حريق الدائري : "النار أكلت خرسانة البرج" ومخاوف من سيناريو كارثي

 

"هيتتهد هيتهد.. البرج آيل للسقوط" كلمات قاسية أطلقها رئيس لجنة المنشآت الآيلة للسقوط وأساتذة كلية الهندسة منذ اليوم الأول -الجمعة- لحريق هائل التهم مصنع ومخزن أحذية أسفل برج سكني في حرم الطريق الدائري بنطاق مركز كرداسة، شمال الجيزة.

 

المعاينة كشفت عن اهتمام صاحب العقار والمصنع بتأسيس برج الدائري بشكل جيد "كان باني حاجة تقعد لسنين". البرج مقام على قاعدة مسلحة مساحتها ألف متر حتى أن الطابق الأول مُشيد بالأسمنت المسلح دون استخدام "طوبة واحدة" تحول معه إلى أشبه بالقبر لا منفذ له.

 

طبيعة المكان الذي يفتقر لوسائل الأمن والسلامة الصناعي جعلت مهمة السيطرة على الحريق أشبه بالعملية الانتحارية حتى أنه تم الاستعانة بـ"دقاق" أحدث 4 ثقوب فقط من قوة وصلابة التسليح.

 

السؤال الأبرز الذي يردد في الأفق على مدار الساعات الماضية "ما هو مصير البرج؟" جاءت إجابته صادمة خاصة على أصحاب الوحدات السكنية. فور انتهاء الحريق سيعمد مسؤولو المحافظة إلى بدء إزالة برج الدائري الذي بات آيلا للسقوط.

 

 

 

انتشار رجال الحماية المدنية والشرطة بمحيط البرج السكني يأتي لملاحظة الحالة خاصة أن الخطر الأكبر هو احتمالية انهياره وسقوطه على جسم الطريق الدائري الذي يعد شريان الحياة لقاطني القاهرة والجيزة.

 

في المساء اندلع حريق في شقة بالطابق السادس. نيران لم تستمر طويلا عاد معها الهدوء إلى المنطقة الواقعة في حرم الطريق الدائري.

 

فجر اليوم الاثنين هدأت الأوضاع في البدروم -الذي يضم المصنع- بات الأمر مقتصر على تصاعد للأدخنة في إشارة إلى انطفاء النيران.

 

بالصعود إلى الطابق الأرضي شكلت ألسنة النيران بؤرا متفرقة إيذانا بقرب انتهاء الحريق بذلك الطابق. بالانتقال إلى الطابق الأول علوي لا يزال مشتعلا دون تراجع لشدة نيرانه علاوة على سقوط أجزاء من برج الدائري (سقف – جدران).

 

منذ اللحظات الأولى لنشوب الحريق وتحديدا مع غروب شمس أول أمس الجمعة يقدم رجال الإطفاء ملحمة بطولية بقيادة اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة.

 

فريق عمل رفيع المستوى يعمل على مدار الساعة للتعامل مع تطورات الموقف لحظة بلحظة بمشاركة اللواءين هاني محمد وعلاء سعيد والمقدم محمد إمام.

 

من جانبه، قال مصدر أمني مسؤول إن عمليات الإطفاء متوقفة وأن تواجد رجال الدفاع المدني للملاحظة وأعمال التبريد ومنع امتداد النيران إلى العقارات المجاورة.

 

وأشار المصدر إلى أنه سيتم الانتظار لحين انتهاء الحريق من تلقاء نفسه "مش هينفع نتدخل لاحتمالية انهيار البرج في أي لحظة.. النار أكلت الخرسانة".

 

في سياق متصل أخلت الشرطة الوحدات السكنية المجاورة للبرج محل الحريق حفاظا على الأرواح في ظل تصاعد كثيف الأدخنة.

 

وتوقفت أعمال الإطفاء بسبب خطورة الموقف واحتمالية انهيار البرج بسبب النيران المشتعلة بالداخل وتأثيرها على الأعمدة الخرسانية.

 

من جانبه، استمع اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة إلى شرح واف من اثنين من أساتذة كلية الهندسة جامعة القاهرة حول ماهية الحريق الهائل. وأوصى عضوا هيئة التدريس بكلية الهندسة بعدم المضي قدما في عملية الإطفاء. ودار نقاش بينهما ورجال الدفاع المدني برئاسة اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة.

 

انتهى النقاش بتوصية إلى رجال الإطفاء "لا تسخدموا مياه أو رغاوي علشان العمدان مطرقعش" وانتظار هدوء الأوضاع وانخفاض درجة الحرارة داخل موقع الحادث.

 

رئيس لجنة المنشآت فجر مفاجأة بأن البرج الذي يحوي المصنع والمخزن مخالف، مؤكدا: "لما الحريق يخلص خالص إذا العمارة موقعتش من نفسها هنهدها".

 

وتبين أن برج سكني يضم 108 وحدات سكنية، 15 منها مأهولة بالسكان تم إخلاءها من قاطنيها حرصا على سلامتهم.

 

ويحوي البرج في "البدروم" مصنعا للأحذية، فيما كان الطابقان الأول والثاني عبارة عن مخزن على مساحة ألف متر امتدت إليها النيران دون أن تصل إلى باقي الطابق بالعقار محل الحريق.

 

وتبين أن افتقار المخزن للأمن الصناعي ما تسبب في صعوبة السيطرة على الحريق رغم استعانة الحماية المدنية بـ7 سيارات إطفاء و3 خزانات مياه استراتيجية سعة (35، 15، 8 طن) ودعم من 4 محافظات.

 

وتبين أن المخزن عبارة عن (بدروم + طابقين) على مساحة ألف متر، واندلاع الحريق في "البدروم" قبل انتقال النيران إلى الطابق الأولى ومنه إلى الثاني؛ بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال. ورجحت المعاينة نشوب الحريق نتيجة ماس كهربائي.

يمين الصفحة
شمال الصفحة