
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، مؤكدًا في مستهلها أن هذه الثورة شكّلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث أنهت الاحتلال الأجنبي ورسّخت مفاهيم الاستقلال والعزة الوطنية، وكانت مصدر إلهام لشعوب المنطقة في نضالها نحو التحرر وبناء القرار الوطني المستقل. وأوضح أن ثورة يوليو لم تكن مجرد حدث سياسي، بل تجربة وطنية متكاملة نستلهم من دروسها في بناء الجمهورية الجديدة.
انطلاقة الجمهورية الجديدة برؤية علمية وطموحة
وأشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية بدأت منذ عام 2014 في تأسيس الجمهورية الجديدة على أسس صلبة، مستندة إلى العلم والتخطيط والرؤية الطموحة، بهدف إقامة دولة عصرية قادرة على تحقيق طموحات شعبها، مع الإيمان العميق بأن النجاح هو ثمرة العمل الجاد وتوفيق الله.
إنجازات غير مسبوقة على أرض الواقع
وتحدث الرئيس عن الجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية، حيث نجحت الدولة في بناء جيش قوي وعصري أصبح درعًا وسيفًا يحمي الوطن، كما تم القضاء على الإرهاب وتطهير البلاد من تهديداته. كما أشار إلى الطفرة العمرانية الكبرى التي شهدتها البلاد، من إزالة العشوائيات إلى بناء مساكن ومدن ذكية، فضلًا عن تطوير شامل للبنية التحتية. وأبرز الرئيس مشروع "حياة كريمة" الذي غيّر واقع أكثر من 60 مليون مواطن في الريف، معتبرًا أن مصر لن تسمح بعودة سكانها إلى العشوائيات أو العيش في أماكن غير آمنة.
مصر نموذج للصمود والاستقرار الإنساني
وأكد الرئيس أن مصر استطاعت الصمود في ظل تحديات عالمية وإقليمية كبيرة، بينما انهارت دول وتفككت كيانات، وفتحت أبوابها لنحو عشرة ملايين شخص من دول متعددة، مقدمة نموذجًا فريدًا في التعامل الإنساني وتحمل المسؤولية، دون أن تتخلى عن دورها القومي والإنساني رغم الضغوط. وأشار إلى أن الشعب المصري بوعيه وصبره استطاع الحفاظ على الوطن واستقراره، ومواصلة البناء رغم الصعاب.
رسالة طمأنينة وثقة في قدرة المصريين
اختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن مصر ستظل قوية بجبهتها الداخلية، عصية على المؤامرات، ومتيقظة لكل ما يُحاك ضدها، مؤمنًا بقدرة أبنائها على تجاوز كل التحديات بعزيمتهم وصبرهم. ووجّه تحية إلى قادة ثورة يوليو، وإلى الجيش والشرطة، ولكل يد مصرية تبني وتحمي الوطن، مؤكدًا أن العمل الوطني مستمر من أجل غدٍ أفضل. وكرّر في ختام كلمته الشعار الخالد: "تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".