مفتى لبنان: العراقيل توضع بشكل ممنهج أمام تشكيل حكومة تنقذ البلاد من الانهيار

انتقد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، السياسيين اللبنانيين متهما إياهم بخذلان مواطنيهم من خلال الانغماس في الفساد وتعطيل تشكيل حكومة من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين قادرة على وقف الانهيار الذي تعانيه البلاد، مشيرا إلى أن عرقلة التأليف الحكومي مستمرة بشكل ممنهج لمصالح شخصية لدى بعض الأطراف السياسية.

 

وقال المفتي دريان في خطبة عيد الفطر التي ألقاها بجامع محمد الأمين بوسط العاصمة بيروت بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من أعضاء مجلس النواب، إن المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة لم تثمر حتى الآن بسبب "الشخصانية والأنانية التي تعمي البصر والبصيرة".

 

وأضاف "العراقيل أمام تأليف حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، التي وُضعت وتُوضع في وجه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، مازالت قائمة ويبدو أنها مستمرة بشكل ممنهج، ولا يوقف الانهيار والخراب الذي نعيشه إلا ولادة حكومة تعالج الفساد والاهتراء الذي لم يشهده لبنان على مدى عقود، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأي كلام آخر هو خداع للناس".

 

وأكد أن السياسيين اللبنانيين صنعوا الأزمة الكبرى التي يعانيها اللبنانيون جميعا، وحالوا دون تشكيل حكومة توقف الانهيار وتقوم بإعادة الإعمار والذهاب إلى المجتمع الدولي من أجل طلب المساعدة. متابعا "هؤلاء السياسيون مسئولون ومدانون بالانغماس في الفساد الذي أصبح وباء أفظع من وباء كورونا، كما أنهم عملوا على منع الخير عن الشعب وعرقلوا عمل المؤسسات الدستورية، وانحدروا إلى مستويات دنيا من مخالفة الدستور وضرب القضاء، ولجأوا إلى أوهام الطائفية وعملوا على التفرقة بين المواطنين اللبنانيين".

 

وأشار مفتي لبنان إلى أن مثل هذه الممارسات السيئة لن ينساها الشعب اللبناني الذي "انكشفت أمامه نزعات السياسيين الذين انهمكوا لأعوام وإلى الآن في الاعتناء بمصالحهم على حساب الناس وحساب استقرار لبنان وسمعته بين دول العالم".

 

وقال "إن ما نشهده من أزمات تلو الأزمات، وآخرها تهديد المواطن بانقطاع ما تبقى من بعض ساعات التغذية الكهربائية. ونتساءل، هل سيبقى الصمت سائدا حتى يتحول لبنان إلى العتمة الشاملة، ويُقضى على مقومات عيش المواطن الكريم الذي ينزف دما ودموعا وبطالة ويتضور جوعا نتيجة أخطاء الحكم وخطاياه؟.. وانطلاقا من ذلك فإننا نبدي خشيتنا من انفجار أو عنف اجتماعي يؤدي إلى ثورة الجياع التي لا تبقي ولا تذر وحينها لا ينفع الندم".

 

واعتبر المفتي دريان أن لبنان يعيش أزمة فقدان الثقة، مشددا على أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع أو خطابات رنانة تُلقى، بل هو فعل، وأن المطلوب هو التعاون والتضافر من أجل البلاد، وأنه يتعين أن يقف اللبنانيون وقفة شجاعة ضد كل الأساليب التي تشكل سدا منيعا بوجه تشكيل الحكومة الجديدة.

 

وأضاف "أعان الله رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على مهمته الشاقة، وكان الله في عون رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي تحمل ما لم يتحمله غيره في مثل هذه الظروف الصعبة. هناك صراع بين قوى الخير والمسئولية والتضامن الوطني والإنساني في لبنان من جهة، وفئات البغي وعصائبه وانعدام المسئولية والذين يصنعون الكوارث أو يزيدونها شرا وعدوانا".

يمين الصفحة
شمال الصفحة