«قاعة النسيج».. إضافة جديدة للمتحف القومي للحضارة المصرية

تأتي قاعة النسيج المصري في المتحف القومي للحضارة لتمثل إضافة جديدة للمتحف القومي للحضارة المصرية، الذي أصبح قبلة للسائحين بسبب ما يحتويه من معروضات.

 

وافتتح وزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العناني، أمس الأول، قاعة النسيج المصري بالمتحف القومي، بعد الانتهاء من أعمال تجهيزها استعدادًا لاستقبال الجمهور.

 

وتعرض القاعة مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بمتحف النسيج بشارع المعز، وإثراء سيناريو العرض بها بإضافة عدد من القطع الأثرية التي تم نقلها من عدد من المتاحف المصرية والمخازن لتحكي تاريخ النسيج المصري على مر العصور المختلفة.

 

وتعد هذه القاعة المحطة الجديدة لأحد أبرز المتاحف المتخصصة في مصر عن النسيج المصري، الذي تم نقل مقتنياته من مكان عرضها بمبنى سبيل محمد علي بشارع المعز بالقاهرة التاريخية، بعد اتخاذ قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بغلق مبنى متحف النسيج ونقل مقتنياته إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بسبب سوء الحالة الإنشائية للمبنى والبدء في أعمال ترميمه وإعادة تأهيله.

 

ونقلت وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار جميع المقتنيات تحت إشراف أثري وفني من الوزارة، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة واستخدام الأساليب العلمية المتبعة في أعمال التغليف والنقل، كما تم نقل أكثر من 250 قطعة أثرية من كل من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق وقصر محمد علي بالمنيل والمتحف الزراعي بالدقي ومخازن المتحف القومي للحضارة المصرية، لإثراء العرض المتحفي.

 

وتبلغ مساحة قاعة النسيج المصري، التي تعد واحدة من القاعات الرئيسية بالمتحف، 1000 متر مربع، كما أنها متفردة لعرض مجموعات استثنائية من النسيج المصري باستخدام أحدث أساليب تقنيات العرض الحديثة، وواجهات العرض المجهزة، ومنظومة إضاءة ملائمة لطبيعة الأثر، كما تم الاستعانة بالتكنولوجيا المستحدثة داخل قاعة العرض من خلال وسائط الجرافيكي التي تهدف إلى توضيح مقتنيات العرض المتحفي والبطاقات التعريفية لدى الزائر، بالإضافة إلى وجود شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي تاريخ النسيج المصري.

 

وتضم القاعة ما يقرب من 650 قطعة أثرية، منها 250 قطعة تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق وقصر محمد علي بالمنيل والمتحف الزراعي بالدقي ومخازن المتحف القومي للحضارة المصرية، لإثراء العرض بمجموعة من القطع الأثرية التي تخدم سيناريو العرض حتى يستطيع الزائر من خلالها أخذ فكرة متكاملة عن مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بدءًا من عصور ما قبل التاريخ ومرورًا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية وصولًا للعصر الحديث والمعاصر.

 

كما تعرض القاعة مجموعة من القطع التي توارثها المصريون من الملابس التقليدية التراثية أو ما يعرف بالموروث الشعبي المصري من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة وخاصة للمرأة والفلاحة المصرية.

 

ومن بين أهم القطع المعروضة في القاعة الجديدة مجموعة من الأردية الصوف ترجع إلى عصر العمارنة، التي تعرض لأول مرة وهي خير شاهد على استخدام المصري القديم للأصواف على عكس ما هو شائع، إلى جانب أردية من الكتان ترجع للعصور القديمة المختلفة منها من العصر البطلمي من منطقة البجوات والعصر القبطي والإسلامي والحديث، ومجموعة من النسيج الوبري والحرير والأقطان والأقمشة المختلفة والخيامية التي اشتهرت بها مصر، ونماذج من القمصان والجلاليب التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، بالإضافة إلى أهم أدوات الغزل والنسج القديم، ونموذج لورشة نسيج من عصر الدولة الوسطى، وتمثال لرئيس النساجين بالدولة القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل واللوحات التي تؤرخ الأزياء في مصر القديمة وعبر العصور.

 

ويمكن للزائر مشاهدة مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بداية من العصور المصرية القديمة، ثم العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية بفتراته المختلفة من العصر الأموي، والعباسي، والطولوني، والفاطمي، والمملوكي، والعثماني.

 

وتتضمن قاعة النسيج التعريف بالمادة الخام للنسيج؛ مثل الكتان والأدوات التي استخدمها الصانع في صناعة النسيج على الأنوال المختلفة، والأصباغ بألوانها المختلفة التي استُخدِمَت في صباغة المنسوجات وكذلك مجموعة من التماثيل التي ترتدي نماذج مختلفة من الملابس وبعض الأسرّة والسجاجيد والمناشف، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي التي كانت تتزين بها السيدات على الملابس المختلفة.

 

وتتكون القاعة من طابقين، الأول به منصة معروض عليها مجموعة من الملابس التراثية من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة، التي تعد توثيقًا لأهم الملابس التراثية المصرية من الصعيد والدلتا وسيناء والواحات، بالإضافة إلى عرض كسوة للكعبة المشرفة التي ترجع إلى عهد الملك فاروق الأول ملك مصر آنذاك، وهي تختلف عن كسوة الكعبة المعروضة بالقاعة المركزية في أنها وضعت بالفعل على جسم الكعبة.

 

وخُصِص الطابق العلوي بالقاعة لعرض مقتنيات من أسرة محمد علي المالكة؛ ومنها بعض الفساتين التي تخص الملكة ناريمان وبورتريه لها والملك فاروق وبعض الحلي الخاص بالعائلة المالكة، بالإضافة إلى بعض الملابس التي تمثل ملابس القمشجي، وهو الشخص الذي يهرول بجوار كل جواد أثناء الركبات الرسمية، وكانت وظيفته تنظيف العربات وحمايتها أثناء السير، وفتح الطريق وكان يمسك بعصا من الخيزران في الصباح، وشعلة في المساء لإنارة الطريق.

 

وأخيرًا، عرض لبعض قطع الخيامية، وكذلك عرض لسجادة كبيرة الحجم بالإضافة إلى عرض بعض الأفلام القصيرة التي تتحدث عن النسيج، بداية من المادة الخام النبات، مرورًا بمراحله المختلفة حتى طريقة صناعته على الأنوال وخروجه منتجًا كاملًا.