قال وزير خارجية أوزبكستان، الدكتور عبد العزيز كاميلوف، أهمية فتح الحوار الأفغاني الداخلي الشامل من أجل التوصل إلى التوافق التدريجي على النقاط التي يمكن الإجماع عليها؛ موضحا أن الحوار مع طالبان ليس مجرد الوسيلة المناسبة بل أنه أمر ضروري.
وشدد - في تصريحات صحفية وزعتها سفارة أوزبكستان بالقاهرة اليوم – على ضرورة قبل البدء في أي عملية سلام، أن تنبذ حركة طالبان لجميع أشكال النشاط الإرهابي والعنف، والامتثال الإلزامي لوقف إطلاق النار، المنصوص عليه بشكل أساسي في الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة الشهر الماضي.
وأوضح أن توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" بعد ثمانية عشر عاما من الأعمال العدائية المستمرة بينهما يمثل بالفعل حدثا سياسيا كبيرا وهاما للمنطقة بأكملها، مشيرا إلى أهمية تشكيل الوفود المعنية للحكومة والمعارضة في أقرب وقت ممكن، من أجل بدء الحوار البناء حول المجموعة الكاملة من القضايا، الخاصة بالتسوية السلمية لأفغانستان وأن يتم ذلك دون أي تدخل خارجي لأن مصير أفغانستان يقع في أيدي الأفغان أنفسهم.
وأكد كاميلوف أهمية تشكيل حكومة وطنية في أفغانستان تتمتع بالاستقرار وقادرة على حل المهام الأمنية والاقتصادية بصورة فعالة والنجاح في تحويل البلاد إلى منصة للتعاون الإقليمي الفعال، مضيفا أن أفغانستان السلمية قادرة على تزويد آسيا الوسطى بأقصر طرق الوصول إلى المسارات البحرية، وتنويع ممرات النقل لدينا، وبالتالي فتح الأسواق الواسعة لتصدير المنتجات المحلية.
وشدد على الضرورة الحيوية تقديم العون لأفغانستان للاندماج فى التعاون الاقتصادى الإقليمي، مضيفا أنه كلما انخفض مستوى التهديدات القادمة من أفغانستان، تقلصت بالتوازي تكلفة الحفاظ على الأمن القومي؛ ومن ثم يمكن الاستفادة من الموارد التي تم توفيرها في الإنفاق على حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين مستويات معيشة المواطنين.
وأفاد كاميلوف بأن سياسة الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائف لعبت دورا هاما في القضية الأفغانية؛ حيث استضافت طشقند المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول أفغانستان الذي عقد في مارس 2018 بحضور رئيسي أوزبكستان وأفغانستان، وممثلين عن جميع الدول والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعن البلدان الرائدة في المنطقة، والهيئات الدولية المرموقة.
وأضاف أن ميرضيائيف أكد أن الشرط الرئيسى للمضى قُدماً نحو السلام هو الإعداد والتنفيذ العملى لبرنامج السلام الموحد والمتوافق عليه لأفغانستان على المستويين الإقليمى والعالمى.
وأوضح أن هذا المؤتمر بحث استعداد المجتمع الدولي لتسهيل إقامة الحوار المباشر مع حركة طالبان دون أى شروط مسبقة وقد نجحنا فعلا في دفعها للانخراط في عملية التفاوض وحدث تقارب في مواقف واشنطن وموسكو وبكين على نحو أكثر بعد مؤتمر طشقند، لافتا إلى أهمية ضمان التوافق الإقليمي في الآراء حول المبادئ الأساسية للمصالحة الداخلية بين الأفغان.
وقال وزير خارجية أوزبكستان إن الإعلان الذي اعتمده هذا المؤتمر يعد "خارطة الطريق" للمصالحة القومية الداخلية، ومكافحة الإرهاب الدولى والإتجار بالمخدرات، وكذلك التعاون الاقتصادي الإقليمي، مشيرا إلى أن الوثيقة تضمنت شروط التنمية المستدامة فى أفغانستان، والنهوض بالأحوال المعيشية للشعب الأفغاني وانخراطه فى الأنشطة الخلاقة بالمنطقة والعالم ككل.
وأضاف أن أكد رئيس أوزبكستان فى خطاباته فوق المنصات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاى للتعاون ومنظمة التعاون الإسلامى وغيرها، استعداد بلاده بالتعاون مع شركائنا، بما فيهم بلدان آسيا الوسطى، للمساهمة فى البحث عن الحل السياسى للأزمة الأفغانية.
ولفت إلى تم عقد النقاش الوزارى حول أفغانستان فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحت رئاسة ومبادرة كازاخستان، بينما تقدمت قيرغيزستان باقتراح لإنشاء مركز للأبحاث حول أفغانستان فى بشكيك، لدراسة العمليات التى تجري في ذلك البلد على نحو أكثر عمقا، فضلا عن عقد الحوار الوزارى "الهند - وآسيا الوسطى" الذي أقيم في مدينة سمرقند، وشاركت فيه أفغانستان لأول مرة.
وأوضح أن أوزبكستان أطلقت بالفعل مشروعات البنية التحتية الواسعة؛ ومنها مشروعات ذات أهمية اجتماعية في أفغانستان، مثل مد خط نقل الطاقة الكهربائية "سورخان- بولى– هومرى"، وغيرها وكذلك خط نقل الطاقة الكهربائية كابول بنظام الطاقة الموحد في آسيا الوسطى، لافتا إلى أن خط نقل الطاقة الكهربائية " سورخان – بولي – هومري " يعتبر جزءً لا يتجزأ من المشروع الذي يوفر الكهرباء إلي باكستان وبعد ذلك دول جنوب آسيا.
كما تبدي طشقند اهتماما نحو تنفيذ مشروعات النقل والخدمات اللوجستية بهدف إتاحة أفغانستان المشاركة في التكامل الإقليمي.
وأضاف أن أوزبكستان مستعدة للتعاون مع الحكومة الأفغانية والشركاء الدوليين في تنفيذ مشروعي مزار شريف هيرات ومزار شريف بيشاور للسكك الحديدية، واللذان سوف يربطان أقاليم وسط وجنوب آسيا.
وأفاد بأن الرئيس ميرضيائيف أطلق مبادرة لإنشاء المركز التعليمي لتدريب المواطنين الأفغان في مدينة ترميذ وكذلك اقترح إقامة الصندوق الدولي الخاص لدعم التعليم في أفغانستان بهدف تدريب الشباب على التخصصات المطلوبة فى أفغانستان، وتقديم المنح الدراسية للطلاب الموهوبين وشباب العلماء.
وذكر أن الحرب في أفغانستان استمرت قرابة الأربعين عاما وبلغ عدد ضحاياها مليوني شخص وفر نحو ستة ملايين آخرين طبقا لتقديرات وزارة اللاجئين الأفغانية، مما يؤكد الحاجة إلى وضع استراتيجية إقليمية مشتركة، تضمن ليس فقط عودة اللاجئين إلى وطنهم، ولكن أيضا مشاركتهم النشطة في بناء الحياة الآمنة في أفغانستان.