
رأي الكاتب البريطاني سيمون جينكينز، أن إنهاء الأزمة الحالية في أوكرانيا، جراء العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، لا يحتاج إلي فرض عقوبات علي روسيا ولكن يقتضي تبني سياسة الدبلوماسية الجادة.
وقال الكاتب ــــ في مقال له في صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء ــــ إن “الشعب الأوكراني، الذي يقاتل ببسالة وعزم لا يلين القوات الروسية التي اجتاحت بلاده منذ الأسبوع الماضي، يحتاج لمزيد من الدعم الحقيقي حتي يتمكن من الدفاع عن أراضيه، وعلي الرغم من أن بريطانيا انضمت لباقي الدول الأوروبية في موقفها الرافض للحرب في أوكرانيا إلا أنه حين طالبت الدول الأوروبية لندن بتقديم المزيد من الدعم من خلال قبول آلاف اللاجئين الأوكرانيين تقاعست وزارة الداخلية البريطانية عن تنفيذ هذا المطلب وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن التيسيرات الممنوحة لتأشيرات الدخول إلي أراضي المملكة المتحدة سوف تطبق فقط علي الأقارب من الدرجة الأولي للاجئين الأوكرانيين”.
وأشار الكاتب إلي أن المجتمع الدولي فرض عقوبات اقتصادية قاسية علي روسيا - والتي تشبه سياسات الحصار والتجويع التي كانت متبعة في العصور الوسطي - وهو موقف يوضح مدي تضامن بريطانيا مع باقي الدول الأوروبية والولايات المتحدة في مواجهة الموقف الروسي إلا أن الواقع يؤكد أن سياسات التجويع لم تنجح يوماً في تحقيق الهدف المرجو منها ولن يستفيد منها في الحالة الروسية سوي الأطراف الغنية مثل كبار رجال الأعمال الصينيين وشركات البترول والغاز العملاقة والدليل علي ذلك أن الدول التي تعرضت لعقوبات المجتمع الدولي مثل إيران وكوريا الشمالة وكوبا وسوريا لم يحدث فيها أي تغيير في النظام الحاكم علي النحو المرجو والمستهدف من فرض تلك العقوبات.
وقال إنه من الواضح أن الهدف من العقوبات ضد روسيا والتي تشمل قطاعات الاقتصاد والبنوك وكذلك الرياضة هو إقناع بوتين بفداحة الخطأ الذي ارتكبه وأنه أخطأ حين اتخذ قرار الحرب في أوكرانيا إلا أنه لا يوجد أي مؤشر علي أن هناك أي سبيل لتحقيق هذا الهدف.
وتساءل: هل الهدف من هذه العقوبات هو تحريض الشعب الروسي علي التمرد علي بوتين والإطاحة به ويستطرد، معرباً عن تشككه في مدي جدوي هذه العقوبات، أنه علي بريطانيا وباقي الدول الغربية أن تدرك أنه ليس من السهل علي نظام يعتز بسياسته مثل النظام في روسيا أن يسحب قواته من دولة يراها أضعف منه أم أنه يجب علي أوكرانيا أن تنتظر ترتيبات القضاء والقدر بوفاة بوتين أو إنهيار نظام حكمه.
وأكد أهمية أن تعيش كل من روسيا وأوكرانيا كدول جوار في سلام كما كان الحال في السابق وإلا سيكون البديل هو معاناة الشعب الأوكراني لسنين عديدة حتي تتمكن بعض الأصوات في روسيا من إقناع الكرملين بالتخلي عن موقفه تجاه أوكرانيا وتبني مواقف نحوها أقل حدة.
وشدد علي أن الأزمة في أوكرانيا الآن في أشد الحاجة لمثل هذه الأصوات الرشيدة التي لا تدعو إلي تبني سياسات العنف والعزل عن المجتمع الدولي ولكن تدعو إلي الحوار والتواصل بهدف إنهاء الأزمة وبالتالي إنهاء معاناة الشعب الأوكراني.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن تسعي الدول الغربية علي وجه السرعة، إلي تبني نهج الدبلوماسية الجادة وتخليها عن سياسة العقوبات لإنهاء تلك الأزمة.