دار الإفتاء: يوم القيامة اقترب وبعض علاماته ظهرت بالفعل

 

هل اقتربت الساعة؟ وماذا ظهر من علامات يوم القيامة؟، من الأسئلة التي تشهدها محركات البحث باستمرار، وقد ورد سؤال هل اقتربت الساعة، إلى دار الإفتاء المصرية، لمعرفة علامات الساعة الكبرى والصغرى وهل اقتربت الساعة أم لا؟، وقد أجاب على هذا السؤال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على هذا السؤال، مؤكدًا أنّ قيام الساعة قد اقترب، ومن الأدلة على ذلك مبعث النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مستندًا في اجابته إلى ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد، رضي الله عنه، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- قال بإصبعيه هكذا -بالوسطى والتي تلي الإبهام-: «بعثت والساعة كهاتين».

 

علامات الساعة

وفي رده حول علامات الساعة، استشهد  فخر، من قول الله تعالى: « يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ? قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ? لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ? ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ? يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ? قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»، (_ سورة الأعراف: الآية 187).

 

علامات يوم القيامة

وتأتي أولى علامات يوم القيامة التي ظهرت هي بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، من علامات الساعة الصغرى، فالله ختم به الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام-، وأقام برسالته الحجّة على جميع الخلق، ويذكر في ذلك قول النبي: «بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى».

 

ومن علامات الساعة ايضًا، موت النبي: وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «وَما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الخالِدونَ»، ويعد موت النبي محمد، صلّى الله عليه وسلّم، من علامات الساعة الصغرى.

 

وعن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: »اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ». وبموت النبي انقطع الوحي من السماء وتوقّفت النبوة.

 

علامات قيام الساعة

ومن علامات الساعة ظهور مدعي النبوة، وقد أخبر النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، أنّ الساعة لا تقوم إلّا بظهور الكذابين الذين يدّعون النبوة، قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى تلْحقَ قبائلُ من أمَّتي بالمشركينَ، وحتى تُعبدَ الأوثانُ ، وإنَّه سيكونُ في أمَّتي ثلاثونَ كذَّابًا، كلُّهم يزعمُ أنَّه نبيٌّ ، وأنا خاتمُ النبيينَ لا نبيَّ بعدي».

 

وقد ظهر في أواخر عهد النبي، عدد من مدعي النبوة ، منهم: «مسيلمة الكذاب، الأسود العنسي، وسجاح»، ولم يتوقف ظهور مدعي النبوة مع وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فقد ظهر منهم بعد وفاته.

 

فتح بيت المقدس

ثبت عن النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، أنّه قال: (اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ)، وقد فُتح بيت المقدس في خلافة عمر بن الخطاب، وأيضًا في زمن صلاح الدين الأيوبي.

ومن علامات يوم القيامة التي حدثت بالفعل هو فيض المال وكثرته: وقد ثبت عن النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، قوله: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ، فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أَرَبَ لِي».

 

علامات ليوم القيامة ظهرت ومستمرة

- وهناك أكثر من علامة من علامات يوم القيامة ظهرت ومستمرة، ومنها أن يكون المال في يد من لا يحسنون التصرف فيه واستثماره الأمثل، قال النبي محمد، عليه الصلاة والسلام: «إذا كانَتِ العُراةُ الحُفاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ، فَذاكَ مِن أشْراطِها، وإذا تَطاوَلَ رِعاءُ البَهْمِ في البُنْيانِ، فَذاكَ مِن أشْراطِها».

 

- انتشار المالي الحرام، والدليل على ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي محمد، ليه الصلاة والسلام، أنّه قال: «عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ ما أخَذَ منه، أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ».

 

- ظهور الفتن  وانتشارها، وقال النبي محمد، عليه الصلاة والسلام: «بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».

 

قلة عدد الرجال من علامات الساعة

- رفع العلم وظهور الجهل، وثبت بقول النبي محمد، صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ مِن أشْراطِ السَّاعَةِ: أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ ويَثْبُتَ الجَهْلُ»، والمقصود برفع العلم موت أهله.

 

- ومن علامات الساعة، هو ظهور المحرمات والمنكرات كالزنا وغيره، وقال النبي، عليه الصلاة السلام: «إنَّ مِن أشْراطِ السَّاعَةِ: أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ ويَثْبُتَ الجَهْلُ، ويُشْرَبَ الخَمْرُ، ويَظْهَرَ الزِّنا».

 

- ومن علامات يوم القيامة، ألا يسلم المسلم إلى من يعرفه، وقال النبي محمد، صلى الله عليه وسلم: »إنَّ مِن أشْراطِ السَّاعةِ أنْ يُسلِّمَ الرَّجُلُ على الرَّجُلِ، لا يُسلِّمُ عليه إلَّا للمَعرِفةِ».

 

-ومن علامات الساعة، كثرة عدد النساء وقلة عدد الرجال، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «وتَكْثُرَ النِّساءُ، ويَقِلَّ الرِّجالُ، حتَّى يَكونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الواحِدُ»، وذلك بسبب قتل الرجال.

 

علامات يوم القيامة الكبرى

ومن علامات الساعة الكبرى والمقصود بها وقوعها قبل يوم القيامة بوقت قصير، هو ظهور المهدي، والمهدي رجل يخرج في آخر الزمان ويكون خليفةً للمُسلمين ويحكم بالعدل والقسط، وهو من آل بيت النبوّة، قال النبي محمد، عليه الصلاة والسلام: «المهديُّ منِّي، أجلَى الجبهةِ، أَقنى الأنفِ، يملَأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا، يملِكُ سبعَ سِنينَ».

 

ومن بين علامات يوم القيامة الكبرى، خروج المسيح الدجال، وقد حذّر النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، منه ومن فتنته، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: »غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ»،

 

ومن علامات الساعة، نزول عيسى عليه السلام، وقد بيّن الله، سبحانه وتعالى، في كتابه العزيز أنّه رفع نبيّه عيسى، عليه السلام، إلى السماء فلم يُقتَل، إذ قال: «وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا».

وأول عملٍ يقوم به النبي عيسى، هو قتل الدَجال، وفي حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام: «فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ».

 

يأجوج ومأجوج

ومن علامات يوم القيامة الكبرى، خروج يأجوج ومأجوج وهما قبيلتان من بني آدم اشتهرتا بالفساد حتى ضرب ذو القرنين بينهم وبين الناس سدّاً من الحديد يمنعهم من الوصول إلى الناس.

 

وقد ورد ذكرهم في القُرآن الكريم في قول الله تعالى: «حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ» وهم يخرجون بعد نزول عيسى -عليه السلام- وينتشرون في الأرض ويُضيّقون على الناس إلى أن يرسل الله على رقابهم دوداً فيموتون، والدليل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ، فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)، فيعُمُّونَ الأرضَ، وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم، ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا، فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم، فيقولُ قائلُهُم: لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ، ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم: هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ، فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ».

يمين الصفحة
شمال الصفحة