لماذا فشلت الاحتلال في الانتصار على حماس؟

لا تزال حركة حماس موجودة وبقوة في شمال غزة، وهو ما ظهر في احتدام القتال بقوة مرة أخرى في مناطق متفرقة من القطاع، بالرغم من مرور أكثر من 200 يوم على بدء الحرب، حيث يؤكد الاحتلال الصهيوني أن مقاتلي حماس لا زالوا متواجدين في القطاع، حيث غيرت الحركة من تكتيكات حربها وأعادت تنظيم صفوفها بعد تدمير كتائبها.

إسرائيل تفشل في تحقيق أي انتصار على حماس.. كيف صمدت الحركة؟

وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن تجدد القتال في المناطق التي ادعت إسرائيل تطهيرها من مقاتلي حماس، هو بمثابة مثال واضح على أن إسرائيل فشلت حتى الآن أمام حماس وصعوبة تحقيق أي نصر على أرض الواقع في غزة، في ظل استعدادها لغزو مدينة رفح بريًا، حيث تزعم إسرائيل أنها آخر معاقل حماس.

وتابعت أن استعدادات الصهيوني لغزو رفح تأتي في الوقت الذي حذر فيه مبعوث كبير لوزارة الخارجية،  من أن تسليم المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة أمر بالغ الأهمية بشكل خاص، على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في الأسابيع الأخيرة في تقديم مثل هذه المساعدات في جميع أنحاء منطقة الصراع.

وقال أمير أفيفي، نائب قائد جيش الاحتلال الصهيوني السابق الذي أشرف على العمليات في غزة، إن تحقيق الاستقرار في شمال غزة سيستغرق وقتا. 

وأكمل: "إن التحدي الكبير ليس مجرد القضاء على حماس في منطقة ما، إنها حرب من نوع مختلف".

ووقعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، بالقرب من المحيط الشمالي للقطاع مع صيوني، وفي مدينة غزة، التي كانت قبل الحرب المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القطاع، حيث أفاد سكان المدينة عن وقوع عدة غارات في حي الزيتون.

وقال جيش الاحتلال إن سلاح الجو الإسرائيلي  نفذ ضربات ضد مواقع إطلاق الصواريخ وأهداف أخرى في شمال غزة، بما في ذلك ممرات الأنفاق.

"DMC" تبرز موضوع "موقع  الحصاد مصر ".. أكاذيب إسرائيل حول سلاح حماس محاولة يائسة لستر فشلها

وأكدت الصحيفة أن شمال غزة كان أول المناطق التي وقعت فيها الاشتباكات، ولكن يبدو أنه بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينجح في مهمته المتمثلة في القضاء على حماس بعد، ولكنها تسببت في استشهاد قرابة 34 ألف فلسطيني في غزة.

وتابعت أن  اعتبرت نفسها انتصرت في هذه الحرب، حيث فر معظم الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب بحثًا عن الأمان، ولكن مع عودة المعارك مرة أخرى في الشمال يبدو أنها لم تنجخ في مهمتها.

وأضافت أنه مع تركيز صهيوني على القتال جنوب القطاع، والادعاء بأنها قامت بتفكيك كافة كتائب حماس في شمال ووسط القطاع، يبدو أن الحركة لا يزال لديها القدرة على العودة وبقوة وإعادة تنظيم صفوفهم في وحدات أصغر والانتقال إلى تكتيكات حرب مختلفة في المناطق الحضرية.

وقال مسؤول دفاعي في  الاحتلال الصهيوني: "لا يزال هناك عدة آلاف من مقاتلي حماس في الشمال، في ظل وجود أكثر من 300 ألف مدني فلسطيني لا يزالوا في شمال القطاع".