"النصب فى رسالة".. طرق شيطانية تتبعها بعض الشركات للاحتيال على المواطنين.. "الدين والأبراج والطعام" أبرز الأساليب للإيقاع بالضحايا.. ووزاة الاتصالات "ساقطة شبكة"

 

شهدت  الفترة الأخيرة، ظاهرة إرسال رسائل دعائية وإعلانية إلى الهواتف المحمولة فى مختلف المجالات، ترسلها عددا من الشركات بطرق مختلفة إما فى صورة عمليات بيع مباشرة وعند الشراء تربح هدايا مجانية، أو الإغراء بالهدايا مباشرة دون النظر لعمليات شراء منتجات، عن طريق الدخول فى سحب مالي كبير نعلن عنه إحدى الشركات شريطة أن يدفع المواطن مبلغ مالي نظير اشتراكه فى عمليات السحب أو المسابقة المعلن عنها.

ومع مرور الوقت، تبين عدم صحة هذه الإعلانات، خاصة مع انجذاب الكثيرين إليها، وانتظارهم لأرباح لم تأت، ومكاسب لا تتحق، إذ يعتبر الأمر بمثابة عملية "نصب" ممنهجة، ولكن ما يجعل المواطن يقع فى فخها هو الوسيلة الجديدة، إذ أن وصول الرسالة مباشرة إليه على هاتفه المحمول يجعله يظن أن فى الأمر مصداقية من نوع ما.

تشمل الإعلانات المرسلة، عروض بشراء أدوات منزلية، باسم شركة معينة، وبعض الشركات تستخدم اسم شركات "أخرى" مشهورة لإغراء العميل، قبل أن يكتشف أن الأمر كله مجرد "نصب".

تتخذ هذه العملية أشكالا متعددة، فبعض الرسائل تحتوي على عروض ووعود بالسفر إلى  الخارج لحضور مناسبات دولية، مجانا، وعلى سبيل المثال حضور مباريات كأس العالم أو الدوريات الأوروبية، بشرط أن تشترك فى مسابقة بمبلغ مالي مهما كان كبيرا فهو بسيط أمام تكلفة السفر والإقامة وحضور مباريات كرة القدم فى الخارج، وهناك أنواع أخرى للاستغلال و"النصب" بهذه الطريقة نرصد أبرزها.

 

"النصب" باسم الدين

تأتى بعض الرسائل لتضرب على الوتر الديني، مستغلة تدين المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين، حيث توهم المواطنين بالاشتراك فى أدعية دينية لمدة طويلة بأسعار مخفضة، وما أن يتم دفع المبلغ المطلوب، يستمر إرسال الأدعية لمدة يوم أو يومين على الأكثر، ثم يتبين كذب المعلن، وتذهب أموال المواطنين سدى، دون عائد أو فائدة تذكر.

 

الحظ ومايحمله المستقبل

الفضول غريزة إنسانية، ودائما مايريد الإنسان أن يعرف مستقبله متمنيا أن يكون كما يريد، وهنا تستغل بعض الجهات والشركات الوهمية، شغف الناس بالحظ والأبراج، وتعرض عليهم عبر الرسائل الهاتفية الإشتراك بالمال مقابل معرفة الحظ والطالع يوميا ولفترة تمتد لشهر كامل، وبعد أن يدفع المواطنين الأموال المطلوبة بالطريقة والوسيلة التى تحددها الشركة "الوهمية" لا يكون هناك حظوظ ولا عروض ولا حتى رسائل.

 

وصفات الطبيخ

حتى أبسط الأمور اليومية يستغلها البعض للنصب على "المواطنين" وخاصة سيدات المنازل، حيث يوهمن السيدات بتقديم عروض أفضل أنواع الطعام وطرق إعدادها وقد يتطور الأمر لمنحهن أنواع الطعام مجانا، شريطة أن يتم الاشتراك وبالتالي الدفع تحت مسمى "مسابقة أفضل أكلة مثلا"، وهكذا يستمر النصب على المواطنين دون رقيب وبغير عقاب ولا وسيلة لإرجاع حقوق من ضاعت حقوقهم أو وقعوا فى فخ "النصب".

 

بدأ عدد كبير من المواطنين فى طرح شكواهم عبر السوشيال ميديا ومواقع التواصل ووسائل الإعلام المختلفة، حيث أوضح كثيرين منهم تجربته مع "رسائل النصب" التى تصله عبر الهاف المحمول، وسادت تساؤلات عديدة.

أبرز التساؤلات التى تضمنت مطالبات، هو أين الجهاز  القومي لتنظيم الاتصالات وأين وزارة الاتصالات مما يحدث؟، ولماذا لا يتم إصدار قوانين حازمة تعاقب الشركات أو الجهات التى يثبت أنها ترسل إعلانات وهمية أو عروض كاذبة.

قطاع كبير ممن تعرضوا لعمليات احتيال من هذا النوع، لا يعرفون الوسيلة والآلية التى يمكنهم من خلالها استرجاع أموالهم ورد حقوقهم مرة آخرى، حيث أن المبلغ عنه مجهل بالأساس، فغالبية الشركات من هذا النوع "وهمبة" وبعضها حقيقي، ولكنها تستخدم أسماء وهمية.

ويزداد الإلحاح حول ضرورة تقنين إرسال الرسائل إلا من خلال توثيق مصدرها عبر إذن من إحدى الجهات التابعة لوزارة الاتصالات، بما يحمى المواطنين من هذه الأنواع الجديدة للنصب.

 

 

 

 

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة