مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بشهر رمضان

هنأ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجموع الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية؛ بقدوم شهر رمضان المبارك، داعيًا الله- عز وجل- أن يوفق الرئيس لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح، وأن يوفق الجميع للرشد والخير.

 

وقال مفتي الجمهورية- في تصريحات، اليوم: إن "شهر رمضان من الأشهر العزيزة الكريمة علي الله سبحانه وتعالي التي تغفر فيها الذنوب ويعتق الإنسان فيها من النار؛ فهذا الشهر من أوله إلي آخره هو شهر النفحات الربانية والمنح الإلهية التي تتنزل علي بني آدم، حيث يعم السلام والوئام وتسود السكينة والهدوء في هذا الشهر حتي إن هذا الكون كله يتناغم مع طبيعة هذا الشهر من الطمأنينة وراحة البال".

 

وأضاف أن رمضان هو شهر البركات والرحمات، يأتي ومعه من الخيرات ما يعجز الحامدون عن أداء شكرها، فمن صامه إيمانًا واحتسابًا يُضَاعَفُ له الثواب، ويُغْفَر له ما تقدم من ذنبه؛ فبدايته رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، كما أخبرنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلي آله في الحديث الذي تلقته الأمة بالقبول.

 

وأوضح مفتي الجمهورية أن لشهر رمضان خصوصية عن سائر شهور العام، فهو موسم للطاعة، فقد كان الرسول- صلي الله عليه وسلم- يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان؛ وذلك لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص علي استعجال الزمن حرصه علي رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية.

 

ولفت إلي كثير من المعاني المستفادة من شهر رمضان: منها التدريب علي الصبر، وكما بشرنا سبحانه وتعالي بأن الصبر جزاؤه الجنة، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود علي العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا.

 

وأشار مفتي الجمهورية إلي فضائل الصيام الكثيرة وجزاء الصائمين التي يصعب حصرها، ففضل الله واسع وكرمه عميم، وللصائمين منزلة خاصة في الآخرة، فبفضل الله يدخلون الجنة من باب خصص للصائمين فقط، ويغلق دونهم... إنه باب "الريان".. يقول النبي- صلي الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق".

 

وعن دعاوي البعض بوجود تعارض بين الشرع وعلم الفلك قال مفتي الجمهورية: "لا تعارض مطلقًا بين علم الفلك وبين الشرع المتمثل في الرؤية الشرعية، فالعلمان متكاملان وليسا متعارضين، ولا عجب في ذلك؛ فنحن أمة اقرأ المأمورة بالأخذ بأسباب العلم المادي الدنيوي المفيد للبشرية بمختلف تخصصاته، والمأمورة بالصيام والفطر لرؤيته، بل إن المتتبع لتاريخ المسلمين يجد أن المسلمين قد برعوا في علم الفلك، ومع ذلك لم يستغنوا عن الرؤية الشرعية للأهلة علي مدار العصور؛ ليقينهم بالأهمية الشرعية للأهلة، فالأهلة الشرعية يترتب عليها أحكام الحج والعمرة وعِدد النساء وغيرها من الأحكام.

 

وأضاف مفتي الجمهورية أن الحساب الفلكي القطعي لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، فلكل منهما مجاله حيث يهتم الحساب الفلكي بولادة الهلال ومكثه في الأفق بعد غروب الشمس، وكذلك الرؤية تستأنس بالحساب الفلكي في الرد علي الشاهد الذي يزعم رؤيته وهو لم يولد أصلًا؛ بمعني أن الحساب ينفي ولا يثبت.

 

وأوضح أن الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيين ومختصين بالفلك والمساحة، وعددها ست لجان، مبثوثة في أنحاء جمهورية مصر العربية في طولها وعرضها، في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصريَّة ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، وبتعاون كامل من المحافظين لهذه الأماكن التي تتوفر فيها شروط تيسر رصد الهلال، وبمشاركة علماء من الأوقاف والأزهر.

 

أمَّا عن إثارة بعض الناس للجدل بخصوص توحيد الرؤية أو اختلاف المطالع بين الدول الإسلامية فقد حسم مفتي الجمهورية الجدل قائلًا: الفقه الإسلامي واسع وفيه سَعة، فلا داعي للنزاع، والأفضل تقيُّد المسلم والتزامه برؤية بلده تجنبًا للبلبلة والنزاع.

يمين الصفحة
شمال الصفحة