حرب أكتوبر ملحمة العروبة التي لن تنسى.. أسطورة في تاريخ أقدم الجيوش النظامية في العالم.. وقواتنا المسلحة تواصل نسج ثياب البطولة في "سيناء 2018"

"إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض و هم في رباط إلى يوم الدين"  صدق الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام، في وصفه لجنودنا البواسل أبد الدهر، حيث لم ينس العالم بأسره، ولن تنس الأمة العربية بأسرها، يوم المجد العظيم والفخر الغير مسبوق الذي صنعه أبطالنا المصريون البواسل  في العاشر من رمضان والذي وافق السادس من أكتوبر عام 1973، عندما استطاعت قواتنا المسلحة المصرية كتابة ملحمتها العظيمة بأحرف من نور وتسترد جزءا كريما من جسد الوطن الغالي من المحتل الغاشم. 

إنها الذكرى الأعظم في تاريخ قواتنا المسلحة وتاريخ مصرنا الحبيبة، حيث ستظل بطولة سيناء التي سطرتها القوات المسلحة ودماء الشهداء مشرقة في جبين الزمن،  يتعلم من دروسها أجيال بعد أجيال.

لم يكن ذلك المجد مصريا فقط، بل إنه أعاد الروح والحياة من جديد للجسد العربي المنهك، ليضع قوانين جديدة في منطقة بأكملها ويعيد صياغة جديدة في العلاقات الخارجية مع بلدان الشرق الأوسط، بالعالم كله.

ولا شك أن ذكرى العاشر من رمضان التي تطل على المصريين والعرب في تلك الآونة، تأتي في ظروف تحتاج منا إلى مثل تلك النفحات واسترداد روح البطولة الغالية، إذ تخوض الأمة المصرية والعربية أيضا حربا أخرى من نوع جديد طويل الأمد، يغرب في شق أوصالها، وتمزيق وحدتها، وإذ  تقف قواتنا المسلحة للمخططات الخارجية التي تحمل الشر للمنطقة بالمرصاد، فإنها تخوض معركة ضروسا ضد الإرهاب في سيناء، حلقات جديدة من  الانتصار تكتب يوميا لجيشنا العظيم على أرض سيناء الطاهرة، عندما يسقط أباطرة الشر والإرهاب على أرض سيناء يوما بعد يوم في العملية الشاملة سيناء 2018.

وبينما تحل اليوم ذكرى الحرب المجيدة وبعد مرور كل تلك السنوات، لا تزال  خطط الخداع العسكري التي وضعها الجيش المصري للانتصار في تلك المعركة تدرس في أكاديميات العالم، وتذع نموذجا مثاليا لنبل القائد المغوار واستبساله في الدفاع عن وطنه الغالي.

 ولا مجال للشك في أن القيادة المصرية الحالية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي تستلهم روح البطولة والانتصارات مجددا من تاريخنا الحبيب، لتقود بكل قوة وحسم لا هوادة فيه حربا للتنمية وإعلاء كرامة الوطن مجددا، بين دول العالم، لاستعادة مكانة وطننا الغالي بين الأمم، والوقوف بكل قوة أمام محوالات زعزعة استقرار الكيان الكبير، الذي طالما وقف في وجه الاستعمار بكل ألوانه وأطيافه.

وفي مثلك ذلك التوقيت الهام على المنطقة على مر العصور، ترسل مصر رسالة قوية للعالم في استلهامها لروح أكتوبر في معركة البناء والتنمية التي تشهدها مصر،  ولا تزال قواتنا المسلحة المصرية تكمل مسيرتها في المشاركة في أضخم المشروعات القومية لتعود بالنفع على أبناء الوطن الى جانب دورها الأساسي في حماية حدود مصر.

استطاعت الدبلوماسية المصرية من خلال معركتها التاريخية في حرب أكتوبر  حصار النفوذ السياسي الإسرائيلي، حيث فرضت عليه عزلة قوية حالت بينه وبين علاقاته الخارجية، كما أسست الحرب المجيدة لتحطم أسطورة أنّ الجيش الإسرائيلي لا يقهر بسقوط خط برليف الدفاعي الذي أقامته إسرائيل على طول الساحل الشرق لقناة السويس.

وإن داعبك فضولك لتطالع شهادات قيادات الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في حرب أكتوبر، فستعلم بكل تأكيد حجم المرارة والخسائر العظيمة التي ألحقها الجيش المصري بالعدو الصهيوني،  فجولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت الحرب قالت إن الهزيمة على يد الجيش المصري من بين الموضوعات التي تخشى  الحديث فيها وأنه ليس أشق على نفسها في الكتابة من بين كل الموضوعات التي كتبت وتحدثت عنها قدر الكتابة عن حرب أكتوبر.

رئيس دولة إسرائيل الأسبق  حاييم هيرتزوج قال فى مذكراته حول الحرب قال إن أحد مشكلاتهم أنهم تحدثوا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر، وأن المصريين تعلموا كيف يقاتلون، بينما تعلم الإسرائيليون وقتها كيف يتكلمون.

حاييم قال :" لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجى يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم".

مرارة الهزيمة الساحقة خيمت على تصريحات الجنرال الإسرائيلى يشيعيا جافيتش عندما قال إنه وبالنسبة لإسرائيل ففى نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية ولم نحرز انتصارات ولم نتمكن من كسر الجيش المصرى أو السورى على السواء ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلى وإننا لو قيمنا الإنجازات على ضوء الأهداف لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما ولا يسعنى إلا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم، فقد أثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة وقد أثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح.

ومن المعروف في أروقة التاريخ انه على مدار التاريخ المصرى لم يكن الجيش مجرد أداة للحروب بل كان نواة للتنمية وأدة قوية لتحقيق الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية المتحدة التى حوت امتدادات اقليمية وقومية وعربية حيث لعب دورا كبيرا  في تطهير الوطن من خونة الشعب سياسيا أو اجتماعيا وكان حريصا على خدمة الشعب والأمة وليس الحكومة السلطوية أو الفساد والطغيان بل كان دوما وسيلة وطنية للتخلص من جرائمهم.

الجيش المصري  أقدم الجيوش النظامية في العالم  حيث تأسس قبل اكثرمن 5200 عام ، وقد كان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200 ق.م. فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر. ، وبفضل الجيش المصري أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وكان المصريون هم دائماً العنصر الأساسي في الجيش المصري.

ودائما تضرب القوات المسلحة المصرية المثال الذي سحتذى به في الوقوف بجوار الشعب المصري وإرادته الحقيقية فمع تفجر انتفاضة 25 يناير أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقوفه إلى المطالب المشروعة للشعب المصري بكافة طوائفه وانتماءاته وهو الأمر الذي أعطى دفعة كبيرة للشعب، ولم تتردد القيادة السياسية متمثلة في الرئيس حسني مبارك وقتها في تكليف الجيش النزول إلى الشارع، حيث نزلت قوات الجيش  لإنقاذ مصر من الدمار وبالفعل استطاعت القوات المسلحة العبور بمصر سياسيا إلى بر الأمان.وكان وقوفها السياسي بجوار شعبها جليا عندما أعلنت القوات المسلحة بقيادة وزير الدفاع  المشير عبدالفتاح السيسي عزل الرئيس محمد مرسي بعد اندلاع موجة تظاهرات 30 يونيو عام  2013 في   محافظات مصر، مطالبة برحيل الرئيس.

"إن رجال القوات المسلحة هم امتداد لجيل أكتوبر" هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما التقى أمس الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وكبار قادة القوات المسلحة عقب أداء صلاة الجمعة بمسجد المشير طنطاوى، مضيفا أنهم يؤدون واجبهم الوطنى بكل تفانٍ وإخلاص من خلال خطة المجابهة الشاملة سيناء 2018 للقضاء على الإرهاب.
    الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد قال إن مصر بذلت جهودًا مضنية لاستعادة قوات الجيش بعد حرب 1967، للخروج من حالة الإنكسار التي تعرضت لها البلاد، مضيفا خلال حضوره الندوة التثقيفية التي عقدتها القوات المسلحة بمناسبة  ذكرى تحرير سيناء، منذ أيام،    أن قرار الحرب في 1973 كان صعبا للغاية، وأن القوات المسلحة فضلت الموت على بقاء الاحتلال.

وأوضح  أن في وقت حرب أكتوبر المجيدة كانت القيادة العسكرية تستعين بالعلم والموضوعية، وأن جهود بناء القوات المسلحة بعد 67 تابعها المصريون يوما بيوم، مشيرا إلى  أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت لديه أمانة وطنية في القرار وثقة في نفسه وربه، لافتا إلى أنه لم يقبل أحد بمبادرة السلام التي نفذها السادات لأن "محدش كان ينظر إلى ما كان السادات ينظر إليه".

 

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة