أفشة
أنشئ المدير الفني للنادي الأهلي الجنوب افريقي بيتسو موسيماني برنامج بدني لتجهيز محمد مجدي أفشة لاعب الفريق العائد من إجازة الزواج، حيث ظهر لأول مرة خلال مران أمس في ظل الحاجة لجهوده في مباراة الحرس الوطني المقبل لحسم الصعود لدور المجموعات بعد التعادل في مباراة الذهاب لاسيما أن المارد الأحمر يعاني من غيابات عديدة حيث يفتقد الاهلي جهود حسام حسن وبيرسي تاو ولويس ميكيسوني وكريم فؤاد وعمار حمدي وأحمد عبد القادر لعدم القيد الافريقي ومحمد الشناوي وحسين الشحات ومحمود متولي ومحمود وحيد للإصابة.
صانع أفراح الأهلي، محمد مجدي أفشة، لم يجد طريقه مفروشًا بالورود أو مُمهداً ومُزيناً من أجل تحقيق أحلامه، بل كافح واجتهد، وعشق العمل من صغره ومساعدة والديه من أجل العيش، في ظل نشأته في أسرة بسيطة، علم جيدًا أن نيل رضا الوالدين ودعائهما سيكون السبيل لاجتيازه جميع الأنفاق المظلمة التي قد تمحنه الحلم الكبير.
محمد مجدي أفشة، مواليد برج القوس في الخامس من ديسمبر من عام 1996 بقرية كومبرة التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وهو الثاني في ترتيب إخوته الثلاثة، حيث يكبره شقيقه "طه" ويصغره شقيقتين.
"أفشة"، الطفل الحالم كان يحتضن الكرة وهو نائم مع بلوغه السابعة من عمره، حيث بدأ تعلقه بالمستديرة فخطفت قلبه وسيطرت علي مشاعره ووجدانه وعقله، ولكن تزامن ذلك مع مساعدة أسرته في العمل، حيث سبق أن قال في تصريح تليفزيوني: "أنا مفيش حاجة ما اشتغلتهاش من صغري، مكنش بقول علي أي شغلانة لأ".
وروي محمد مجدي أفشة ممارسته لأكثر من مهنة مختلفة، منها ميكانيكي سيارات وبائع للخضروات في سوق قرية كومبرة، كذلك العمل في بيع الطيور، حيث كانت ملاحقته للدجاج ومحاولته "القفش" بها سبب في إطلاق اسم "أفشة" أو "قفشة" عليه.
نجم وصانع ألعاب الأهلي، إنسان بار بوالديه، فمع اقتحامه عالم الشهرة والنجومية بعد التوقيع للأهلي لم يبخل مطلقاً في تلبية مطالب الأسرة، فمن أجمل ما قال في تصريحات سابقة: "أتمني أن أفعل كل شيء لأهلي ولوالدتي علي الأخص، الآن لبّيت لها كل ما تتمناه ويبقي فقط أن أجعلها تعتمر وتزور بيت الله الحرام".
وقضي أفشة 11 عامًا داخل أسوار نادي إنبي قبل أن يكون محط أنظار القطبين في صيف 2019 بعدما خطي خطوة مميزة بانتقاله لصفوف نادي بيراميدز، واشتعل الصراع بين الأحمر والأبيض علي ضمه قبل أن يختار أن يكون فردًا داخل قلعة التتش ويوقع للأهلي.
أفشة كان علي موعد مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ودوّن سطور المجد في السابع والعشرين من نوفمبر من العام المنصرم 2020، بصاروخ أطلقه في الوقت القاتل سكن شباك الزمالك، وأعلن عن اعتلاء الأهلي عرش أفريقيا بعد غياب دام 7 سنوات، ليصبح واحداً من أساطير قلعة الجزيرة، تتغني جماهير الأهلي بإسمه، تحمله علي الأعناق، يتصدر هدفه الشهير مواقع التواصل الاجتماعي، أفشة كان حديث الساعة والشارع الرياضي في مصر منذ هذه اللحظة.
الطريف في الأمر أن والدة "أفشة" شاهدت هدفه الذي أطلق عليه الأهلاوية "القاضية" في نهائي القرن أمام الزمالك، في منامها قبل 48 ساعة من المواجهة، ولكنها لم ترد إخباره.
ولم يكتفِ "أفشة" بذلك، فكان هدف "القاضية" هو بداية الانطلاق الحقيقية، والخطوة الأولي في طريق الأمجاد والتاريخ، فعاد من جديد ليُدون اسمه بحروف من ذهب بل من ماس، ويسجل هدفًا يحسم به مباراة الأهلي أمام كايزر تشيفز ويقتل به طموحات وأحلام أبناء "مانديلا" بنهائي دوري أبطال أفريقيا، مكرراً السيناريو، مؤكدًا أن أهدافه الحاسمة باتت ماركة مسجلة في تاريخ قلعة التتش ومصدر سعادة عشاق النادي الأحمر العريق.