
تشهد القارة الأوروبية موجة غير مسبوقة من المقاطعة الثقافية والفنية والرياضية ضد إسرائيل، بالتزامن مع ما وصفته الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني. هذه التحركات انعكست بشكل مباشر على كبرى الفعاليات الدولية، لتطرح تحديات وجودية أمامها.
أبرز الأزمات ظهرت في مسابقة الأغنية الأوروبية الشهيرة "يوروفيجن"، التي تستعد في مايو 2026 لعقد نسختها السبعين في العاصمة النمساوية فيينا. فقد هددت عدة دول أوروبية بالانسحاب من المنافسات إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، ما وضع المهرجان أمام أزمة غير مسبوقة.
ولم يقتصر الأمر على يوروفيجن، إذ تصاعدت خلال الأسابيع الماضية دعوات واسعة في أوروبا لمقاطعة الأنشطة التي يشارك فيها ممثلون عن إسرائيل. فبينما دعا رئيس الوزراء الإسباني إلى منع تل أبيب من حضور البطولات الرياضية الدولية، استبعد مهرجان موسيقي في بلجيكا قائد أوركسترا إسرائيليًا بسبب رفضه الاعتراف بأن ما يحدث في غزة يمثل إبادة جماعية.
كما كشفت تقارير إعلامية أن منتخب إسبانيا يفكر في الانسحاب من كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إذا تأهل منتخب الاحتلال إلى البطولة. ويأتي ذلك مع تنامي المطالب الأوروبية بطرد إسرائيل من المسابقات الثقافية والرياضية القارية.
وفي تطور لافت، صوت مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية بالأغلبية على الانسحاب من يوروفيجن 2026 إذا شاركت إسرائيل، وهو ما قد يشكل سابقة تاريخية، إذ تُعد إسبانيا من أكبر الممولين للاتحاد الأوروبي للبث العام، وأحد الأعضاء الدائمين في النهائيات منذ بدء مشاركتها عام 1961.
هذه الموجة التصعيدية تزامنت مع إعلان لجنة أممية، أمس الأربعاء، أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، الأمر الذي منح المقاطعة الأوروبية بعدًا سياسيًا وأخلاقيًا أعمق، وقد يغير ملامح المشهد الثقافي والرياضي العالمي في حال استمرت الضغوط وتوسعت دائرة الدول المنضمة إليها.