يلقي مساء الثلاثاء المقبل، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطابًا ينتظر أنه يكشف فيه عن تعديل الإجراءات الصحية التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا لكبح تفشي وباء فيروس كورونا في البلاد. فيما أشارت معطيات وبائية جديدة إلى تجاوز فرنسا ذروة الموجة الثانية.
على الرغم من استمرار انتشار وباء فيروس كورونا بفرنسا، يبدو أن البلاد قد تجاوزت ذروة الموجة الثانية، حسب ما أكدته الوكالة العامة للصحة الفرنسية التي دعت الفرنسيين بالرغم من ذلك إلى مواصلة الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.
وفيما تتصاعد الأصوات المنددة بإجراءات الغلق التام منذ فرض الحجر الصحي الثاني في 29 أكتوبر الماضي يأمل التجار وأصحاب المحلات الصغرى أن يعطي الرئيس يمانويل ماكرون في خطابه المزمع أن يلقيه مساء الثلاثاء، الضوء الأخضر لكي يعاودوا فتح أبواب تجارتهم ومحلاتهم لتفادي خسائر أكبر.
وجاء في بيان للوكالة العامة للصحة أنه "بالرغم من أن المؤشرات تدل بأن نسبة انتشار وباء كوفيد-19 لا تزال مرتفعة، إلا أن هناك معطيات تشير إلى تجاوز فرنسا ذروة الموجة الثانية".
فعلى سبيل المثال، عرف الأسبوع من 9 إلى 15 نوفمبر، انخفاضا على مختلف المستويات مقارنة بالأسابيع الماضية الأخرى: عدد المصابين بوباء كوفيد-19 انخفض إلى 182783 حالة بعدما وصل إلى 305135 حالة في الأسبوع السابق.
كما تراجعت أيضا نسبة النتائج الإيجابية لاختبارات الكشف عن المرض إلى 16,2 بالمئة مقابل 19,7 بالمئة سابقا. أما عدد المرضى الذين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فقد انخفض عددهم إلى 17390 مريضا بعدما كانوا 19940. نفس الشيء فيما يخص نقل المرضى إلى العناية المركزة (2761 شخصا مقابل 3037 سابقا) فيما انخفض عدد الوفيات من 3817 إلى 3756 وفاة.
عودة إلى مستوى ما قبل حظر التجول
لكن وزير الصحة أولفييه فيران، دعا إلى النظر إلى هذه الأرقام بحذر على الرغم من أنها مشجعة، مشيرا إلى أن "الضغط الوبائي" عاد إلى مستوى ما قبل فرض حظر التجول في فرنسا.
من جهة أخرى، أكد فرانسوا دالفريسي، رئيس المجلس العلمي الفرنسي الذي يقدم النصيحة للحكومة فيما يتعلق بوباء فيروس كورونا، في حوار مع جريدة "لوموند" أنه "لا يزال الوباء ينتشر بشكل كبير في فرنسا"، موضحا أن "المستوى الذي حدده ماكرون عندما فرض الحجر الصحي (أي 5000 إصابة يوميا) سنصل إليه "بعد أعياد الميلاد" أو "في بداية شهر يناير" 2021.
وأضاف "لكن مع إعلان التوصل للقاح فعال بنسبة كبيرة، أرى أننا في صدد الخروج من النفق" حسب هذا المتخصص في الأمراض الوبائية وذلك على الرغم من بلوغ عدد الوفيات جراء الفيروس 400 شخص يوميا.
ويقدر العدد الإجمالي للوفيات منذ ظهور الوباء بـ47127 شخص في فرنسا.
وعلى سبيل المثال، وصل عدد وفيات بسبب وباء كوفيد-19 الجمعة الماضي في المستشفيات الفرنسية إلى 386 وفاة في حين لا يزال يقبع في الرعاية المركزة 4566 مصابا.
وبالرغم من أن مدة "الحجر الصحي لم تنتهِ"، كما أكد وزير الصحة فيران الخميس الماضي، إلا أن الحكومة تواصل عملها من أجل "تخفيفه" خاصة وأن الإجراءات الصحية الوقائية التي اتخذت خلال الموجة الثانية من الفيروس أثرت سلبا على الاقتصاد الفرنسي من جهة وعلى الصحة النفسية للمواطنين الفرنسيين من جهة أخرى، وذلك حسب إحصائيات نشرتها وكالة الصحة العامة الفرنسية إذ سجلت ارتفاعا مقلقا في نسبة حالات الاكتئاب من 10 بالمئة إلى 21 بالمئة بين شهري سبتمبر ونوفمبر
رهانات تجارية عديدة
ومن بين الرهانات المطروحة قبل أعياد الميلاد، رهان فتح المحلات التجارية غير "الضرورية" التي يمكن أن تفقد أكثر من 4 مليار من الأرباح خلال شهر نوفمبر.
فيما يمكن أن تصل الخسائر إلى أكثر من 10 مليارات يورو في حال بقيت هذه المحلات مغلقة طيلة شهر ديسمبر المقبل، وفق دراسة أجرتها شركة تأمين الائتمان "أولور هيرمس".
هذا، ووافقت المحلات التجارية الكبرى بعد حوار مع الحكومة تأجيل يوم "الجمعة الأسود" وهو يوم يتم تخفيض أسعار كل المبيعات بحوالي 50 بالمئة لغاية الجمعة المقبل 27 نوفمبر.
من جهته، أكد رئيس الحكومة جان كاستكس "نحن نسير في الاتجاه الصحيح لإعادة فتح المحلات التجارية في مطلع ديسمبر المقبل".