أولادنا أمانة.. كيف نحميهم من التحرش والاعتداء الجنسي؟

في ظل تصاعد الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال، أصبحت قضية التحرش والاعتداء الجنسي محل قلق لدى كل أسرة.

ومع أن الحديث في هذه المواضيع قد يبدو حساسًا، إلا أن الصمت عنها أخطر بكثير. فالحماية تبدأ من الوعي، ومن فتح أبواب الحوار مع الطفل، قبل أن تُغلقها الصدمة أو الخوف.

التربية الجنسية المبكرة.. ضرورة وليست ترفًا

أثبتت الدراسات الحديثة أن تثقيف الطفل حول جسده وحدوده الشخصية هو أحد أهم أساليب الوقاية من التحرش.

فلا يجب أن ننتظر وقوع الحادث كي نبدأ التوعية. بل من المهم أن يعرف الطفل أسماء جسده بشكل صحيح، وأن يتعلم أن هناك مناطق لا يحق لأحد لمسها، وأن من حقه أن يرفض ويطلب المساعدة.

البيت هو خط الدفاع الأول

الطفل الذي يشعر بالأمان مع أهله هو الطفل الذي لن يصمت إذا تعرض لخطر.

وهنا يأتي دور الأسرة في بناء الثقة، وتشجيع الطفل على التحدث دون خوف من اللوم أو العقاب. يجب على الأهل أن يكونوا مستمعين جيدين، وأن يراقبوا أي تغيّر مفاجئ في سلوك أطفالهم، مثل الانطواء أو الكوابيس أو الخوف من أشخاص بعينهم.

المدرسة والنادي.. بيئات تحتاج رقابة

المدرسة والنادي هما الأماكن التي يقضي فيها الطفل وقتًا طويلًا بعيدًا عن الأهل، ولذلك لا بد أن تكون هناك رقابة حقيقية وتوعية مستمرة.

ويجب تدريب العاملين على ملاحظة علامات التعرض للتحرش، والتصرف السريع وفقًا لبروتوكولات واضحة، مع إشراك الأهل في أي مستجدات تخص أطفالهم.

إذا تعرض الطفل لتحرش.. ماذا نفعل؟

في حال حدوث تحرش، يجب أن تكون استجابتنا هادئة لكن حاسمة. من الضروري طمأنة الطفل وتقديم الدعم النفسي له، ثم التوجه للطبيب المختص وإبلاغ الجهات القانونية إن لزم الأمر. المهم هو عدم التقليل من الموقف أو التهوين منه، فكل إشارة تستحق أن تؤخذ بجدية.

المجتمع كله مسؤول

الحماية من التحرش ليست مسؤولية الأسرة وحدها، بل هي مسؤولية المجتمع كله: من الإعلام الذي يملك دورًا في التوعية، إلى المدارس التي يجب أن تكون حاضنة آمنة، إلى الدولة التي تضع التشريعات وتفرض الرقابة.

إذا أردنا أن نحمي أطفالنا فعلًا، فعلينا أن نكسر حاجز الخوف، وأن نبدأ الحديث معهم مبكرًا، بلغة بسيطة، وبثقة. فالحب وحده لا يكفي، والاحتواء لا يكتمل إلا بالوعي. أولادنا أمانة في أعناقنا، وتربيتهم على احترام أجسادهم ومعرفة حقوقهم هو أول طريق الحماية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة