الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير

بدأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، مشروعًا لترميم واجهة قصرها التاريخي في حرم الجامعة بميدان التحرير.

يُعد القصر أقدم مبنى في الحرم الجامعي، حيث يمتد تاريخه لأكثر من 150 عامًا، ويعتبر جزءًا أساسيًا من تاريخ الجامعة ومراحل تطورها.

القصر رمز تاريخي ومعماري

بُني القصر في الأصل كمسكن خاص لخيري باشا في أواخر القرن التاسع عشر، واستخدم لاحقًا كمقر لوزارة المعارف خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل.

يعتبر المبنى أحد أهم المعالم التاريخية في مصر، وقد تم إدراجه في السجل القومي للمباني التراثية منذ عام 2007. يميز هذا القصر دمج الطرز المعمارية الأوروبية مع الطراز المحلي، مما يعكس التوجهات المعمارية لمساكن النخبة في القرن التاسع عشر.

تدهور الواجهة التاريخية وأهداف الترميم

في تصريحات خالد طرابيه، المهندس المعماري للجامعة، تم تسليط الضوء على التدهور الذي تعرضت له الواجهة الرئيسية للمبنى بمرور الوقت.

فقد فقدت الواجهة الكثير من مظهرها الأصلي، كما تأثرت الألوان والطلاء، مما جعل عملية الترميم أمرًا بالغ الأهمية.

ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل واجهات القصر والنوافذ وإصلاح الأجزاء المتضررة باستخدام التقنيات الحديثة بالتعاون مع استشاريين ومقاولين متخصصين.

التحديات والتفاصيل التقنية لمشروع الترميم

أكد طرابيه أن العمل سيشمل إصلاح الواجهات الخارجية المطلة على الشوارع، يليها ترميم بقية الواجهات.

وتعتبر الأضرار التي لحقت بالواجهة نتيجة لعوامل الزمن، مثل الفراغات والفجوات التي تتطلب ملء دقيق، واختفاء الزخارف الأصلية، مثل الفسيفساء المدفونة تحت طبقات من الطلاء.

وأضاف أنه يتم حاليًا استخدام صور فوتوغرافية تاريخية لتحليل أنماط الطلاء والحجر المستخدم في الواجهة، بهدف إعادة القصر إلى حالته الأصلية. كما يتم تنفيذ عملية توثيق إلكتروني شاملة، وهي الأولى من نوعها للمبنى.

القصر قيمة تاريخية وتعليمية

في سياق المشروع، أشارت دليلة الكرداني، المهندسة الاستشارية للمشروع، إلى أن قصر خيري باشا يعد من أبرز المعالم المعمارية ليس فقط بسبب قيمته التصميمية، ولكن أيضًا لما يمثله من أهمية تاريخية ورمزية في تاريخ التعليم في مصر.

فقد كان هذا القصر مقرًا لوزارة المعارف، وفي وقت لاحق استضاف الدروس في أول جامعة بمصر، التي أصبحت الآن جامعة القاهرة.

كما أضافت أن القصر، بعد انضمامه إلى الجامعة الأمريكية، ظل مركزًا للتميز الأكاديمي والتبادل الفكري، وهو ما يعزز من إرثه كرمز لحركة التعليم العالي في مصر

يمين الصفحة
شمال الصفحة