وجد باحثون بريطانيون فى كلية الطب جامعة "مانشستر" أن تقارير عن أعراض مثل طنين الأذن وفقدان السمع أثناء جائحة فيروس "كورونا" المستجد، يمكن أن يكون لها جزئيًا أصل نفسي اجتماعي بدلاً من الارتباط المباشر بفيروس "كورونا" المستجد.
وحظيت التقارير التي ربطت بين فيروس"كورونا" المستجد والأعراض السمعية مثل صعوبة السمع وطنين الأذن، بالنقاش على نطاق واسع فى وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية .. ومع ذلك، فقد اعتمدت معظم الدراسات على الإبلاغ الذاتي وافتقرت إلى معلومات أساسية من فترة ما قبل الجائحة.
وفي الدراسة الحالية، أجرى الفريق دراسة مسحية على أكثر من 6,000 شخص وسؤالهم حول ما إذا كانوا يعانون من صعوبة في السمع والطنين أحدهما أو كليهما. وشملت الدراسة أسئلة عن البداية والتغيير في ثلاثة أنواع من الأعراض: أولها فقدان حاسة الشم، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، وإرهاق مستمر معروف ارتباطه بـفيروس "كورونا". وشمل النوع الثاني: الأعراض السمعية (صعوبة السمع وطنين الأذن) التي لها ارتباط غير محدد بفيروس "كورونا "، فيما تناول النوع الثالث: وجع الأسنان، وهو عرض لا علاقة له بـفيروس "كورونا".
ووجد الفريق أن ظهور الأعراض السمعية الجديدة تزامن مع "كورونا" في ثلث الأشخاص فقط الذين أبلغوا عن الأعراض، ولم يعرف نحو ثلثهم متى بدأت أعراضهم في الظهور.
وقال ثلث المشاركين في الدراسة إن أعراضهم بدأت قبل الوباء، على الرغم من أن الجميع قالوا إنهم لا يعانون من أعراض سمعية في مارس 2019.
وقال أكثر من 60? من الأشخاص المصابين بفيروس "كوفيد -19" المؤكد أو المشتبه فيه أن ألم أسنانهم قد تأثر أيضًا بفيروس" كورونا" على الرغم من عدم وجود دليل على وجود ارتباط.
وكما هو متوقع، تم الإبلاغ عن أعراض النوع الأول بشكل أكثر شيوعًا من قبل الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بفيروس "كورونا" .. لكن، تم الإبلاغ عن أعراض النوعين الثاني والثالث بشكل أكثر شيوعًا من قبل الأشخاص الذين اشتبهوا في إصابتهم بفيروس "كورونا".
كما شملت الدراسة المسحية أسئلة حول المشاكل التي واجهوها أثناء الوباء؛ مثل الشعور بالوحدة والقلق، وقلة ممارسة الرياضة، وضيق المساحة في المنزل، ورعاية الآخرين. وتناولت عددا من المشاكل المبلغ عنها بالنسبة لعدد الأعراض التي ظهرت عليهم أثناء الوباء، ووجدت أنه كلما زاد عدد المشاكل، ارتفع عدد الأعراض التي تم الإبلاغ عنها.
وقال الباحثون إنه على الرغم من وجود المزيد من التقارير عن الأعراض السمعية لدى الأشخاص الذين يعانون من فيروس "كورونا" المؤكدة أو المشتبه بها، فإن هذه الدراسة تقدم دليلًا على أن العوامل النفسية والاجتماعية أثرت على ما شعر به المشاركون.