???? ???????
صدرت الرواية الجديدة للكاتب السوري المقيم في فرنسا، عبد الناصر عايد، بعنوان تنسيقية بولييه، وتقع الرواية في 248صفحة من القطع المتوسط...تجري أحداث الرواية ضمن خطين زمنيين, الأول ما قبل اللقاء في مقهى بولييه, بما فيه طبعاً حيوات الأشخاص في سوريا قبل وأثناء الثورة, والخط الثاني هو ما بعد اللقاء في المقهى, وهي ذات مسارات متعددة, بحسب شخوصها, ويمكن القول أنَّ كل شخوصها كانوا أبطالاً وإنما بنسب متفاوتة إذا ما أخذنا بالاعتبار المساحة السردية الخاصة بكل منهم.
العايد كان قادرا على ربط كل تلك المسارات بعضها ببعض, ممسكا ببراعة بخيوط الأحداث وتصاعدها وتفاعلها, قادراً على التنسيق مابين الحبكات الفرعية والحبكة الرئيسية, وبالطبع على التنسيق مابين الخطين الزمنيين, وقد صاغ نصه الروائي بلغة وصياغة جيدة مفهومة, وابتعد عن الألفاظ والصعبة والجمل المعقدة, فكان السر سلساً مريحاً جذاباً.
من الواضح أنَّ كاتب النص يستثمر ثقافته العالية ونضجه الفكري, بحيث يستطيع أن يتعامل مع مختلف التناقضات الفكرية الأيدولوجية التي تزخر بها الرواية بموضوعية ملفتة, أضف إلى ذلك قدرته العالية واللافتة على التوغل وسبر الأغوار النفسية لشخوص روايته.
وعلى الصعيد الإبداعي ليست اللغة وحدها هي مساحة التميز في هذا النص. لكن الملفت حقاً هو أسلوبه التهكمي الساخر, والساخر بذكاء من خلال تناوله لشخوصه, وللقضايا العقائدية الإيديولوجية, وللإشكالية الطائفية في سوريا, الأمر الذي يعطي للرواية مذاقاً مبهجاً بالرغم مما تحويه من مشاهد سوداوية, أيضا تميزت بالذكاء والخبث السردي للكاتب.
وبعيدا عن التشويق العالي الذي يمتلكه النص، لكنك ستجد أنك أمام رواية لن يغالي الناقد حين يراها من أفضل ما كتب حول ما تمر به سوريا. حيث يتناول الكاتب الأحداث بموضوعية ملفتة, بعيداً عن اللجوء إلى إثارة عواطف القارئ تجاه المأساة السورية, وحتى في حديثه وتصويره لمشاهد الموت والتعذيب وسواه, فهو لم يتناولها على أنها الموضوع الرئيس, وإنما كخلفية للأحداث.
من الجدير بالذكر أن الكاتب مواليد سوريا .
صدر له:الاحتراب (مجموعة قصص) وجائزة الكتاب الشباب في سوريا 2004 وقصر الطين (رواية) وجائزة دمشق عاصمة للثقافة العربية وسيد الهاوما ودار الجمل 2010.
الكتاب صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع –الأردن.