
دعا الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" القطاع إلى ضرورة البدء بالتخطيط والاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد-19 وبحث آليات تحويل الأزمات إلى فرص ودروس يمكن الاستفادة منها للحفاظ على القدرات والميزة التنافسية العالمية للقطاع.
جاء ذلك في الورقة البيضاء التي أصدرها الاتحاد تحت عنوان "كوفيد- 19 والصناعات الكيماوية"، وقدم من خلالها رؤية معمقة حول تأثير جائحة كورنا على العرض والطلب وأسعار البتروكيماويات جراء صدمة الوباء وانهيار أسعار النفط، بخلاف عن الآثار المترتبة على سلاسل الإمداد في المنطقة والتجارة الدولية.
وقال بيان للاتحاد اليوم الأحد: وفقًا لهذه الورقة فقد كشفت الجائحة عن مجموعة من العيوب في سلاسل الإمداد التي تعتمد عليها الصناعة الكيماوية منذ عقود طويلة، وهذا يشكل بحد ذاته فرصة سانحة لتحديث ومعالجة نقاط الضعف الحالية التي تعتريها.
وأضاف: لقد تأثر القطاع الكيماويات الخليجي من تداعيات جائحة كوفيد-19 لاسيما لجهة انخفاض الأسعار وتراجع الطلب على البتروكيماويات في الأسواق العالمية وفي مقدمتها السوق الصيني بسبب تباطؤ الطلب من قبل صناعات المنتجات النهائية في قطاعات النقل والإلكترونيات ومواد البناء بالإضافة إلى الاضطراب في منظومة الإمداد وقيود الحجر المنزلي وتوقف السفر، أما على الجانب الإيجابي فقد استمر الطلب على المنتجات المستخدمة في تصنيع المعقمات والحماية الشخصية ومنتجات الرعاية الصحية مع عدم وجود تأثير واضح على إنتاج الأسمدة. وبالنسبة للمواد الكيماوية المستخدمة في محاربة جائحة كورونا فقد حافظت على أسعار معتدلة بينما تحسنت أسعار الأسمدة بنسبة 3% في شهر مارس الماضي مقارنة بشهر فبراير من العام 2020.
وأشار الاتحاد إلى أن تقديرات ماكنزي، توضح أن قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات سيبدأ بالتعافي خلال الربع الثالث من العام الجاري ومن المتوقع أن تنتعش الأسعار مع استئناف الطلب غير أن استمرار الوضع على هذه الحالة مع استمرار انخفاض الأسعار لعام آخر فسيكون له تأثيرات أشد على المدى الطويل.
وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات: إنها أوقات عصيبة على الصناعة ليس في المنطقة وحسب وإنما في جميع أنحاء العالم وسيبقى الاتحاد ملتزمًا بتوفير كافة سبل الدعم المتاحة لأعضائه بما يمكنهم من مواجهة التحديات التي قد تطرأ وفي هذا السياق فقد أصدرنا ورقة بيضاء بهدف توفير نظرة معمقة حول تأثير جائحة كوفيد-19 على القطاع وبحث آليات تحويل التحديات إلى فرص يمكن الاستفادة منها.
وأضاف السعدون: لقد حان الوقت للتركيز على المجالات الأساسية التي تعزز من التنافسية والخروج من الأزمة أكثر قوة ولابد للشركات من الاستفادة من الدروس المستقاة وتحسين كفاءتها التشغيلية وتقليل التكاليف، كما يمكنهم أيضًا دراسة السلوك المتغير للمستهلكين النهائيين نتيجة الجائحة كفرصة مهمة لتحسين عرض منتجاتهم وتلبية احتياجات العملاء الجدد والتركيز على الابتكار.
وأكدت الأزمة لنا مرة أخرى أهمية التوجه نحو المزيد من التنويع في اقتصاديات دول منطقتنا والتركيز على المواد الكيماوية ذات القيمة المضافة التي أثبتت دورها الهام في توفير حلول فريدة من نوعها في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة لتمتعها بدرجة مناعة أعلى ضد اضطرابات السوق بصفتها أقل تأثرًا بأسعار النفط.