جرمين عامر تكتب: الاحتياط واجب.. "إن كيدهن.. لديجيتال"

جرمين عامر

جرمين عامر

لم تكن .. هناك اي مبالغة من الله عز وجل في سورة سيدنا يوسف عليه السلام

عندما .. وصف انتقام المرآة وعنفها ضد الرجال او ثورتها علي القيود المجتمعية

بان كيدهن عظيم

 

فاغلب جرائم المراة .. ترتكب ضد الزوج او الحبيب.

بدافع الانتقام او لدوافع مادية ناتجة عن معاناة من المشاكل الاسرية.

ايضا بدافع الحرمان العاطفي الذي يسببه لها الشريك.

 

فتتخلي المرآة .. للحظات عن مواصفاتها الانثوية من ضعف ورقة ورحمة.

ليسيطر علي عقلها .. آله الشر والعنف "ست" عند قدماء المصريين.

فيوحي لها بالجريمة كاملة .. فتحكم التدابير والمكائد والحيل

لتتمرد علي معاناتها ..

وتنتقم ..

فتنتصر ظاهريا ..  

علي كل الظروف المادية او المعنوية التي وضعها فيها الشريك والمجتمع.

 

وفي عصر الثورة التكنولوجية

اصبحت الشريرة ديجيتال .. ارستقراطية وعصرية ..

صاحبة .. انامل تخريبية عالية المهارة.

يملئها .. الحقد والغيرة والحسد والتمرد .. علي الظروف والمجتمع والشريك

فتسخر .. مهارتها التكنولوجية من برامج وتطبيقات لارتكاب جرائمها.

وتستثمر معرفتها الوثيقة بعلوم الحاسب الآلي والتطبيقات الحديثة

لتحكم .. قبضتها علي ضحاياها وتصل لاهدافها

فتتفوق بجدارة علي زوزو ماضي في فيلم "سيدة القصر" ومني داغر في فيلم "شاطئ الغرام"

 

كيد الشريرة الديجيتال عظيم  

فالسم المعلوماتي .. سلاحها القاتل

يسري ببطي .. في دماء ضحاياها

وتلف باناملها الناعمة .. لتطبق علي اجساد واعناق الضحايا

فلا تدع لهم .. مجال للهرب

فتشل حركتهم

ليستجيب الضحايا مهما حاولوا الهروب. 

 

الابتزاز الالكتروني .. ببساطة

ينفذ بعمق الي اخلاقيات المجتمعات والخوف من الفضيحة.

لتفتح الستار .. علي مسرح الجريمة المعلوماتية 

فنجد .. الشريرة الديجيتال

تمارس جرائم النصب والاحتيال والسرقة والابتزاز بمنتهي الدقة والاحترافية

وتفتك بضحاياها بدافع الانتقام او الحقد او الحصول علي اموال.

 

احدث جريمة ابتزاز الكتروني.

نشرت بموقع العربية في مارس 2022 .

وكشفت عنها التحقيقات الجنائية الإلكترونية بوزارة الداخلية المصرية.

بطلتها فتاة تدعي "علياء" جميلة الملامح تبدو هادئة الطبع.

تبلغ من العمر 35 عام, تسكن بكفر بدماص بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية.

 

قدم .. ضدها عدد من البلاغات

تتهمها .. فيها بالابتزاز الالكتروني والتهديد وتشوية السمعة وافساد علاقات الضحايا الزوجية.

 

فقد كانت هواية "علياء" .. ارسال طلبات صداقة علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

لعدد من السيدات والاطفال والرجال المعروفين داخل المجتمع الريفي بمدينة شربين. 

ومن خلال نفوذها الي داخل دوائر معارفهم الشخصية.

واطلاعها علي اسرارهم.

ومعرفتها بمناسباتهم الاجتماعية والمهنية.

 

بدأت "علياء" .. تستغل صورهم وتقوم بارسال رسائل ومحادثات الخاصة بهم.

وتلاحقهم .. برسائل وصور وفيديوهات مفبركة لهم.

تهديدات .. لتشوية سمعتهم وافساد علاقاتهم الزوجية.

وتقوم .. بعدها بابتزازهم عن طريق طلب مبالغ مالية.

وصلت الي 600 الف جنيه مصري

مقابل التستر عليهم وعدم افشاء اسرارهم او نشر صورهم او فيديهاتهم او محادثاتهم.

 

ونظرا .. لطبيعة البيئة الريفية والمجتمع المغلق بمدينة شربين.

رضخ .. عدد من الضحايا لهذا النوع من الابتزاز.

واستجاب .. لطلبات علياء المالية.

مما جعلها .. تكرر عملية الابتزاز اكثر من مرة ولاكثر من شخص.

الا ان قام احد الضحايا بتقديم بلاغ في مباحث الامن ضد "علياء".

 

وعلي اثر هذا البلاغ وعقب اجراء التحريات اللازمة.  

كشفت التحقيقات : ان "علياء" تقوم بفبركة روايات عن هؤلاء الضحايا وارسالها لاصدقائهم عبر الفيسبوك. تتهمهم .. فيها بتعاطي المخدرات والاتجار بها

وايضا تهم اخلاقية تتنافى مع طبيعة المجتمع. 

فضلا عن السب والقذف لهؤلاء الضحايا علي صفحاتهم علي الفيسبوك. 

 

واستمرت هذا التهديد لعدة سنوات دون ابلاغ السلطات. 

الا ان قامت "علياء" بمساومة ضحية منهم علي مبلغ 600 الف جنيه مصري. 

وكان هذا الشخص هو صاحب البلاغ الاول.

وتوالت بعده البلاغات الاخري.

لتقدم "علياء" كمتهمة الي المحكمة

بتهمة الابتزاز الالكتروني في مارس 2022

 

الي هنا ..

قد تبدو القصة غريبة علي فتاة ريفية بسيطة.

كسرت القيود المجتمعية وتحصنت بسلاح عابر للحدود.

ولكن المدهش والمخيف.

ان كيدهن ديجيتال عظيم.

 

فالمراة .. تدخل الي مسرح الجريمة الالكترونية .. باقدام دون خوف او تردد

فقد كشف تقرير اصدره The Gender Equal CyperCrime UnderGround – المساواة بين الرجل والمراة في الجريمة الالكترونية.

  • ان المجرم المعلوماتي لا جنس له.   فتتساوي نسب الشر والعنف بين المجرم سواء رجال او نساء. 
  • الاختلاف الوحيد هو مهارات المجرم المعلوماتي وقدرته علي التحايل والنفوذ الي الضحية.
  • كما اكد التقرير ان النسب الحالية للجريمة الالكترونية النسائية تبلغ نحو 30%. وذلك نتيجة طبيعية للثورة التكنولوجية وانتشار العلوم المعلوماتية الحديثة والهندسة الالكترونية والذكاء الاصطناعي.

 

عزيزي المتابع

احترس فكيدهن ديجيتال

علي مسرح الجريمة .. عابرة الحدود