???? ???????
تعانى اليابان من أزمة خطيرة تهدد صحة الموظفين والطلاب بها، نظرا لامتناع الشعب عن النوم وترسيخ ساعات اليوم لأجل العمل أو الدراسة.
وكان قد كشفت البيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2019 أن اليابانيين يقضون أقل ساعات نوم في المتوسط عالميا.
وفي أبريل 2019، دخل قانون جديد في اليابان حيز التنفيذ، والذي يضع حدا أقصى لوقت العمل الإضافي لمكافحة ثقافة العمل لساعات طويلة والتي قلصت نوم العاملين؛ وذلك بحد أقصى 45 ساعة عمل إضافي شهريا، بما لا يتعدى 360 ساعة سنويا.
كما بدأت الشركات بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" تتحرك لتشجيع موظفيها على نوم ساعة الغداء، أو ما يعرف باليابانية باسم "هيرونى". ففي مجموعة "جي إم أو" للإنترنت، التي تتخذ من طوكيو مقرا لها، يفوح أريج زيت البنفسج بإحدى الغرف غير المستخدمة في الاجتماعات خلال ساعة الراحة لمساعدة الموظفين الذين يشغلون أغلب مقاعدها المريحة، وعددها 27 مقعدا، على الخلود للنوم.
وتوفر الشركة بيئة مناسبة للحصول على للقيلولة يوميا لمدة ساعة، ما بين الثانية عشرة ونصف ظهرا والواحدة ونصف بعد الظهر. يقول تاكاهاشي إن "البعض يستخدم الغرفة لتجديد طاقته في فترة ما بعد الظهيرة. وبالنسبة لأولئك الذين لديهم أطفال، فإن ذلك يساعدهم على النوم وتعويض الفترة التي لم يناموا خلالها في الليل بالمنزل."
وفي عام 2017، فرضت غرامة على وكالة "دينتسو" الإعلانية بعد أن قفز موظف في الرابعة والعشرين من عمره من إحدى النوافذ تاركا تغريدة تقول: "سأموت من شدة الإرهاق". واستقال مدير الشركة إثر ذلك.
خلال السنوات الأخيرة نشرت الصحف قصصا عن أشخاص ماتوا جراء العمل المفرط والحرمان من النوم، ففي عام 2013 أصيبت صحفية متخصصة في الشئون السياسية بهيئة الإذاعة الوطنية اليابانية "إن إتش كيه" بقصور في القلب وماتت في فراشها ممسكة بهاتفها المحمول، ولم تكن قد تجاوزت عامها الحادي والثلاثين. توفيت الصحفية بعد العمل 159 ساعة إضافية دون عطلة باستثناء يومين في الشهر.
ويسعى الخبراء بالمنظمة اليابانية لتحسين النوم لتوعية العاملين بأهمية النوم، ويقول رئيس المنظمة، شويتشيرو شيراكاوا: "منذ بدأنا العمل عام 2006، كانت الجلسات التي ننظمها تشهد حضور طلاب ممن يعملون بقطاعات السكك الحديدية، أما اليوم فنحو نصف المترددين على محاضراتنا من هذا القطاع".
وأضاف نيشينو: "في الماضي كان يسمح للأطفال بقسط من النوم خلال الراحة المدرسية، لكن اختفى هذا الأمر في العقود القليلة الماضية وتربى جيل لم يتعود على القيلولة".