فى قراءة لصحيفة معاريف الإسرائيلية الصادر صباح اليوم الجمعة فى تل ابيب نعرض البعض المقالات التى تهتم بالوضع فى المنطقة وخاصة لسان الحرب على غزة .. فنطالع مقالاً بقلم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إسحاق بريك، بعنوان «كان من الممكن أن نهزم حماس بالفعل، لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه جانتس وآيزنكوت».
يقول الكاتب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قام «دون قصد بالعمل لصالح إيران وحزب الله عبر استمراره في الحرب»، إلى ما وصفه بـ «حرب الاستنزاف» التى ستؤدي إلى «انهيار إسرائيل وليس حماس».
وأضاف بريك: لقد اجتمعت مع نتنياهو ست مرات خلال حرب السيوف الحديدية، ووجدت أنه يدرك جيداً أنه لا توجد إمكانية لسحق حماس سحقاً كاملاً، ومع ذلك استمر بالقول إن إسرائيل ستواصل القتال.
تصريحات نتنياهو موجهة للناخبين
وأشار الكاتب إلى أن تصريحات نتنياهو موجهة لناخبيه الدائمين، وإلى اليمينيين المتطرفين الذين يشاركونه في الائتلاف، والعديد من الآخرين الجاهلين، الذين تأسر قلوبهم كليشيهات مثل هزيمة حماس بالكامل.
وأضاف بريك أنه لا يوجد في قلب نتنياهو أي أهمية لمصلحة الشعب ولا أمن الدولة، بل فقط هناك مصلحته الشخصية ورغبته في البقاء في السلطة مهما كان الثمن.
يستحق الانتباه
ولفت الكاتب إلى أن ما وصفه بـ «حرب الاستنزاف المستمرة بين إسرائيل وحماس وحزب الله لا تؤدي إلى انهيار حماس، وبالتأكيد ليس حزب الله، بل العكس هو الصحيح».
موضحاً أن هذه الحرب «تهدد بانهيار دولة إسرائيل في عدة مجالات مختلفة».
ويستعرض الكاتب أربعة مجالات محددة بحسب قوله:
أولاً: «جنود الاحتياط، الذين يتم استدعاؤهم مراراً وتكراراً، ويعانون من إرهاق شديد؛ لأنه لا يوجد لهم بدلاء نتيجة لتقليص ست فرق خلال العشرين سنة الماضية، ما يُنذر بخطر فقدان جيش الاحتياط خلال فترةٍ قصيرة».
ثانياً: «حرب الاستنزاف المستمرة منذ عام تقريباً، ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي. واليوم تعاني إسرائيل من عجز يتجاوز 8 في المئة، ويخشى مسؤولون في وزارة المالية أن يصل العجز عام 2024 إلى 9 في المئة».
ثالثاً: «تحولت إسرائيل إلى دولةٍ منبوذةٍ ومعزولةٍ بسبب الحرب المستمرة، حتى أن أصدقاءها في دول أوروبا باتوا يديرون ظهورهم لها».
رابعاً: «حرب الاستنزاف ألحقت أضراراً قاتلةً بالوحدة الوطنية، حيث تتأجج الكراهية بين شرائح الشعب، وتبدو أحياناً كأنها قد تشعل حرباً أهلية»، بحسب إسحاق بريك.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن «كل هذه العوامل تخدم مصالح حزب الله وإيران، عندما يقدم لهم نتنياهو وزملاؤه انهيار الدولة على طبق من فضة».