كبير في تقديم الخدمات التعليمية لكل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأكدت على أن الجامعة تهتم بدورها في تأهيل الطلاب وتوفير خدمات تكنولوجيا المعلومات والأنشطة والفرص المختلفة التي تسمح لهم بمتابعة مهاراتهم وممارسة مواهبهم.
وأوضحت رئيس جامعة أدنبرة نابيير أنه من المقرر ان يستكمل الوفد زيارته الرسمية لمصر بزيارة عديد من الجامعات المصرية، من ضمنها جامعة الإسكندرية، والاكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا؛ لبحث سبل التعاون، وعمل درجات علمية مشتركة فى برامج دراسية ذات تخصصات بينية مما يتسق مع خطة الوزارة الإستراتيجية.
جدير بالذكر، أن جامعة نابيير تعد أفضل جامعة إسكتلندية حديثة، وفقًا لتصنيف الجامعات الدولية 2021، من حيث القوة البحثية والأبحاث، وتأثير البحث، حيث تم تقييم أكثر من ثلثي أبحاثها على أنها ممتازة دوليًا، وفي عام 2015، حصلت الجامعة على جائزة الملكة السنوية نظير عملها المشهود له دوليًا في مجالات (الهندسة الأخشاب، والبناء المُستدام، وعلوم الأخشاب)، وتعتبر من الجوائز المرموقة لقطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة لتأثير البحث على الأعمال والصناعة والبيئة والمجتمع، وطنيًا ودوليًا.