شبح الحرب يخيم على المنطقة.. وقبرص ملاذ آمن لعمليات الاجلاء

مطار قبرص

مطار قبرص


 

يبدو ان الحرب تقترب وبدأت تلقى بظلالها على المنطقة، فبسبب التوتر والتصعيد في الشرق الأوسط، ألغت الكثير من شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل.

وتعد قبرص الآن بلد عبور مهم، ويمكن أن يصبح هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي ملاذا آمنا لعمليات الإجلاء من المنطقة، فى ظل أجواء الحرب التى تخيم على الشرق الأوسط.

وتستعد قبرص لعمليات إجلاء واسعة للرعايا الأجانب من لبنان عبر مطار بيروت


منذ التصعيد الأخير في الشرق الأوسط تتجه الأنظار إلى قبرص، التي لعبت دورا مهما في نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أيضا. 

والآن يمكن أن تصبح هذه الجزيرة ملاذا آمنا لعمليات الإجلاء وللاجئين من منطقة الأزمات هذه.

وهناك الكثير من المسافرين الذين حطت طائراتهم في قبرص، لأنها لم تستطع متابعة رحلاتها إلى إسرائيل.

فقد أجلت أو ألغت حوالي 20 شركة طيران عالمية رحلاتها من وإلى مطار بن جوريون في إسرائيل. 

وبذلك أصبحت قبرص هذه الجزيرة الواقعة في شرقي بحر المتوسط، محطة توقف مهمة للمسافرين الإسرائيليين.

 والمسافرون الإسرائيليون العالقون في الخارج يُنصحون بالتوجه إلى قبرص أو إلى اليونان، ومن هناك تعيدهم طائرات شركات إسرائيلية إلى إسرائيل.

وفي الأثناء أصبح مطار لارنكا أهم مركز عبور (ترانزيت) للمسافرين على متن طائرات شركات الطيران العالمية مثل لوفتهانزا الألمانية، التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل.

وأكد وزير النقل القبرصي، ألكسيس فافياديس، قبل أيام في تصريحات لوكالة الأنباء القبرصية (CNA) أنه "ستتم المحافظة على استمرار رحلات الطيران بين قبرص وإسرائيل".


 وأكد الوزير القبرصي على التزام بلاده بالحفاظ على استمرار السفر من وإلى إسرائيل رغم التوترات الأخيرة في المنقطة.

العودة.. عبر قبرص

ويجري الآن تسيير 14 رحلة جوية بين إسرائيل وقبرص يتم من خلالها نقل حوالي 4 آلاف مسافر يوميا.


 وقبل التوتر الأخير في المنطقة كانت 10 شركات طيران تسير رحلاتها عبر هذا الخط، لكن الآن أوقفت شركتان رحلاتها بين إسرائيل وقبرص. 


وخمس شركات طيران من الشركات الثماني الباقية إسرائيلية، وواحدة لإسرائيل حصة فيها والشركتان الأخريان هما: رايان إير، والخطوط الجوية القبرصية. 

وحتى الآن لم تتأثر الرحلات من قبرص إلى مطار بيروت، وتتم بشكل طبيعي.

وبالنظر إلى المخاوف من التصعيد المحتمل في الشرق الأوسط، تسود حالة تأهب قصوى في بعض المؤسسات الرسمية المسؤولة في قبرص، التي أعلنت استعدادها لأن تصبح ملاذا آمنا لعمليات إجلاء المواطنين الأجانب من منطقة الحرب في الشرق الأوسط. 


وأعلنت بلدان مثل ألمانيا وبولندا عن نيتها إجلاء مواطنيها من إسرائيل ولبنان عبر قبرص إذا لزم الأمر.

تنسيق وثيق مع ألمانيا

أكد وزير الخارجية القبرصي، كونستانتينوس كومبوس، في بيان مكتوب أصدره في شهر مايو الماضي، أنه قد وضعت اللمسات الأخير من أجل تنفيذ ما يعرف بخطة "إستيا ESTIA" إذا اضطر الأمر إلى ذلك. 


وهذه الخطة التي دخلت حيز التنفيذ لأول مرة في أكتوبر 2023، تحدد إجراءات استقبال وإيواء وإعادة مواطني دول ثالثة ممن يغادرون مناطق الأزمات.

وبالإضافة إلى ذلك فعّلت قبرص خطة ثانية تسمى "نافكراتيس NAFKRATIS" تتعلق بترحيل مواطني دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى من لبنان أو إدارة تدفق اللاجئين عبر البحر إلى قبرص.

وفيما يتعلق بلبنان، تنسق الحكومة القبرصية بشكل وثيق مع كندا وألمانيا، حيث يقيم الكثير من رعايا هاتين الدولتين في لبنان. 


والآن هناك موظفون من خلية الأزمة في وزارتي الخارجية الألمانية والكندية، في ميناء لارنكا القبرصي، من أجل العمل على إجلاء رعايا البلدين بأعداد كبيرة من لبنان في حال التصعيد في الشرق الأوسط. كذلك أعلن سلاح الجو الألماني استعداده للمشاركة في عمليات الترحيل.

تهديدات حسن نصر الله

ونظرا لقرب قبرص الجغرافي من الأحداث في الشرق الأوسط، أصبحت هي أيضا هدفا محتملا. ففي 19 يونيو 2024 أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله، أنه سيتم اعتبار قبرص «جزءا من الحرب» إذا استخدمت إسرائيل القواعد والمطارات القبرصية لمهاجمة لبنان.


وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالإضافة إلى عدة دول عربيية.


 

كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

ومنذ تلك التهديدات دائما تكرر الحكومة القبرصية تأكيدها بأنها لن تقدم الآن ولا مستقبلا تسهيلات عبر مرافق البلاد لممارسة أعمال عدائية ضد بلدان أخرى.


وأكد وزير الخارجية القبرصى على حيادية بلاده في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل نهاية شهر يوليوالفائت، وقال: "أبدا لم تكن قبرص جزءا من الأزمة، وإنما وكما هو معروف دوليا، هي جزء من الحل".


قبرص لن تستأجر سفنا للإجلاء

مؤخرا صححت الحكومة القبرصية تصريحا لوزير النقل الإسرائيلي، ميري ريغيف، بشأن مساعدة اليونان وقبرص في إجلاء المواطنين الإسرائيليين. 

وكان الوزير الإسرائيلي قد صرح بأن بلاده يمكن أن تطلب من "السفن في أثينا باليونان وفي لارنكا في قبرص" المساعدة في نقل المواطنين الإسرائيليين العالقين في البلدين بحرا إلى إسرائيل.

لكن الناطق باسم الحكومة القبرصية، كونستانتينوس ليتمبيوتيس، نفى ذلك وأوضح أن السفن التي يمكن أن تقوم بمثل هذه العملية، هي تلك المستأجرة من إسرائيل وليس من قبل فبرص، ولا ينبغي ربط ذلك بخطة قبرص "ESTIA" لإجلاء الرعايا من المناطق الخطرة.
المصدر: دويتش فيله 

يمين الصفحة
شمال الصفحة