
كشف تقرير أولي صادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران المدني بالهند عن حالة ارتباك شديدة شهدتها قمرة القيادة قبيل لحظات من تحطم طائرة بوينج 787 دريملاينر تابعة لشركة طيران الهند، كانت في طريقها من مدينة أحمد آباد إلى لندن
وأسفر الحادث، الذي وقع في يونيو الماضي، عن مقتل 260 شخصًا، في أسوأ كارثة طيران يشهدها العالم منذ أكثر من عقد.
فقدان مفاجئ لقوة الدفع وتعطل المحركات
وفقًا للتقرير، الذي نقلته وكالة "رويترز"، فقدت الطائرة قوة الدفع بعد وقت قصير من الإقلاع، بسبب انقلاب مفاجئ لمفاتيح قطع الوقود الخاصة بالمحركين إلى وضع الإيقاف، وفي توقيت شبه متزامن، ما تسبب في توقف المحركات بالكامل وفقدان الارتفاع.
سؤال في اللحظات الأخيرة: "من قطع الوقود؟"
أظهرت تسجيلات قمرة القيادة أن أحد الطيارين تساءل قبل التحطم عن سبب انقطاع الوقود، فرد زميله بأنه لم يقم بذلك.
وقد أثار التقرير تساؤلات عدة حول الكيفية التي تحركت بها المفاتيح، خاصةً وأنه من غير المعتاد التلاعب بها أثناء الطيران، ما يفتح باب الاحتمالات أمام فرضيات تدخل بشري أو خلل فني نادر، بحسب خبراء في الطيران.
دلائل على محاولة يائسة لإنقاذ الطائرة
عُثر في موقع الحطام على مفاتيح الوقود في وضع التشغيل، مع وجود مؤشرات على محاولة إعادة تشغيل المحركات قبل لحظات من الاصطدام، ما يعكس محاولة أخيرة من الطاقم لاستعادة السيطرة على الطائرة.
تداعيات الحادث على طيران الهند ومجموعة "تاتا"
جاء الحادث بمثابة انتكاسة كبيرة لجهود مجموعة "تاتا"، التي استحوذت على شركة "طيران الهند" عام 2022، في إطار خطة لإعادة هيكلتها وتحسين سمعتها. وأكدت الشركة تعاونها الكامل مع السلطات، بينما لم يصدر أي تعليق فوري من شركة "بوينج" أو "جنرال إلكتريك"، المصنعة لمحركات الطائرة.
التحقيق مستمر... والتقرير النهائي خلال عام
لا تزال التحقيقات جارية، حيث يعمل المحققون على تحليل بيانات الصندوقين الأسودين. ومن المتوقع إصدار التقرير النهائي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، بعد استكمال الفحوصات التقنية ومراجعة كافة الأدلة.
تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل التحطم
أقلعت الطائرة المنكوبة من مدرج رقم 23 في مطار أحمد آباد عند الساعة 1:47 ظهرًا بالتوقيت المحلي، متأخرة قليلاً عن موعدها المقرر. وبعد حوالي تسع دقائق من الإقلاع، أطلقت الطائرة نداء استغاثة إلى برج المراقبة، ثم فُقد الاتصال بها قبل أن تتحطم خارج حدود المطار في منطقة "ميغاني".
وقد وثّقت مقاطع الفيديو المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من موقع التحطم.