أسرة تجسد بطولة شقيقين.. الأول استشهد والثاني يكمل المشوار.. صور

 

معلق علي جدران منزل العائلة في قرية أسنيت بمركز كفر شكر في القليوبية، برواز مذهب بسيط، يُغلف صورة تجمع أفراد عائلة الشهيد محمد كُريم أحمد ضيف، والده ووالدته وأشقاؤه، يقف الشهيد في منتصف الصورة مبتسما وإلي جواره يمينا ويسارا أفراد أسرته الذين يشاركون اليوم في حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة لعام 2020، بمقر الأكاديمية في القاهرة الجديدة.

رحل الابن الأكبر شهيدا في 17 سبتمبر عام 2013، أثناء هجوم مسلح علي سيارة تابعة للقوات المسلحة، بطريق مدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية، واستلم راية البطولة شقيقه الذي يقف في أقصي يمين "صورة العائلة"، حيث تخرج اليوم ضمن دفعة طلاب أكاديمية الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الملازم أول مهاب أحمد ضيف.

بخطوات كلها ثقة وحماس وثبات، تقدم "مهاب"، خلال حفل التخرج، ليؤكد أن شقيقه "محمد" استشهد عندما كان عمره 15 عاماً، مشيرًا إلي أنه أصر علي استكمال رسالة شقيقه الشهيد والذي كان ضابط مشاه في الجيش الثاني الميداني.

إلي جوار الشهيد في الصورة العائلية، وقفت الأم داعمة وساندة له، وفي حفل التخرج ظهرت أيضا لتدعم الابن الثاني في مشواره الوطني، مؤكدة أنها لم تتردد في تقديمه بطلا لخدمة الوطن، وبصوت جهوري حكت عن ابنها الشهيد، قائلة: "كنت بحلم بيوم فرحه، فجأة اتسرقت فرحتي بخبر استشهاده، حسيت أن حياتي وقفت، الشهيد كان كل حياتي، وكان أول فرحتي، وكان أكبر ولادي، كان حبيبي وعمري".

وعبرت الأم عن فخرها بأبنائها وبدورهم في الدفاع عن الوطن: "مصر محفوظة بأمر ربنا وهتبقي عظيمة وقوية طول ما فيها رجالة زيكم، وهنفضل دايما في خير وأمن وآمان، طول ما إحنا شعب وشرطة وجيش إيد واحدة في رباط ليوم الدين"، ثم هتفت: "تحيا مصر".

بين ابن استشهد دفاعا عن الوطن، وابن ثاني يكمل المسيرة ويرتدي الزي الميري مقتديا ببطولة شقيقه، تظل صورة العائلة في منتصف الجدار، شاهدة علي بطولة من رحل وجسارة من جاء حاملا الراية نفسها.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة