يوم "اليتيم" في مصر..12 عام من الاحتفالات و المعاناة مستمرة

                             

يوم اليتيم هو اليوم الذي يكرم فيه الأيتام وتنظم فيه العديد من الأنشطة الترفيهية والاجتماعية للأيتام وهو يوافق يوم الجمعة الأول من شهر أبريل في مصر

ويقدر عدد الأيتام في مصر3 مليون شخص , منهم 2.5  يتم كفالتهم في البيوت, وأما الباقي فيتم رعايتهم في دور الرعاية الحكومية والخاصة, ليشكلون في مجملهم 3% من السكان في البلاد ليتحولوا الى قنبلة موقوتة تزرع الكقير من الكوارث والمشاكل في المجتمع نتيجة المعاملة القاسية وغير الآدمية التي يجدوها في دور الرعاية التي تعمل بلا رقابة أو ضوابط من الأجهزة المختصة.

 

حملة قومية

وترجع فكرة تأسيس هذا اليوم في مصر إلى عام 2004 بدعوة من دار الأورمان للأيتام لعمل حملة قومية لمساعدة الأيتام لتوعية الناس برعايتهم جراء حرمانهم من الأب أو الأم ، حيث يقيم لفيف من مؤسسات الدولة تتقدمها وزارة التضامن الإجتماعى والشباب والرياضة ، والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى والفنانين والرياضيين ومشاهير المجتمع احتفالا فى هذا اليوم من كل عام.

 

"الأورمان" تقتحم موسوعة جينيس

وفى عام 2007 وافق الأمين العام لجامعة الدول العربية على رعاية المؤتمر الذى نظمته جمعية الأورمان، وفى عام 2008 استطاعت الجمعية الاحتفال بيوم اليتيم بشكل موسع بحضور 30 ألف طفل فى دريم بارك ، وتطورت الفكرة بعد ذلك وانتشر صداها في العالم، فدخلت جمعية الأورمان موسوعة جينيس فى عام 2010، عندما تجمع 4550 طفلا يتيما رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم والالتفات إلى احتياجاتهم وذلك فى منطقة سفح الهرم.

 

الطيب: أبواب الأزهر مفتوحة

وأعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، عن مساندته وتقديره للأيتام في مصر والعالم العربي والإسلامي، وذلك في يوم اليتيم ، مؤكدًا أن أبواب الأزهر مفتوحة ليتامى مصر لتقديم يد العون لهم في كل ما يحتاجون .

دعم أيتام العالم

وأعرب «الطيب» عن تضامنه الكامل ودعمه لكل يتيمٍ في مصر والعالم العربي والإسلامي بل في العالم أجمع، موضحًا أن رعاية اليتيم وكفالته حثت عليها شريعتنا الإسلامية الغراء بل وكافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية، وأوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعل منزلة كافِلِ اليتيم في الجنة بالقُرب منه، حيث قال- صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى».

 

جمعة:دعمهم واجب

أما الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، فقال  إننا بالاحتفال اليوم باليتيم، إنما نُطلق دعوةً في الناس في يوم اليتيم ، تحت عموم قوله - سبحانه وتعالى - « وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ».

وأوضح «جمعة» أننا نحتفل بيومٍ نحيي في الناس ما أمرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» وأشار إلى السبابة والوسطى من يده الشريفة ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من وضع يده على رأس يتيمٍ كان له بكل شعرةٍ من رأسه حسنات».

 

مجمع البحوث: الديانات السماوية ترعاهم

أبضا أكد مجمع البحوث الإسلامية، أن الإحسان إلى اليتامى والعطف عليهم واجب ديني دعت إليه الشريعة الإسلامية بل وكل الشرائع السماوية، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم أهمية رعاية اليتيم وكفالته فقال: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.."، وحث على رعاية الفئات التي تستحق العناية وضرورة التذكير بهذه المعاني واستحضارها والتواصي بها؛ مما يبرز عظمة جوانب الرحمة والتكافل الاجتماعي.

 

من المسؤول عن دعِّ اليتيم وقهره؟

وينتشر بين شرائح المجتمع  مفهوم خاطئ عن اليتيم، وهو ارتباطه في الأذهان بالظلم والقهر والحرمان النفسي... فلا نكاد نسمع عن يتيم إلا وتقفز أمامنا صورة طفل ذليل تتقاذفه الأبواب والطرقات.

 والواقع أن هذه صورة صحيحة، ولكن ما ليس بصحيح هو عزو سبب ذلك إلى اليتم والحال انه ليس شرا في ذاته وليس هو المسؤول عن هذا الواقع، وإنما المسؤول هو المجتمع ثم المجتمع.

 

صناعة مجتمع

إن مظاهر الظلم والقهر والإهمال وكل الاضطرابات النفسية التي تحتل نفوس معظم الأيتام، لا علاقة لها باليتم أو بفقد النسب، بل هي من صناعة المجتمع الذي يهمل أيتامه، ولهذا لم يخاطب القرآن الكريم اليتيم لأنه لا دور له في ما حصل له، بل اليتم قدر من الله تعالى لحكمة يريدها، وإنما انصرف بخطابه إلى المجتمع مباشرة يحمله وزر التفريط في فئة من أبنائه كما في الآيتين السالفتين، لأن ضمير الخطاب فيهما عائد على الجماعة المسلمة، كل من موقعه.

 

كسر الحاجز النفسى بين اليتيم والمجتمع

ويستهدف الاحتفال بهذا اليوم كسر الحاجز النفسى بين اليتيم والمجتمع ، وبث شعور الأسرة المكتملة فى نفوس أطفال حرموا حنان الأب أو الأم أو الاثنين معا ، ومساعدتهم بطريقة أو بأخرى ، كى لا يشعرون بفروق بينهم وبين أقرانهم في المدارس و المعاهد و النوادي أو حتى في الشوارع التي يلعبون فيها.

 

لفت انتباه العالم

ويذكر أن فكرة "يوم اليتيم "  بدأت فى عام 2003 عندما اقترح أحد متطوعى جمعية الأورمان الخيرية، تخصيص يوم للاحتفال باليتيم، والسؤال عنه وإدخال الفرحة على قلبه، حيث تعتبر تلك الجمعية من أكثر الجمعيات التى تهتم بأمر اليتيم ، وكان الهدف الرئيسى ليوم اليتيم هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد 0

 

"يوم عربى لليتيم "

كما لاقت فكرة تخصيص يوم لليتيم، الدعم من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى، وفى عام 2006 حصلت الجمعية على قرار رسمى بإقامة "يوم عربى لليتيم "، من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب فى دورته السادسة و العشرين، وبذلك تقرر تخصيص يوم له فى الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصرى إلى العربى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوما مخصصا للاحتفال بالأطفال اليتامى.

 

شرائح متعددة

والأطفال اليتامى إما أن يكونوا أغنياء وفى هذه الحالة يحتاجون إلى رعاية نفسية واجتماعية في المقام الأول ، و من يقوم على رعاية أمواله حتى يكبر ويرشد ويستطيع القيام على أمواله ، ويعتمد على نفسه ، أو طفل يتيم فقير وهذا يحتاج إلى رعاية اجتماعية إلى جانب الرعاية النفسية ، من خلال مساعدة مادية من المجتمع المحيط به من أهله وأقاربه ثم جيرانه ومن الدولة ، فهو في أمس الحاجة لمن يكفله حتى يصير عضوا نافعا في المجتمع .

 

أبواه أحياء أموات

وهناك طفل يتيم اجتماعيا "طفل ضائع "، وهذا الطفل أبواه أحياء أموات ، وهو الطفل الأكثر شيوعا في المجتمع ، وهو الطفل الذي يتسرب من التعليم لجهل مدرسيه ،أو لجهل الأسرة ، وانحراف الأبوين أو انفصالهما ، ولغياب القدوة الحسنة في المجتمع, فهذا الطفل أشد الأنواع خطورة حيث يعد هؤلاء الأطفال نبته إرهاب فى المجتمع ، وغالبا ما تنمو هذه النبتة وتترعرع فى بيئة إجرامية مما يعود على المجتمع في النهاية بالضرر 0

 

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة