انطلقت صباح اليوم بمحافظة أسيوط مبادرة الألف يوم الذهبية بتكليف من الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان لحل القضية السكانية من خلال تحسين الخصائص السكانية للأسر المصرية والتى ستساهم فى تحقيق التنمية وتخفيض معدلات الإنجاب وصحة الأم والطفل أثناء الحمل والولادة وحتي نهاية العام الثاني للطفل.
مبادرة الألف يوم الذهبية
وخلال تصريحاته أكد الدكتور محمد زين الدين حافظ وكيل وزارة الصحة بأسيوط ان مبادرة الألف يوم الذهبية من أهم المبادرات التى تستهدف بناء الإنسان المصري وتحسين الخصائص السكانية حيث إنها تستهدف أول وأهم 1000 يوم من حياة الإنسان حيث انها المسئولة عن تكوين 85٪ من قدرات الطفل العقلية والنفسية والجسدية خلال هذه الفترة الحيوية، وتشمل الألف يوم الذهبية فترة الحمل 270 يومًا بالإضافة إلى أول سنتين من الحياة التي هى 730 يومًا، وذلك من خلال رفع الوعى الصحى والمتابعة الدورية والتدريب المهاري لدعم الولادة الطبيعية في غياب أسباب طبية للولادة القيصرية وتحسين مخرجات رعاية حديثي الولادة الصديقة للام والطفل .. مشيراً إلي أن المبادرة قائمة على 3 محاور أساسية متمثلة في المحور الاول ويشمل المشورة الأسرية المتكاملة لتحسين الخصائص السكانية ومخرجات الألف يوم الذهبية، والمحور الثاني ويهدف الي دعم الولادة الطبيعية الآمنة وتخفيض القيصرية غير المبررة طبيا اما الثالثة فتهدف الي تطبيق آليات المستشفى صديق الأم والطفل، إضافة لتحسين مخرجات حديثي الولادة وتطبيق الحضانة صديقة الأم والطفل.
من جانبه أوضح دكتور احمد سيد موسي وكيل مديرية الصحة للشؤون الوقائية بأسيوط أن وزارة الصحة تهدف إلى تدريب مقدمي المشورة الأسرية من فئات العاملين في وزارة الصحة او خارجها، وتم اختيار فئات " الصيادلة – أطباء الأسنان – أطباء العلاج الطبيعي – فرق التثقيف الصحي - والمدرجين بالخدمة الاجتماعية"، لكى يكون لدى المبادرة عدد وفير من مقدمى المشورة الأسرة، والذين يقدموا الخدمة فى غرف المشورة الصحية والتى وجهت وزارة الصحة بتوفيرها فى كافة وحدات ومراكز الرعاية الأولية ضمن المبادرة.
مؤكداً أن مقدمى المشورة الأسرية يقومون برفع الوعى الأسرى وفقًا لجدول زمني علي مدي سنتين، من خلال تقديم الرسالة السكانية المبتكرة والحقوقية لتنمية الأسرة المصرية فالمبادرة تساعد السيدات على اتخاذ قرار الإنجاب فى الوقت المناسب بشرط أن يكون القرار مبنى على دليل ودراسة وعلى دراية بكافة حقوق الطفل، كما يدعم مقدمى المشورة الأسرية برنامج للحفاظ على صحة الأسرة وتماسكها ووعيها بداية من مشورة ما قبل الزواج وحتى نهاية العام الثانى من عمر الطفل، وذلك إلى جانب رفع الوعى التربوى لمساعدة الأم على كيفية تربية الأطفال والحفاظ عليهم خاصة فى فترة الألف يوم الذهبية.
فيما أشارت دكتورة منة الله مصطفى مدير إدارة الأمومة والطفولة بصحة اسيوط لوجود تكامل في إجراء فحوصات ما قبل الزواج والحصول على المشورة الأسرية الصحيحة لتكوين أسرة ناجحة، وألية التكامل بين الزوجين في البيت الواحد، والتعامل مع المشاكل الأسرية التى تطرأ خلال السنة الأولى من الزواج، ومساعدتهم على اختيار وقت انجاب الأطفال والمسافة بين كل طفل والثاني للحفاظ على صحة الأطفال والتى ستساهم فى تكوين جيل خالى من الأمراض.
موضحة أنه يجب أن تستعد الأم نفسيًا وجسديًا قبل اتخاذ قرار الحمل حيث أن 47% من السيدات فى عمر الإنجاب تعانى من أنيميا نقص الحديد والتى تؤثر على تكوين عقل الجنين وبالتالى تؤثر على ذكائه، وتجعل قدرته على الأداء المدرسى ضعيفة، لذلك يجب علاج الأنيميا قبل الحمل في حين أن فترة علاج الأنيميا لا يجب أن تقل بأى حال من الأحوال عن 6 أشهر إذا لم يكن عام كامل.
زواج الأقارب أيضًا مشكلة كبرى فى مصر والذى يمثل 33% من الزيجات وهو من أهم أسباب العيوب الخلقية والأمراض الوراثية، لذلك يتم توعية السيدات بخطورة زواج الأقارب وإذا استدعى الأمر لإتمام الزواج يجب التأكد من عدم وجود أمراض وراثية لدى الزوجين من خلال تحاليل فحوصات ما قبل الزواج التى تقوم بها وزارة الصحة والسكان، كما يتم النظر فى التاريخ المرضى للأسرة والتأكد من عدم وجود التهابات فى الجهاز البولى لدى السيدات والتى ينتج عنها ولادة مبكرة تستدعى دخول الأطفال للحضانة نتيجة إصابة الأطفال بإلتهاب رئوى وراثى.... وتقوم المبادرة بتوصيل المشورة للسيدات لحمل سليم وحثها على ضرورة الولادة الطبيعية وعدم اللجوء للولادة القيصرية بدون سبب طبى لعدم ولادة أطفال مبتسرين، كما تؤكد المبادرة على حق الطفل فى تغذية سليمة خلال العامين الأولين من عمر الطفل منهم أول 6 أشهر رضاعة مطلقة ثم التغذية التكميلية، وتؤكد المبادرة أيضًا على حق الطفل فى الحصول على تربية الإيجابية السليمة، بالإضافة إلى حقه فى عدم إنجاب طفل ثان قبل انتهاء مدة العامين والتى قد تؤدى إلى إصابة الطفل الأول بالتوحد، حيث أنه يزيد الإصابة بالتوحد بنسبة 3 أضعاف لدى الأطفال الذى تلد أمهاتهم طفل أخر قبل سن العامين مقارنة بالأطفال الذين لم تلد أمهاتهم أطفال أخرين فى تلك الفترة.
من جانبها أوضحت دكتورة نهي عبد الله مسئول المبادرات الصحية بأسيوط أنه فى مبادرة الألف يوم الذهبية نؤكد أنه بخلاف المخاطر الصحية التى قد تتعرض لها الأم نتيجة الولادة القيصرية والتى تتمثل فى الإصابة بالمشيمة المتوغلة والعرض للنزيف أثناء الولادة وقد تصل إلى استئصال الرحم، فإنه يتم حرمان الطفل من مزايا الولادة الطبيعية والتى تشمل تقليل نسبة الإصابة بأمراض الربو والحساسية، وتقليل نسب الإصابة بالتقزم والتوحد ورفع معدلات الذكاء والأداء المدرسى، حيث أن الأطفال الذين يتم ولادتهم طبيعيًا يتعرضون للبكتيريا الحميمة أو ما يطلق عليها "ميكروبايوتا" والتى يتعرض لها الطفل أثناء الولادة الطبيعية وبدورها تعطى المخ اشارات صحية هرمونية لتنشيط نمو خلايا المخ لتحسين الأداء المدرسي والبعد عن التوحد كما إنها تساعد الغدة التيموسية على تأدية دورها بشكل سليم وتمنع حدوث أى أمراض مناعية، كما إنها تمنع دخول الميكروبات للجهاز الهضمى للطفل.
وأكدت أن خطة مديرية الصحة بأسيوط لزيادة معدلات الولادة الطبيعية وتقليل القيصريات واضحة وتقوم علي تدريب أطقم التمريض لكى يكونوا قابلات مؤهلين للقيام بالولادة الطبيعية الامنة، كما يتم تدريب الأطباء على الولادات الطبيعية والحالات التى تستدعى إجراء الولادات القيصرية، وذلك بالإضافة إلى حوكمة الولادة القيصرية من خلال الدولة ممثلة فى وزارة الصحة للتأكد من الحملات الرقابية على المنشأت الصحية للتأكد من الالتزام بتوجيهات الوزارة بشأن الحد من الولادات القيصرية.
وخلال تصريحاته أشار المعتصم بالله السيوطي مدير المركز الإعلامي بصحة اسيوط في بيان صادر ان مديرية الصحة بأسيوط أعدت بعض الإجراءات لضمان حصول الأطفال على تغذية سليمة حيث يتم دعم الأطباء فى وحدات الرعاية الأولية لوصف العلاج المناسب لتغذية السيدات خلال فترة الحمل ومنها أدوية الحديد، كما يقوم مقدمى المشورة الأسرية بالتأكد من حصول الأم على العلاج اللازم وكذلك حصول الأطفال على التطعيمات الإجبارية فى موعدها، كما يتم قياس الطفل فى الزيارات الدورية للتأكد أن مقاساته سليمة، وفى حال اكتشاف بوادر تقزم أو قصر قامة أو كان يعانى الطفل من نقص أو زيادة فى الوزن يتم تحويل الطفل للطبيب المختص للحصول على العلاج المناسب.
وأكد البيان الإعلامي أن هدف المبادرة هو القضاء على مسببات الإصابة بالأمراض والمضاعفات الصحية الناتجة عن القيصريات أو الممارسات الخاطئة من جانب أفراد الأسرة، حيث أن الأسر المتوسطة تنفق 45% من دخلها على الصحة والتعليم فى مصر.