«حسن عبد الستار » يكتب .. مؤامرة خطف مصر !

حسن عبد الستار

حسن عبد الستار

مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تتميز بثراء تكوينها .. فلا يشاركها أحد فيه على وجه الأرض .. فلا يوجد انسان مسلم عربى فرعونى سوى المصرى .. كما لا يوجد مسيحى عربى فرعونى فى العالم إلا المصرى .. ولا يوجد أى تناقض بين انتماء مصر العربى والاسلامى والفرعونى والمسيحي.

فالفراعنة أول من هاجروا من مصر الى الجزيرة العربية فى عهد الملك سنوسرت الأول عام 2280 ق. م هاجروا فرارا بدينهم الى صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء .. عندما كانت على أرض مصر أول ثورة شيوعية .. فقد كفر الملك سنوسرت بالإله الواحد الذى عبده المصريون .. وأعلن عن المباديء الشيوعية .. وزعم انه لا إله فى السماء .. وأمر أن تكون الأرض لمن زرعها .. والمهنة لمن احترفها .. وان الأرض يحكمها أهل الأرض .. فهرب الموحودون بمصر وأطلق عليهم «جرهم» أى مهاجرى الحدود .. وكما هاجر المصريون الى الجزيرة العربية فإن العرب هاجروا لمصر .. بل استوطنوا أجداد العرب النبطيين أرض مصر .. وعاشوا بين النيل والبحر الأحمر بالصحراء الشرقية..

وكما يؤكد المؤرخ ماكى فيرى فى موسوعة أطلس التاريخ الافريقى فإن مصر وبلاد العرب جزء واحد .. لأن حدود مصر فى عهود كثيرة بدأت شرقا من نهر الفرات وغربا الى بلاد المغرب .. كما ان جمال حمدان أكد فى موسوعة  شخصية مصر  بالجزء الرابع .. ان الهجرات المصرية لجزيرة العربية كانت متصلة .. وأكد ان أول من استقبل الرسول (ص) فى المدينة كانوا مصريين مهاجرين منذ عهود سحيقة.

اذن لا يمكن فصل مصر عن عروبتها وأيضا يستحيل أن نعزلها عن فرعونيتها.. مصر مثل دلتا النيل .. لا يمكن عزلها عن النيل أو الأرض .. الاثنان معا يكونان الدلتا .. لا يمكن فصلهما أبدا .

ونعود للسؤال هل المقصود بفرعونية مصر أن يتم عزل مصر عن اسلامها .. الحقيقة ان هذا السؤال ساذج . لان الاسلام غير مقصور على العرب .. فأكبر دولة اسلامية بالعالم أندونيسيا ليست عربية ولكنها اسلامية .. كما ان عدد المسلمين العرب لا يتجاوز 20% من تعداد المسلمين بالعالم إذن ان مصر لو افترضنا جدلا ان مصر ليست عربية فهذا لا يؤثر فى اسلامها من قريب أو بعيد.

وقد توهم البعض ان الدعوة لتعلم الهيروغليفية تستهدف الغاء اللغـة العربية واستبدالها بالهيروغليفية !! وان الهدف ألا يعرف المصريون فى المستقبل اللغة العربية .. وبالتالى يجهلون تلاوة القرآن .. وهذا قصور واضح فى الفهم . لأن الهيروغليفية لغة مكتوبة لكنها غير منطوقة .. وبالتالى لا يمكن أن تحل بدلا من لغة منطوقة اذا افترضنا جدلا ان الهيروغليفية حلت بدلا من العربية . فهل هذا يعنى ان المصريين لن يفهموا القرآن ؟ اذن كيف يؤمن به الباكستانى والهندى والتركى والاندونيسى والماليزى ؟! جميعهم ينطقون القرآن بالعربية ويؤمنون بكل ما جاء به .. رغم ان لغتهم ليست عربية .. اذن تعلم الهيروغليفية لن تكون حائلا أمام المصريين لفهم أو تلاوة أو الايمان بالقرآن الكريم .. هل يمنع الاسلام المسلمين من تعلم اللغات ؟! والسؤال الآن .. إذا لم يتعلم المصريون لغة أجدادهم فمن يتعلمها ؟

هل نترك مهمة فهم تاريخنا للأجانب ؟

وهل سجل أجدادنا تاريخهم لكى يجهله أحفادهم ؟

ان ابتعادنا عن فهم اللغة الهيروغليفية أدى الى انفراد الأجانب بتأويل تاريخنا .. وأصبحنا نسير خلفهم حسب مفهومهم .. وكمثال اعتقد علماء المصريات الأجانب ان» رع» هو الإله الظاهر .. والحقيقة انها صفة لله واسم من أسمائه» الظاهر» أعتقد ان آمون هو الإله الباطن .. والحقيقة انه اسم من أسماء الله الحسني» الباطن» .. الأجانب توهموا ان هناك إلها ظاهرا وآخر باطنا .. والحقيقة انها أسماء وصفات لإله واحد .. وهكذا تصور الأجانب ان قدماء المصريين عبدوا 99 إلها .. ولكن أى مصرى سيفهم الحقيقة ببساطة .. وكمثال آخر توهم الأجانب انه الكتاب الذى وجدوه داخل المقابر مع المومياوات هو كتاب الموتى .. والحقيقة ان قدماء المصريين كانوا يعتقدون بالبعث .. ولهذا حرصوا على وضع الكتاب المقدس لديهم مع المومياوات حتى يجد الكتاب معه بجواره عند البعث .. فهل هذا يصبح كتاب للموتى ان كتاب الايمان بالحساب والبعث ؟!

اذا تعلمنا الهيروغليفية سنكتشف الأسرار الفرعونية التى لا تزال غامضة حتى الآن .. سنصل يوما ما الى سر الألوان الخالدة التى لاتزال موجودة بالآثار منذ 7 آلاف عام .. سنعرف سر الشكل الهرمى الذى يمنع فساد اللحوم والنباتات كما اكتشف ذلك د. روبرت ملير أستاذ الهندسة الكيميائية بمعهد جورجيا بأمريكا.

وسنكتشف سر ما توصل اليه أ.د. بتلر رئيس قسم علوم المواد بجامعة ستانفورد الذى توصل الى ان الماء داخل الشكل الهرمى يساعد على الهضم.

وسنصل الى فك اللغز الذى عجز عنه د. «بوريس فيرن» بمؤسسة الأبحاث البشرية بواشنطن ـ فقد اكتشف ان البيض لا يفسد ولا يتعفن اذا تم حفظه فى شكل هرمى .. اذا تعلمنا الهيروغليفية سيكتشف عالم مصرى فى المستقبل سر سرعة نمو النبات ثلاث مرات تحت الشكل الهرمى .. كما أكدت ذلك تجارب د. «ديل كرشيمان»أستاذ البساتين بجامعة أوهايو الأمريكية.

وسيصل عالم الى سر علاج الروماتيزم الذى أطلق عليه أجدادنا «ستت». ووضعوا له علاجا وصفته بردية سميث.

مطلوب ان نعلم سر استمرار رائحة العطور الفرعونية التى استمرت آلاف السنين.

مطلوب أن نفهم سر ألوان مساحيق التجميل التى استمرت آلاف السنين دون أن تتحلل أو تتغير.

اذا توصلنا الى ذلك فلن يفتخر أى عظيم إلا باقتناء بارفان مصري.

فهل احتلال مصر لموقعها الملائم فى العالم مؤامرة .. اذا كانت هذه هى المؤامرة .. فطوبى للمتآمرين على التخلف والفقر ومزاحمة سكان القبور

يمين الصفحة
شمال الصفحة