????? ??????????
قررت الولايات المتحدة ترحيل أحد نزلاء معسكر اعتقال جوانتانامو وإعادته إلى بلده وذلك في خطوة جديدة تبرهن جدية الإدارة الأمريكية الحالية على إغلاق معسكر اعتقال جوانتانامو إغلاقا تاما.
وأشار بيان صادر عن البيت الأبيض إلى أن نزيل جوانتانامو ويدعى عبد اللطيف ناصر – مغربي الجنسية في الخامسة والخمسين من العمر، قد تقرر الإفراج عنه وترحيله إلى المغرب بعد 19 عامًا قضاها رهن الاعتقال - كمشتبه فيه - دونما ثبوت أدلة إدانة تثبت تورطه في أنشطة إرهابية أو خروج عمليات الاستجواب الأمني والتحقيق معه بأية معلومات تشير إلى ذلك.
وبحسب البيان، فإنه سيتم ترحيل المذكور إلى المملكة المغربية فور انتهاء الإجراءات الروتينية الخاصة بذلك، وأشار البيان إلى أن عبداللطيف ناصر كان قدر تقرر ترحيله إلى المغرب في يوليو 2016 وهو ما لم تلتزم به إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ووفقا لبيان الحالة الخاص بالمرحل المغربي عبد اللطيف ناصر الوارد في سجلات وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، كان المرحل المغربي عضوا في جماعة دينية للإسلام الصوفي في المغرب خلال الثمانينيات، وهي جماعة وإن كانت لا تتبنى منهج العنف إلا أنها كانت غير مرخص لها بالعمل وفق القوانين المغربية، وفي عام 1996 سافر المذكور إلى الشيشان وانضم لمقاتليها في مواجهة القوات الشيشانية المدعومة من روسيا، وبعد ذلك انتقل عبد اللطيف ناصر إلى أفغانستان وهناك تلقى تدريبا في أحد معسكرات تنظيم القاعدة، ثم ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في مايو من العام 2002 وأودعته في معسكر اعتقال جوانتانامو.
وكانت إدارة رئيس الولايات المتحدة الأسبق باراك أوباما قد تعهدت بإغلاق معسكر اعتقال جوانتانامو وهو ما لم تسعف تطورات الأحداث في تحقيقه، وبرغم ذلك، أفرجت إدارة أوباما عن أعداد من نزلائه وإعادتهم إلى أوطانهم بعدما تبين اعتقالهم دونما أسباب كافية، وكان ذلك موضع انتقادات شديدة لإدارة أوباما ومن قبله إدارة جورج بوش الذي أنشأ هذا المعتقل في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي تقترب ذكراها العشرين هذا العام هو إجراء نظر إليه المراقبون على أنه "ضروري" في حينه.
ويقول المراقبون في الولايات المتحدة إن عمليات ترحيل من ليست أياديهم ملطخة بدماء الإرهاب من معتقلي جوانتانامو وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، وإن كان إجراءً "ضروريا" في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، إلا أن طول مدة بقاء النزلاء فيه دونما محاكمة جعلت جوانتانامو موضع انتقاد كبير للسياسات الأمريكية لكل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وعلى إثر ذلك قامت إدارة بوش الأبن بتسليم 500 من نزلاء جوانتانامو إلى دولهم الأصلية ، ثم قامت إدارة سلفه أوباما بالإفراج والترحيل لـ197 نزيلا وإعادتهم إلى بلدانهم.
وخلال فترة حكم الجمهوري دونالد ترامب، ازدادت حدة تلك الانتقادات من جانب منظمات المجتمع المدني الأمريكية وكذلك القوى السياسية الديمقراطية المنافسة للجمهوريين واتهمتهم بالتباطؤ في تنفيذ استحقاق إغلاق جوانتانامو بصورة كاملة وإخلاء سبيل نزلائه المتبقين ما لم تثبت على أي منهم أدلة اتهام بممارسة الإرهاب مما دفع الديمقراطيين إلى استخدام تلك الورقة " سياسيا " في حملة بايدن الانتخابية التي توجت بانتصاره هذا العام.
يشار إلى أنه من أصل 800 معتقل كانت تضمهم زنازين جوانتانامو منذ العام 2011 لم يعد متبقيا في الوقت الراهن سوى 39 نزيلا، تقوم الإدارة الأمريكية الآن بدراسة حالاتهم كل على حدة، وهم ينتمون إلى اليمن وباكستان وتونس ودول من شمال إفريقيا ومنطقة الخليج.