
القمر
يترقب محبو الفلك وعشاق السماء في مختلف أنحاء الوطن العربي فجر الجمعة 19 سبتمبر 2025 مشهدًا سماويًا بديعًا، حيث يقترب الهلال المتناقص من كوكب الزهرة في منظر يمكن رصده بالعين المجردة قبيل شروق الشمس.
وذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن الزهرة سيبدو كجوهرة بيضاء متلألئة إلى جوار الهلال المتناقص في الأفق الشرقي، ليشكلا لوحة كونية رائعة، فيما يُعرف بظاهرة "الاقتران"، وهي حدث فلكي يظهر فيه جِرمان سماويان متقاربين بصريًا من منظور الراصد على الأرض، رغم بُعد المسافات الحقيقية بينهما.
وأوضحت الجمعية أن متابعة الظاهرة لا تتطلب سوى التوجه إلى مكان مفتوح نحو الأفق الشرقي، حيث يمكن الاستمتاع بالمشهد بالعين المجردة، بينما يمنح استخدام المنظار أو التلسكوب فرصة لرؤية تفاصيل أدق مثل الحافة الرفيعة للهلال وقرص الزهرة المضاء جزئيًا بفعل انعكاس أشعة الشمس عبر غلافه السحابي الكثيف.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، سيشهد جزء كبير من الوطن العربي ظاهرة "الاحتجاب"، حيث يمر القمر أمام كوكب الزهرة. وتبدأ هذه الظاهرة في الساعة 13:34 ظهرًا بتوقيت مكة، وتنتهي عند الساعة 17:26 عصرًا، مع الإشارة إلى أن توقيت الرؤية يختلف بحسب الموقع الجغرافي وارتفاع القمر. كما ستكون الظاهرة مرئية من مناطق أخرى تشمل أجزاء من إفريقيا وأوروبا وغرب روسيا وكندا وغرينلاند وآسيا.
وبما أن الاحتجاب يحدث في وضح النهار مع وجود الشمس فوق الأفق، فإن رصده سيكون أكثر صعوبة، ويتطلب استخدام أجهزة بصرية مناسبة كالتلسكوبات مع وسائل لتقليل شدة الضوء.
ويُشار إلى أن كوكب الزهرة، ثاني الكواكب قربًا للشمس بعد عطارد، يُلقب بـ"نجمة الصباح" أو "نجمة المساء" تبعًا لوقت ظهوره، ويُعد ثالث ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، ما يجعله يلفت الأنظار بسهولة.
ورغم تكرار اقترانات القمر والزهرة عدة مرات خلال العام، فإن لكل اقتران طابعه الخاص. ويتميز هذا اللقاء بتزامنه مع اقتراب القمر من طور الاقتران المركزي الذي يعلن بداية شهر ربيع الآخر، إضافة إلى حدوث كسوف جزئي غير مرئي في المنطقة العربية، ما يمنحه قيمة زمنية ورمزية مميزة.