وزير الخارجية
أكد سامح شكري وزير الخارجية، سعادته للمشاركة في القمة السعودية الإفريقية الأولى، التي تهدف لتعزيز أطر التعاون بين المملكة العربية السعودية والدول الأفريقية الشقيقة، المنعقدة اليوم الجمعة في الرياض.
ونقل "شكري"، تحيات الرئيس السيسي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن اجتماع اليوم يُركز على مناقشة العلاقات الاقتصادية بين الدول الأفريقية والسعودية، إلا أنه يود أن يستهل كلمته بتناول الأوضاع شديدة الخطورة في غزة، والتي باتت تمثل كارثة إنسانية حقيقية نتيجة استخدام غير مسبوق للآلة العسكرية، وانتهاج متعمد لسياسة العقاب الجماعي وإجراءات التجويع والحصار، وهو الأمر الذي لا يُمكن قبول استمراره.
وجدد وزير الخارجية، الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار، وتأمين النفاذ الكامل للمُساعدات الإنسانية والإغاثية، مع التأكيد على الرفض القاطع لدعاوى التهجير القسري للمواطنين في غزة، والحاجة للبدء في مسار سياسي مستند إلى أسس حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الحالية.
وأشار "شكري"، إلى أن مصر والسعودية تجمعهما علاقة أخوية وتاريخية مثلت نموذجًا للشراكة الاستراتيجية، وأساسًا لدعم سبل الاستقرار والأمن في المنطقة ككل؛ كما تعتز مصر بانتمائها الأفريقي، وتسهم في تعزيز الثقل الذي تتمتع به القارة الإفريقية، وتأثيرها في كافة القضايا على المستويين الدولي والإقليمي.
وقال وزير الخارجية، إن مصر تتفاعل بشكل جاد مع كافة التحديات على الساحة الأفريقية على المستويات الأمنية والسياسية والتنموية، وتعمل على حمل لواء والدفاع عن المصالح الإفريقية في كافة المحافل.
وذكر: "تُسخر مصر رئاستها الحالية للوكالة الإنمائية للاتحاد الأفريقي، لدراسة كافة السبل الممكنة لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية وتنفيذ أهداف أجندة ٢٠٦٣ التنموية، وبالمثل تأتي ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الأفريقي لتعكس الاقتناع بأنه لا تنمية بدون أمن، وتعمل مصر على تنفيذ عدد من البرامج الرائدة في هذا المجال في مناطق الصراعات بالقارة".
وأكد "شكري"، أن مصر لم تألو جهداً في المساهمة في تنفيذ المشروعات الواعدة بالدول الأفريقية الشقيقة بالاستفادة من إمكانيات شركات القطاع الخاص المصري، والتي أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات عملاقة، بمواصفات دولية على أرض أفريقية، وعلى رأسها مشروع سد "جوليوس نيريري" في تنزانيا.
وصرح وزير الخارجية، بأن مصر تستمر في مخاطبة المجتمع الدولي للتعاطي بشكل أكثر فاعلية مع التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة الأفريقية، وأهمها:
أولاً: الحاجة لوضع آليات لتخفيف عبء الديون وبما يراعي تأثير الأزمات المتلاحقة على اقتصاديات دولنا.
ثانياً: ضرورة العمل على إصلاح مؤسسات التمويل الدولية لتكون
أكثر تعبيراً عن احتياجات الدول الإفريقية ومراعاة لظروفها.
ثالثاً: أهمية تكثيف الاستثمارات في مجالات التحول الصناعي وتعزيز الإنتاجية الزراعية بما يحول دون استغلال مواردنا الطبيعية بشكل لا ينعكس على شعوب القارة.
رابعاً: ضرورة الحفاظ على انفتاح حركة التجارة العالمية بما في ذلك عبر الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية.
وثمن "شكري"، في نهاية كلمته بدعوة السعودية لعقد قمة اليوم، والمشاركة رفيعة المستوى من الجانب الأفريقي التي تعكس الحرص على تعظيم الاستفادة المُتبادلة مما لدينا جميعاً من إمكانيات اقتصادية.
وأختتم قائلًا: "حرصت على تقديم رؤية مصر بشأن الأولويات التي يقدر أهمية التركيز عليها لتحقيق الاستفادة المثلى من أطر التنسيق القائمة بيننا، وبما يُسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب القارة التنموية".