استمعت اليوم الاثنين، هيئة محكمة جنايات الأحداث بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، برئاسة المستشار محمد أبو يدك، رئيس المحكمة، لمرافعة النيابة العامة بشمال دمنهور في القضية رقم 52 لسنة 2020 جِنَايَاتٍ طِفْلَ قِسْمِ كَفْرِ الدَّوَّارِ والْمُقَيَّدَةُ بِرَقْمِ 15 لَسَنَةً 2020 جِنَايَاتٍ طِفْلٌ كُلِّي شَمَالَ دَمَنْهُورٍ، والمعروفة إعلاميًا بمذبحة كفر الدوار والتي راح ضحيتها ربة منزل وطفليها «التؤام» على يد ابن عمها.
وقال مُرْقُسِ مُورِيسِ رَاغِبِ، وَكِيلِ نِيَابَةِ شَمَالَ دَمَنْهُورِ الْكُلِّيَّة، خلال مرافعتة:" أقفُ أمام عدلكم اليوم ومن خلفي ثلاثة أرواحٍ أبرياء أعرضٌ عليكم قضيةً لا يقوي اللسانُ على ذكرها، ولا تقوي الأذن على سمعها ولا يقوي القلبُ على احتمالها، فقضيتُنا المطروحة أمامكم اليوم تحوي جريمة نكراءِ من كبائرِ الجناياتِ في جميع التشريعات، جريمةٌ من كبائر الآثم في كل الدياناتِ، جريمةٌ يلقي فيها المتهمينَ أشد العقوباتِ، جريمةٌ يقشعرُ لها الابدان لن تسني على مر الزمانِ وستظلٌ راسخةٌ في الأذهانِ، لتؤجج مشاعرُ كل إنسانٍ، لما آلت إليه النفوسَ من ظلمٍ وعدوانٍ، فنسي مقارفها الله الديان، وملئ قلوبنا بالآلامِ، مِن هْول ما فعل اقشر منه الأبدان".
وأكد وكيل النيابة خلال المرافعة، أن المتهم في القضية استباحَ مواقعةُ انثي بغير رضاها، بل أنه قد سَوَّلَتَ له نفسُه إزهاقَ روحها وطفليها دون شفقةٍ ولا رحمةٍ، فإننا نقفُ اليومَ أمام جريمةٍ هي الأشدُ قسوةً وأكثُر شراسةً جريمة تلفُظها الإنسانية قبل أن يعاقب عليها القانون، فما جئت اليومَ مدافعًا عن حقًا فحسبُ، وما أنشدُ توقيعَ عقوبةٍ، وما جئت لأروي وقائعَ في قضيةٍ أو أطرحُها على مسامعَكم لتقضوا فيها بعقولكِم الواعية وعدلكِم المنشود، إنما جئت مدافعًا عن مجتمعٍ بأسرِه لا شخصٍ بعينه، أنشدُ توقيعَ عقوبةٍ على جريمةٍ شنعاءٍ يستنكرُها العقلُ والوجدانُ يهتزُ لها عرشُ الرحمنِ، وغدرٌ وخيانةٌ، خسةٌ وندامةٌ، مكرٌ وخديعةٌ، قتلٌ وتنكيلٌ، إجرامٌ وغلظةٌ، حنكةٌ ودهاءٌ، جرم ٌوآثام، غضبٌ وعصيانٌ، اثمٌ وعدوانٌ، يطلُ علينا القتلُ بوجههِ المقيتِ، بعد أن تواري بين الجدران، وعقب أن اتُخذَ له القرار، ها ذي العائلةُ التي لا يملكونَ أفرادها من أمرِهِم حولًا ولا قوةً، فبأي ذنبٍ قُتلوا، وبأي جريرةٍ أُخذُوا، وذلك الجاني زَينَّ له شيطاُنه طريقَ الغوايةٍ، وأضلهُ عن سبيلِ الهدايةِ، فهَوَي في سحيقِ آبارِ الخطيئةِ، واستباحَ دمَ أرواحٍ بريئةٍ حتى أنه لم يكتفِ بقتل المجني عليها التي أبت معاشرتهُ بلا فقتلَ صغيريها أيضًا، لم يستجب ذلك الوحشُ الضاري لصراخِ وانينِ طفليها الصغيرين، لم يعلموا المجني عليهم أن آخرَ لقاء لهم في الدنيا مع هذا الشيطان الآثم قلبهُ، فهم في الجنةِ بإذن ربهم، والقاتلُ بمشيئة اللهِ في الظلماتِ، لقد استباح دماء معصومة، وما راعي أبدًا أيا من الحرماتِ.
وكما أكد وكيل النيابة، أن الواقعةُ بازغةٌ كما الشمسَ في كبدِ السماءِ أو البدرُ في ليلة ليلاء، جنايةً من أشد الجنايات تأثيمًا؛ بل أشدها على الإطلاق، ارتبطت بها الغدر سلوكًا وشروع في مواقعة أنثي اقترانًا، اقتران وارتباط عصيان على الانفصام، يجهران بما اُقترف من ذنب ٍوآثام، من غيلةٍ وبهتان، من زيفٍ وعدوان، تلك جريمة حرمتها الدياناتِ السماويةِ وجرمتها القوانينَ الوضعيةَ بحسبانها افتئات على الحرماتِ، فقد صار ذلك الجاني في معية الشيطان عليه من الله أكثر اللعناتِ، فقد نسي قول الرب الديان
" لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا " صدق الله العظيم.
وقال وكيل النيابة:" أن بداية واقعتنا الأليمة في صبيحة يوم الخامس والعشرين من الشهر الماضي حينما ترك رب البيتِ أسرته _ زوجةً وثلاثة أطفالٍ _ متجهًا لمحل عملهِ، وإذ بذلك الجاني القابع خلف القطبان وقد اختمرت في رأسهِ خاطرة مواقعة المجني عليها وإن لم ترتضِ تلبية رغبتهِ، فتوجه إليها وبعد أن أدخلتهُ مسكنها مطمئنهُ له فهو نجل عمومتها؛ فما كان مقابلةُ ذلك إلا بجورٍ وبهتان، بخسةٍ ونذالة، بسوءةٍ وندامة، باع المتهم ضميره للهويَ وشري بعملهِ الغويَ، لم تكن براءتها على علم ٍبذلك الشيطان، وبعد أن أغلق البابَ شرع في وضع جريمته الفحشاءَ موضع التنفيذ، فأنتفض منهُ شيطانهُ وأنقض عليها وحاول مواقعتها عنوةٍ، فجذبها من لباسها وأخذ يتملسُ مناطقُ عفتها؛ فقاومتهُ وسارعت بالتوجه صوبَ باب سكنها لإخراجهِ، فغدر بها وسوَلَتْ له نفسهُ الأمارة بالسوء فكرة شيطانية دنيئة، وعقد العزم المصمم على قتلها؛ فاستل سلاحًا أبيض " سكين " ونحر عنقها باستخدامهِ، ثم ألتفت إلى الطفلين المجني عليهما البالغينَ من العمر ثلاثة أعوامٍ لم يشفع لهما صغر سنهما ولم يبالِ لأنينهما؛ ففتقَ عقنهُما بذات السكين بلا شفقةٍ ولا رحمة مزهقًا روحهما، وكتب بمدادِ دماءِ أرواح بريئة نهاية قصة حياة أسرة سعيدة، وما نجت منه إلا الطفلةَ الرضيعةَ البالغة من العمر خمسةَ أشهرِ التي لم يعبئ بها لعدم إدراكها.
وأشار وكيل النيابة، إنه بخصوص واقعات تلك الدعوي التي شملتها المدوناتِ فهي جنايةُ قتلِ مع سبق الإصرارِ اقترنت بها وتقدمتها جنايةُ شروعٍ في مواقعة أنثي بغير رضاها وتلتها جنايتي قتل طفلينِ مع سبق الإصرارِ سفكت دمائهما بيد مكارٍ، فضلًا عن جنحة إحراز سلاحًا أبيض دون مسوغ، ففي مساء يوم الخامسِ والعشرينِ من الشهر الماضي وحين عودة رب البيتِ رفقة أقرابهُ إلى مسكنهِ؛ أبصروا دماءٍ في كل أرجاء مسكنهِ وعثروا على جثامين المجني عليهم مقتولين ذبحًا.
وتابع وكيل النيابة، لقد حَلَتَ الفاجعةُ حينما أتت تحريات النقيب أحمد محمد عبد الوهاب المسيري رئيس مباحث قسم كفر الدوار لتزيل الغموضُ عن تلك الواقعةُ مقررًا بأن المتهم على ياسر محمد أحمد عارف هو مرتكبها، وأضاف بأن المتهم قد توجه إلى مسكن المجني عليها ياسمين على محمد أحمد عارف للقيام ببعض الإصلاحات به عقب شراء بعض الدُسُر اللازمة لأعمال الصيانةِ من الحانوت الخاص بالمدعو مروان محمود بسيوني يوسف، وحين فرغ من تلك الأعمال طالبتهُ المجني عليها باصطحاب صغيرتها المدعوة فرح إسلام محمد فتحي عبد الواحد البالغة من العمرِ خمسةَ أشهرٍ وإحضار لها بعض المشترياتِ، فتوجهُ إلى الحانوتِ الخاص بالمدعوة سماح رمضان متولي أحمد، وابتاع لها ما أرادتْ، وحينئذ وسوسُ إليه شيطانه مواقعة المجني عليها مستغلًا في ذلك عدم تواجد زوجها بالمسكنِ وحداثةُ سن أطفالها، وحين عاد إليها طالبها بأن يعاشرها؛ فنهرته، فجذبها من ملابسها وحاول مواقعتها عنوةٍ ؛ فقاومتهُ وعنفتهُ وهددتهُ بإفضاح أمره، وسارعت بالتوجهِ صوب باب سكنها لإخراجهِ؛ فما كان به إلا أن غدرَ بها، فاستل سلاحًا أبيض " سكين " من أعلى الموقدُ الموجودُ بصالتهِ وأمسك به بيمناه، وأجهز على حياتها أمام طفليها؛ فقدم من خلفها وأطبق على عنقها بيسراه؛ فقاومتهُ مما نجم عنه إصابتهُ بوجههِ وعنقهُ وقطع قلادتهِ الفضيةِ وسقوطها من عنقهِ؛ فنحر عنقها باستخدام تلك السكينِ؛ فهوت أرضًا غارقةً في دمَائها، فاستكمل ذبحها حتى تيقنَ من مفارقتها للحياة، ثم ألتفت إلى الطفل المجني عليهِ " على إسلام محمد فتحي عبد الواحد"، البالغ من العمر ثلاثة أعوام ِالذي أبصر مقتل والدته المجني عليها وهدد المتهمُ بإخبار والدهِ بما رآه قائلًا قالته ( أنا هقول لبابا )؛ فأمسك به المتهمُ وعصر حلقهِ بيده اليسرى، وعاجلهُ بضربهِ بعنقهِ باستخدام ذات السلاح المار ذكرهُ؛ فسقط أرضًا جوار والدته، ووالي الاعتداء عليه ذبحًا حتى لقيَ مصرعه، وما أن فَرغَ من قتل المجني عليه سالف الذكر حتى حان دور شقيقه ِالمجني عليه" محمد إسلام محمد فتحي عبد الواحد" الذي هرع لداخل إحداي حجرات المسكنِ من هول ما رآه صائحًا مستغيثًا ؛ فتعقبهُ مصرًا على الإجهاز على حياته، ولما تعالي صراخهُ ؛ سارع بالإمساك به وذبحهُ باستخدام ذات السلاحِ مزهقًا روحهُ، وبعد أن انتهي من جريمتهِ النكراء حاول إخفاءُ معالمها؛ فغسل يديهُ والسكينُ المستخدم ُفي جريمتهِ، ووضعها بداخل إحدى أدراج حجرة الطهي، ولاذ بالفرار متجهًا لمسكنهُ، واستبدل ملابسهُ، واستبان له آنذاك أنه قد سلا بطاقة تحقيق شخصيتهِ ومفاتيح دراجتهِ الناريةِ بالمسكن محل الواقعةِ؛ فعاد إليه، ودلف لداخلهُ عن طريق التسلل من نافذة إحدى حجراتهِ واستعادهما، وبحث عن القلادةِ المفقودةِ منهُ ؛ فلم يجدها فتوجهُ إلى المدعوة" جابر عبده جابر رزق غازي" وابتاعَ مثيل لها حتى لا يفضحُ أمرهُ، تلك كانت شهادة النقيب أحمد محمد عبد الوهاب المسيري رئيس مباحث قسم شرطة كفر الدوار، والتي أتت متفقةُ مع ما شهد به العقيد سعيد ماهر شعير رئيس فرع البحث الجنائي بكفر الدوار بالتحقيقاتِ وتم ضبط المتهم، وأرشد عن السلاح المستخدم في جريمتهِ النكراءِ والملابسُ التي كان يرتديها وقتها، وتم العثور على القلادةِ الفضيةِ المفقودةِ منهُ بمحل الحادثِ، آهٍ وآه ٍيا لذلك المكر والدهاءُ، أُصيب المتهم َإبان مقاومة المجني عليها لهُ، وحين سُئل قرر أنها من جراء تعدي آخرين عليهِ، بلا لم يكتفِ بذلك بل حضر إلى محل الواقعة بعد ارتكابهِ لها رفقة زوج المجني عليها ويكأنه لا يعلمُ عن الأمرِ شيئًا.
ووأوضح وكيل النيابة، إنه باستجواب النيابةِ العامةِ للمتهم ِعلي ياسر محمد أحمد عارف أقر بارتكابهِ للواقعةِ تفصيلًا، مؤكدًا أن قلادتهُ الفضيةَ المعثورُ عليها بمحل الحادثِ هي تلك التي كان يرتديها حال أقترافهِ للواقعةِ، كما أجري المتهم َمحاكاه تمثيليةً لجريمتهِ النكراء بمعاينة تصويرية بمسرح الحادثِ على نحوُ يتفقُ وإقراره ُبالتحقيقاتِ ؛ فأكتمل بذلك بنيان دلائل الأوراقِ.
ويستطرد وكيل النيابة، وإنه بسؤال الطبيبِ الشرعي ياسر محمد على خيري بركات شهد بأن وفاة المجني عليهم تعزي إلى الجروح الغائرة القطعية الذبحية بالعنقِ، وأنها جائزة الحدوث وفقًا لإقرار المتهمِ بالتحقيقاتِ، مضيفًا بأنه قد عُثرَ على آثار خلايا عالقة للمتهم بقلامات أظافر المجني عليها ياسمين على محمد أحمد عارف وهي ناتجة عن مقاومة المجني عليها له حال ارتكابهِ لجريمتهِ الشنعاءِ، كما ثبتَ بتقرير مصلحة الطب الشرعي، أن البصمةَ الوراثيةَ للحمض النووي المستخلص من التلوثاتِ المنويةِ ببنطالِ المجني عليها ياسمين على محمد أحمد عارف عبارة عن خليط أشتمل على البصمةِ الوراثية ِللحمض النووي المستخلص من المتهمِ وزوجها إسلام محمد فتحي عبد الواحد، وأن البصمةَ الوراثيةَ للحمض النووي المستخلص من التلوثاتِ الدمويةِ لبنطال المتهم عبارة عن خليط اشتمل على البصمة ِالوراثيةِ للحمض النووي المستخلص من المجني عليهم كلٌ من:" ياسمين على محمد أحمد عارف، وعلي إسلام محمد فتحي عبد الواحد ومحمد إسلام محمد فتحي عبد الواحد"، كذا والمتهمُ، وأن البصمةَ الوراثيةَ للحمض النووي المستخلص من قلامات أظافر المجني عليها ياسمين على محمد أحمد عارف عبارة عن خليط اشتمل على البصمةِ الوراثيةِ للحمض النووي المستخلص من كلٌ من المجني عليها سالفة الذكر والمتهم، وأن البصمةَ الوراثيةَ للحمض النووي المستخلص من مسح السكين المضبوط عبارة عن خليط أشتمل على البصمةِ الوراثيةِ للحمض النووي المستخلص من المجني عليهم كلٌ من ياسمين على محمد أحمد عارف، وعلى إسلام محمد فتحي عبد الواحد، ومحمد إسلام محمد فتحي عبد الواحد.
ويكمل وكيل النيابة العامة خلال المرافعة، أن تقرير الإدارةِ العامةِ لتحقيق الأدلة الجنائيةِ كشف أن البصمةَ الوراثيةَ للمجني عليها ياسمين على محمد أحمد عارف تتطابقُ مع البصمةِ الوراثيةِ لآثار الدماءِ المرفوعةِ من على أرضية الصالة بجوار باب الوحدة السكنيةِ محل الواقعةِ، وأن آثار الدماءِ بالعيناتِ المرفوعة ِمن على أرضية الصالة أسفل النافذةِ، ومن على أرضيةُ حجرة النومِ بجوار المرقدِ، ومن الضلفة اليمني لأحد أثاث المسكنِ ( نيش )، ومن على الأرضيةِ أمام حجرة المعيشةِ، ومن على الأرضيةِ أمام حجرة النوم الرئيسيةِ جميعها لها ذات التصنيفات الجينيةِ الخاصة بالمجني عليهما الطفلين على إسلام محمد فتحي عبد الواحد، ومحمد إسلام محمد فتحي عبد الواحد، فضلًا عما تأصل بتقرير الإدارةِ العامةِ للمساعداتِ الفنيةِ، أن جهاز تسجيل كاميرات المراقبة الخاصة بالحانوتِ الكائن أسفل العقارِ محل الحادثِ قد رصد المتهمُ حال تردده عليه في مواقيت تتفق وإقراره بالتحقيقات وما شهد به شهود الواقعة.
وأكد وكيل النيابة، على توافر سبقُ الإصرارِ في حق المتهم ِالذي أصر وصممُ على إنهاء حياة المجني عليهم، كما أن كل جريمةٍ من جرائم القتلِ والشروعُ في مواقعةِ أنثي دون رضاها مستقلة عن الأخرى بكافة أركانها وعناصرها كما حددها الشارعُ فيتحققُ معه فعلَ الاقترانَ.
وأختتم وكيل النيابة المراقعة قائلًا:" جريمةُ قارفها المتهم ِالقابع خلف القضبان تحالفٌ فيها مع الشيطانِ واتخذهُ وليًا لهُ من دون اللهِ فكان له الدافعُ والغاوي والمعينُ، تسابقَ فيها مع الشيطانِ أي منهما يفوزُ بذلك الذنبِ العظيم، فتجلتْ بشاعةُ تلك الجريمةِ في قساوةِ اسلوبها الإجرامي الذي ارتكب به الجاني لها ففاق أساليبُ الوحوش الضاريةِ عندما تنشب مخالبها في اجسام فرائسها وتمتصُ دماءُ ضحاياها وهي شجية ُمنتشية، يا لهذا القلبِ المتحجرِ العاتي ويا لهذه النفس القاسيةِ الدنيئةِ الشريرةِ، وحيثُ أنهُ لكل ما تقدم وبالابتناءِ عليهِ، ليبزغُ جليًا إسناد مقارفة الجريمةَ في جنب المتهم، إسنادًا تطالبُ النيابةُ العامةُ بمقتضاه توقيعَ اقصي عقوبةَ على الجاني، ويا ليتَ بيدَ النيابةَ العامةَ أن تطالبَ هيئةُ المحكمةِ الموقرةِ بتوقيع عقوبةِ الإعدام شنقًا على ذلك الجاني جزاءً وفاقًا لما أقترفهُ من أثما وجرما فلا يرجي من إصلاحهِ وبقائهِ في دنيانا شرًا مستطيرًا ؛ إلا أن الشارعَ المصريَ نصَ على عدم جوازِ إقامةِ حد القتل على غير البالغينَ".
قررت محكمة جنايات الأحداث بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، برئاسة المستشار محمد أبو يدك، منذ قليل، تأجيل محاكمة المتهم بذبح ابنة عمه وطفليها، لجلسة 29 سبتمبر الجاري للنطق بالحكم.
وشهدت جلسة اليوم الاثنين، مواجهة هيئة المحكمة للمتهم بإعترافاته أمام النيابة العامة بشان إرتكارب الجريمة وقتل المجني عليها وطفليها " التؤام ".
وكان المستشار عماد الجندى المحامى العام لنيابات شمال دمنهور قد قرر إحالة المتهم لمحاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الاحداث بكفر الدوار، حيث وجهت له تهم قتل المجنى عليها والمقترن بالشروع في اغتصابها والمقترن بجريمة أخرى هى قتل طفليها.
وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطارًا من مباحث قسم كفر الدوار بالعثور على ثلاثة جثامين لسيدة 23سنة وطفليها 3سنوات منحورة أعناقهم بعزبة عثمان دائرة القسم بتاريخ 25اغسطس الماضى.
توصلت تحريات المباحث بالاشتراك مع الأمن العام إلى قيام نجل عم المجنى عليها سائق تروسيكل ويبلغ من العمر 17 عاما بارتكاب الجريمة بعد فشله في التعدى عليها واغتصابها وخشية من افتضاح إمرة قام بذبحها وذبح طفليها وتركهم في بركة من الدماء وفر هاربا.
حيث تمكن ضباط مباحث البحيرة بإشراف اللواء محمد الشعراوى مدير المباحث من القبض على المتهم واعترف تفصيليا بارتكاب الجريمة وقرر بحضوره لشقة المجنى عليها مدعيا مساعدتها في ترتيب محتوياتها حيث كانت قد انتقلت إليها وزوجها وطفليها للإقامة بها حديثا وأثناء ذلك حاول التعدى عليها ولدى مقاومتها له استل سكينا من المطبخ وأحدث إصابتها التى أودت بحياتها ثم قام بقتل طفليها.
أحيل المتهم لحسام السقا مدير نيابة كفر الدوار الذى باشر التحقيق بأشراف المستشار عماد الجندى المحامى العام لنيابات شمال دمنهور وأمر بحبس المتهم احتياطيا لاتهامة بقتل ثلاثة من ذوية بدائرة قسم كفر الدوار على ذمة التحقيقات.