كبير أمناء المتحف المصري: قدماء المصريين قدروا المرأة

?????? ??????

?????? ??????

قالت الأثرية ناجية نجيب فانوس كبير أمناء المتحف المصري بالتحرير، إن الفكر المصري القديم تأثر بالمرأة ومكانتها الرفيعة وأهميتها الكبيرة لصنع أمة متحضرة ومنتصرة تباهى بشأنها الكتاب والشعراء في مصر القديمة.

وأكدت نجيب، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة والذي يوافق 8 مارس من كل عام، أن أشهر حكماء العصور الفرعونية الحكيم (بتاح حوتب) أوصى بحفظ قيمة ومكانة المرأة سواء كانت زوجة أو أم، فيقول "إذا كنت عاقلا فأسس لنفسك دارا وأحبب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت، فهي حقل مثمر لصاحبه، وأياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فبلين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك".

وأضافت، أنه من بين وصايا (بتاح حوتب) عن الأم "يجب ألا تنسى فضل أمك عليك ما حييت، فقد حملتك قرب قلبها.. وكانت تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب، فإذا كبرت واتخذت لك زوجة.. فلا تنس أمك".

وكشفت عن أبرز تضحيات المرأة في القصص والأساطير فى مصر القديمة، ومنها أسطورة إيزيس وابنها حورس التي تجلت فيها تضحية الأم وحنانها، فتقول الأسطورة الشهيرة إنه عندما قطّع الأخ الشرير (ست) جسد أخيه (أوزيريس)، تألمت إيزيس كثيرا، وقاومت الظلم وهربت إلى أحراش الدلتا في شمال مصر خوفا على الجنين حورس من فتك الشرير (ست)، وهناك وضعت حورس الأبن والذي تربى يتيم الأب ولكن بفضل أمه تحول إلى شاب قوي وبارع في فنون القتال وأخذ الثأر لأبيه وأصبح هو ملك مصر ومن خلفه جاء كل فراعنة مصر العظماء.

وأوضحت أن عرش مصر اعتلته العديد من الملكات منهن (ميريت نيت)، التي تعد أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد، واختلفت الآراء في شأن هذه الملكة، فيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن المؤكد توليها البلاد بدليل لوحة عثر عليها في إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة (ميريت نيت) وحدها، إلى جانب الملكة (خنت كـاوس الأولى) ملكة مصر القديمة التي لعبت دورا مهما في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة، وكانت تحكم مصر حكما منفردا.

ولفتت كبير أمناء المتحف المصري، إلى ان الملكة (سبك نفرو) ابنة الملك أمنمحات الثالث، التي لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر و20 يوما كما جاء في بردية تورين بين أعوام 1782 و1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها (أمنمحات الرابع).

وأكدت فانوس، أن المصري القديم قدس المرأة الأم باعتبارها آلهة حامية وترضع الفرعون لبنا مقدسا وهي (حتحور) وجعلها في هيئة بقرة ويظهر من اسمها بالهيروغليفية (حات: بمعنى تحتوي أو تحتضن) و(حور: حورس الطفل الذي يمثل وريث العرش)، لافتة إلى مقصورتها بالمتحف المصري والتي يظهر على جداريها الطويلين نفس الموضوع (البقرة والملك).

يمين الصفحة
شمال الصفحة